المرجع الصرخي : يدعو علماء السلفية والحكام للتحرر من قيود الفكر التكفيري التيمي حفاظا على دولهم.
شهد العصر الحديث وخصوصاً في بدايات القرن المنصرم بعد أن تم رسم خارطة الدول العربية أيدلوجياً سياسية تناسب تلك الفترة تقوم على أساس سياسة فرق تسد, ولا ننسى الخلفيات الاستعمارية ومشاريع الهيمنة العالمية آنذاك, وليس هذا ما يعنينا أنما ما يعنينا أن المجتمعات الإسلامية والعربية منها خصوصاً لا يمكن أن تنزع ربقة الدين والطائفة بحال من الأحوال عند ذلك ولما كنت السياسة فن الممكن والخداع واستخدام كل الوسائل الخبيثة والماكرة والمخادعة للوصول للمبتغيات والأهداف, حصل التزاوج بين الطائفية والسياسة. فالسياسي حيث يحتاج إلى جمع العدد الأكبر من المجتمع لخلق رأي عام بالمقبولية فلابد له من استخدام العامل الديني الطائفي المتأصل في المجتمع ,وهكذا بدأ التزاوج بين السياسة والتكفير في بعض الدول العربية فاستخدمت الفكر التكفيري التيمي كمذهب رسمي يؤمن بقائها, وكقانون طبيعي وسنة تاريخية فأن الآثار السلبية لكل دعوة منحرفة في حال توفرت لها بيئة ومحيط اجتماعي مناسب ستنمو بسلبياتها وهكذا نمى الفكر التكفيري برعاية سياسية ووصل إلى مرحلة خرج فيها عن المقبولية ولم يعد له ميزان في ساحة الرأي العالمي بل أنتهى دوره وأصبح عبئ حتى على الدول التي غذته طوال تلك العقود الماضية وخصوصاً مع الانفتاح العالمي وتحضر الإنسان وصيرورة العالم قرية واحدة كما يعبرون.
وقد دعا المرجع المحقق الصرخي الحسني علماء السلفية للتحرر من قيود أبن تيمية الاقصائية حيث يقول في المحاضرة الثانية من بحث الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ((نحن نتمنى وندعو من هذا المقام علماء السلفية بالخصوص , ليتحرروا من قيود ابن تيمية , ألا يوجد عندهم عالم يستغل هذا الموقف السياسي!؟... أيضا للحكام الذين يتبنون الفكر السلفي أو يحتضنون الفكر السلفي أو يؤيدون الفكر السلفي أو لهم تأثير على الفكر السلفي, الوضع تغير والجانب السياسي تغير,ووجود الفكر السلفي أي التيمي الاقصائي)).
ويشير المرجع المحقق أن الفكر التكفيري انتهى دوره.. حيث إن التحضر واحترام حقوق الإنسان واحترام الرأي الأخر وافتضاح جرائم التكفير جعل السياسة العالمية مجبرة أن تكون في خانة الحرب على التطرف والإرهاب وكتطور طبيعي للذهنية المجتمعية ومن هنا قدم المرجع العراقي نصيحة لتلك الحكومات التي تحتضن الفكر التكفيري للانفتاح على المذاهب الأخرى حفظا على دولهم,حيث يقول (( فنحن نحترم الافكار ونحترم الجميع لكن نتحدث عن الفكر السلفي التيمي الاقصائي التكفيري أقول :إلا يوجد علماء ضمن هذه الفترة الزمنية,وانتم تنتقدون التقليد ووجدت عبر التاريخ خاصة التاريخ المعاصر بعض المحاولات من بعض العلماء للتحرر من قيود ابن تيمية وتقليد ابن تيمية , ولكن كانت محاولات ضعيفة ولم يكن الوضع السياسي مهيئاً لإبراز مثل هذه المحاولات .. فنصيحة للحكام لذوي القرار ,أنهم عليهم أن ينفتحوا إلى باقي الأفكار وإلى باقي المذاهب , على أقل تقدير إلى الفكر السلفي الآخر , الوسطي المنفتح الحقيقي الأقرب إلى الواقع الذي يحترم الآخرين)) .
عبد الاله الراشدي
المرجع الصرخي : يدعو علماء السلفية والحكام بالتحرر من قيود الفكر التكفيري التيمي حفاظا على دولهم
http://cutt.us/NrRac
المحاضرة السادسة عشرة " السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد"
http://cutt.us/lHu32
التعليقات (0)