المرجع الصرخي أكثر من مليون ونصف مليون كتاب أتلفه التيمية في المكتبة الفاطمية
التراث الإسلامي العربي أغنى تراث علمي شامل لكل العلوم وفي جميع أصنافها وتنوعاتها ومن هذا العمق الشمولي يتضح لنا حجم الدمار الذي لحق بالمكتبات الإسلامية الكبرى في بغداد ومصر حيث نقل المقريزيّ عن صاحب كتاب (الذخائر)، قال: "كنت بمصر سنة إحدى وستين وأربع مئة فرأيتُ فيها خمسةً وعشرين جملاً موقّرةً كتبًا محمولة إلى دار الوزير أبي الفرج محمد بن جعفر المغربيّ"([26]).
وإذا صدّقنا ابن خلدون وغيره في مدّعاهم فكيف نفسّرُ ما ذُكر عن ابن أبي طيّ، قال: "واستمرّ البيع في موجودات القصر مدّةَ عشر سنين، وعلى مدى يومين في الأسبوع، ومن جملة ما باعوه (خزانة الكتب)، وكانت من عجائب الدّنيا، لأنّه لم يكن في جميع بلاد الإسلام دارُ كتب أعظم من الدار التي بالقاهرة، ويقال أنّها كانت تحتوي على ألفي ألفٍ وستِّ مئةِ ألفِ كتابٍ (مليونان وستُّ مئةِ ألفِ كتابٍ)، وكان فيها من الخطوط المنسوبة أشياء كثيرة"([27])، وحصّل القاضي الفاضل([28]) قدرًا كبيرًا منها، حين دخل إليها، فكلّ كتابٍ صلحَ له وأعجبه قطع جلدَهُ ورماهُ في بركةٍ كانت هناك، فلما فرغَ الناسُ من شراء الكتب اشترى تلك الكتب التي ألقاها في البركة على أنها مخرومة، ثمّ جمعها بعد ذلك، ومنها حصّل ما حصّل من الكتب"([29]).
وكيف نفسّر تسجيل الصفدي مشاهداته لكتب عبد الكريم بن علي (أخو القاضي الفاضل الفاطمي)، قال: "... وكان كثير الرّغبة في تحصيل الكتب، مبالغًا في ذلك إلى الغاية القصوى، ملكَ منها جملةً عظيمةً، لم يبلغنا عن أحدٍ من الرؤساء أنّ كتبه وصلت إلى مبلغ كتب عبد الكريم، حتى قيل إنها مائتا ألف مجلّدة، قلتُ (الصفدي): وهي موجودةٌ إلى عصرنا هذا، نشاهدُ اسمه عليها بقلم دقيق طويل الألفات على أعلى الكتاب مما يلي يسار الناظر في أوّله فوق اسم الكتاب"([30])، هذه مكتبةٌ جمعها فرد لثقافته أو لزينته فلا عجبَ أن تحوي المكتبة التي أسّسها العزيز بالله الفاطمي ونكبت على يد صلاح الدين أقلّ من مليون كتاب.
ولهذا ذكر المرجع الصرخي عمق الفاجعة التي حلت بالتراث العربي والإسلامي وما أصاب المكتبات العامة والخاصة من التيمية حين استباحوا قصر الخليفة العضد بعد وفاته حيث ذكر ذلك في بحوثه العقائدية (وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) المحاضرة الثانية والعشرون
د ـ ثم قال(ابن الأثير): {{وَلَمَّا تُوُفِّيَ جَلَسَ صَلَاحُ الدِّينِ لِلْعَزَاءِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى قَصْرِ الْخِلَافَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ مَا فِيهِ، فَحَفِظَهُ بَهَاءُ الدِّينِ قَرَاقُوشُ الَّذِي كَانَ قَدْ رَتَّبَهُ قَبْلَ مَوْتِ الْعَاضِدِ، فَحُمِلَ الْجَمِيعُ إِلَى صَلَاحِ الدِّينِ، وَكَانَ مِنْ كَثْرَتِهِ يَخْرُجُ عَنِ الْإِحْصَاءِ،..
وَكَانَ فِيهِ مِنَ الْكُتُبِ النَّفِيسَةِ الْمَعْدُومَةِ الْمِثْلِ مَا لَا يُعَدُّ، (( قلت لكم سابقًا بأنّ الحكم الفاطمي تميّز بالعلم والعلماء واستقدام وإغراء العلماء للمجيء ومن كلّ المذاهب والطوائف من فلاسفة وأطباء وحكماء وأهل فلك وغيرهم. والذي حصل كان جلد الكتاب يُخلع وتُصنع منه النعل أو تغطّى به!!! وتُرمى تلك الكتب النفسية أو تُباع بالأسواق دون أن يعلم المشتري ما قيمة هذه الكتب ونفاستها، وكان في مكتبة الجامعة الأزهرية أكثر من مليون ونصف مليون كتاب فكلّ هذا انتهى واُعدم وقُضي عليه!!! عِلمٌ قد سٌحق، فما أُتلف مِن كتب مِن المكتبة الفاطميّة المصرية الأزهرية أكثر ممّا حُرق وأُتلف من كتب على يد هولاكو في بغداد، أو يوازيه على أقلّ تقدير!!! فقد سُحق العلم سحقا، وهذه الكتب النفيسة التي أتلفها صلاح الدين ليس الشيعة ولست أنا من يقول بل ابن الأثير الزنكي الشافعي الذي عاش الأحداث هو من يقول)) فَبَاعَ جَمِيعَ مَا فِيهِ، وَنُقِلَ أَهْلُ الْعَاضِدِ إِلَى مَوْضِعٍ مِنَ الْقَصْرِ، وَوَكَّلَ بِهِمْ مَنْ يَحْفَظُهُمْ، وَأَخْرَجَ جَمِيعَ مَنْ فِيهِ مِنْ أَمَةٍ وَعَبْدٍ، فَبَاعَ الْبَعْضَ، وَأَعْتَقَ الْبَعْضَ، وَوَهَبَ الْبَعْضَ، وَخَلَى الْقَصْرُ مِنْ سُكَّانِهِ كَأَنْ لَمْ يَغْنَ بِالْأَمْسِ،..((انتهى كلام المرجع الصرخي ))
ورحم الله امرؤ قرأ العِبَرْ فإعتبر
https://www.youtube.com/watch?v=jda2uHVRQdU
التعليقات (0)