انفرد النواصب وزعيمهم ابن تيمية عن بقية فرق المسلمين بمحاولات محو كل الفضائل التي تنسب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالخصوص وال البيت على وجه العموم ولعل أكثر فضيلة حاول النواصب محوها هو آية التصدق بالخاتم لارتباطها قال تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة : 55] فعلى الرغم من أن الإجماع قائم على أن هذه الآية نزلت في علي عليه السلام وهي من الكرامات الخاصة به إلا أن التيمية حاولوا محو هذه الكرامة وهذه المنقبة بدعوى أن التصدق أثناء الركوع لو كان فضيلة لأصبح عملا مسنونا وحيث لم يعمل به متشرعة الإسلام فهو ليس بمنقبة وبذلك ليس لعلي عليه السلام أي فضيلة ومنقبة في ذلك . وبأروع استدلال في محاضرات "الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول" يثبت المحقق الصرخي الحسني أن سلب فضيلة حال الركوع مقصود في القرآن وأننا نثب أنه لا يوجد فضية لحال الركوع فيقول المحقق ((إن سلب فضيلة حال الركوع هو المقصود في القران لإتمام الحجة على ذوي العقول ..من حيث أن سلب فضية حال الركوع يعني أن الخطاب الالهي جاء على نحو اللغو والعياذ بالله "وكفهم أولي" عندما لا يكون لحال الركوع أي فضيلة يكون السؤال لماذا أتى به القرآن ؟ ونحن نقول ليس به فضيلة ,إذن هل أتى به على نحو اللغو والعياذ بالله !؟ تعالى الله عما يقول المتكبرون وتعالى الله عما يقول النواصب .. "فإذن حال الركوع ذكره " أما فيه فضيلة ذاتية وننفي أن يكون فيه فضية ذاتية والنواصب"أيضا" يلغون هذا ويسجلون سلبية, يقولن إنه لهو وانشغال عن الصلاة أذن لماذا أتى به الله في القرآن ؟ لا يبقى عند النواصب إلا اللغو . إذن كيف ننتهي من هذا؟ فلا يبقى مناص من دفع اللغو إلا بالتسليم لقوانين اللغة والعرف واللغة الظاهرة والدالة على أن المقصود قضية خارجية وتشخيص خارجي وإشارة خارجية .. إلى أن المراد بالولي هو هذا الشخص الذي أعطى الزكاة وهو راكع)) وبهذا وعلى أساس ألزموهم بما ألزموا أنفسهم به يثبت المحقق الصرخي الحسني أن التصويب في الآية ليس لحال الركوع وكرامة التصدق في حال الركوع وإنما حال الركوع ليس إلا علامة لتشخيص الولي خارجياً فالآية في مقام تشخيص الولي خارجياً مستخدمة حال الركوع كعلامة مميزة والعلامة سواء كانت فضيلة أم ليس بفضيلة فهي ليست إلا إشارة نحو المقصود وهنا المقصود علي بن أبي طالب الراكع المتصدق في الخاتم ..
تأتي هذه المحاضرات التي يلقيها المحقق المرجع الصرخي الحسني في ظل حالة من التطرف الذي يسود الأمة وتعجز المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني في كبح جماحه فيما تغذيه السياسة والهيمنة الخارجية الأمر الذي زاد الفرقة وحالة التشرذم في المجتمعات الإسلامية الأمر الذي أدى إلى هجرة ملايين المسلمين طلباً للسلام ولحياة كريمة وكمشروع كبير يُنجز على يد المرجع الصرخي الحسني لردم الهوة بين المسلمين وإعادة اللحمة وإعطاء العقل والمنطق دورهما الذي غيبته المؤسسات الدينية الدكتاتورية يلقي المرجع الصرخي الحسني سلسلة محاضرات في التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ يُبطل فيها بالدليل أسس التكفير والتطرف الذي علا المجتمعات الإسلامية.
https://goo.gl/9fkcqZ
التعليقات (0)