مواضيع اليوم

المرجع السيد الصرخي في حوار شامل مع ايلاف في مكتبه بكربلاء

 

آية الله العظمى السيد محمود الحسني الصرخي في حوار شامل مع إيلاف:
التدخل الإيراني واضح ومواقف خاطئة تنسب للسيستاني

أسامة مهدي

آية الله السيد محمود الحسني في حوار شامل مع "إيلاف":
التدخل الإيراني واضح ومواقف خاطئة تنسب إلى السيستاني
أسامة مهدي من لندن : دعا رجل دين شيعي عراقي كبير إلى العمل على إنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق من خلال فضح عملائه وكشف أخطاء السياسيين ودعم القوى الوطنية المناهضة له وقال إن هناك مواقف وأراء نسبت إلى المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني تخص الأوضاع على الساحة العراقية لم يصرح بها كان فيها المتناقض والمتنافي والمخالف للضرورات الشرعية والاجتماعية والأخلاقية والذي أدى بالعراق وشعبه إلى هذا المصير المؤلم المحزن والمنزلق الخطر المدمر وأكد أن التدخل الإيراني في شؤون العراق أصبح واضحا وبديهيا لكنه من الواجب معالجة الأسباب والمبررات التي تولد مثل هذه التدخلات وتبرر للكثير وتدفعهم للتعامل والتعاون معها ومنها الاحتلال الأميركي.

وفي حديث شامل أدلى به آية الله السيد محمود الحسني الصرخي من مقره في مدينة كربلاء إلى "إيلاف" قال إن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لم تستطع لحد الآن تحقيق الأمن والاستقرار وإيقاف نزيف الدم وزهق الأرواح والاستقلال والسيادة ورفع المستوى الاقتصادي والمعيشي للفرد والمجتمع والارتقاء بالمستوى الخدمي . والقى باللائمة على الاحتلال في الأوضاع العراقية المتدهورة موضحا أنه هو السبب في جعل العراق وشعبه ساحة لتصفية الحسابات وسببا في تدخل دول الجوار والإقليم والعالم في العراق لتجعل من إثارة الفتن الطائفية وإزهاق الأرواح درعاً واقياً لدولها من توسع المحتل في المنطقة وخارجها . وشدد على أن الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والسياسي يفرض تشخيص هذه الجهات وفضحها وكشف مخططاتها وتوجهاتها وعمالتها وتبعيتها سواء كانت شيعية أم سنية عربية أو كردية أو علمانية.

وعن الجهات التي تقوم باعتداءات متواصلة ضد أنصاره قال آية الله الحسني إن الذي ينفذها هي الميليشيات الظاهرة والمعلنة والأخرى المخفية المبطنة التابعة لمؤسسات دينية لها نفوذ في السلطة وبعض الحكومات المحلية التابعة لها والتي يجمعها ارتباط بدول خارجية . وأضاف بالنسبة إلى موقفه من التدخل الإيراني في شؤون العراق انه على الرغم من كون القضية أصبحت مسلمة عند الجميع وواضحة وبديهية وعلى الرغم من خطورتها وعظم تأثيرها فانه من الواجب معالجة الأسباب والمبررات التي تولد مثل هذه التدخلات وتبرر للكثير وتدفعهم للتعامل والتعاون معها  .

وفي ما يلي نص أسئلة "إيلاف" وأجوبة  المرجع العراقي العربي آية الله السيد محمود الحسني الصرخي عليها :

 

مواقف تنسب إلى السيستاني لم يصرح بها
ما هو رأيكم بمواقف المرجع آية الله السيد علي السيستاني من الأحداث على الساحة العراقية منذ سقوط النظام السابق؟
من خلال حضوري بحث سماحة السيد السيستاني لسنتين تقريبا ,ومن خلال زياراتي وتواصلي لأمير المؤمنين( عليه الصلاة والسلام) والنجف الاشرف والحوزة العلمية وثم التحاقي بالحوزة والدراسة فيها ,استطيع القول إن المحتمل أن كل أو جل ما صدر وحصل من مواقف وأمور نسبت إلى سماحة السيد إما أنها غير حقيقية أي لم تصدر منه أصلا, أو أنها غير واقعية بمعنى أن سماحته قد اجبر على ذلك,أما الاحتمال الثالث وكون ما صدر عن علم وعمد وإرادة واختيار فهذا يمكن استبعاده لاعتبارات وأسباب عديدة, منها أن الذي حصل وصدر من كلام ومواقف وإمضاءات فيه المتناقض والمتنافي وفيه المخالف للضرورات الشرعية والاجتماعية والأخلاقية والذي أدى بالعراق وشعبه إلى هذا المصير المؤلم المحزن والمنزلق الخطر المفتك المهلك المدمر ولهذا احتملت استبعاد الصدور ,ومع هذا فانه لاينفي ولا يعفي من الوقوف والمساءلة في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون والملك والحكم لله العلي العظيم العزيز تعالى ذكره وجل ثناؤه.

تقويم أداء حكومة المالكي
ماهو تقويمكم لأداء حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ؟
إن حقيقة كل حكومة هي أنها وكيلة عن الشعب ، والأصيل حينما ينتخب عنه وكيلاً لإدارة شؤون الدولة إنما يريد منه أموراً أساسية يمكن حصرها وإجمالها بان الواجب الأهم هو الأمن والاستقرار وإيقاف نزيف الدم وزهق الأرواح والاستقلال والسيادة وارتفاع المستوى الاقتصادي والمعيشي للفرد والمجتمع والارتقاء على المستوى الخدمي ، فهذا هو المراد والمطلوب من كل حكومة ، وهذه الأمور لم تتحقق إلى الآن على يد الحكومة الحالية ، ولكن يمكن الادعاء بأن السبب والعلة الأساسية في عدم تحقق هذه الأمور بأن المؤسسات والتكتلات التي تكتلت وتأسست باسم الديمقراطية وحكم الشعب صارت معرقلة لعمل الحكومة بل أصبحت هذه المؤسسات والتكتلات ومنابرها معرقلة ومهدّمة لكل خطوة عمل فيه خير وصلاح الأمة ، فالأنسب والأفضل بل المتعيّن في هذه الظروف لأي حكومة وطنية مخلصة لشعبها ووطنها تريد النجاح ، إيقاف عمل مثل هذه المؤسسات إلى حين توفر الظروف الموضوعية المناسبة الصحيحة الصالحة.......والمؤسف والمؤلم والمحزن جدا جدا هو اننا عندما نشعر ونلمس ما يشير إلى الوطنية وخدمة الوطن والشعب عند البعض فإننا في الوقت نفسه نلمس ونتيقن أن الآخرين من الحكومة أو مجلس النواب أو أعضاء القائمة نفسها أو الكتلة أو الحزب,يضع قدما هنا وقدما هناك حيث النفاق والمكر والكيد والتأمر على شركائهم في الحكومة أو مجلس النواب وغيره,وهذا النفاق السياسي هو الأخطر والأدهى وهو المدمر والمهلك .

الحلول للأوضاع السياسية والأمنية المعقدة
.. ماهي حلولكم للأوضاع السياسية والأمنية والخدمية المعقدة في العراق حاليا ؟
.. لا يخفى على العاقل أن الحلول للأوضاع الخدمية يتوقف جلّه على تحقق الحلول للأوضاع السياسية والأمنية ,ولا أجد أي حرج ولا تردد في القول إن العكس صحيح وتام أيضا, فلابد من السير والمسير المتوازن الصادق الواقعي في الاتجاهات الثلاثة الأمنية والسياسية والاقتصادية الخدمية,والمهم والاهم هو إضفاء الشعور الصادق وتحقيقه وترسيخه عند الآخرين وتيقنهم صدق وتمامية العمل والمسير كي يحصل الاطمئنان وتهدأ النفوس ،... والمشّخص للعلة والمرض العضال بالنسبة إلى تردي الأوضاع الأمنية يلاحظ جلياً ويتيقن ما ذكرناه قبل حوالى أربع سنين ,من أن العراق وشعبه المظلوم أصبح ساحة لتصفية حسابات عالمية تشترك فيها دون غيرها قوات دولية وإقليمية, فمن الناحية السياسية/ نقول إن الاحتلال هو السبب والعلة الرئيسة في جعل العراق وشعبه المظلوم ساحة لتصفية الحسابات ، والذي تسبب في تدخل دول الجوار والإقليم والعالم في العراق لتجعل من تردي الأوضاع الأمنية والسياسية وإثارة الفتن الطائفية وإزهاق الأرواح ونزيف بحور الدم العراقي درعاً واقياً لدولها من توسع المحتل في المنطقة وخارجها, وجعلت من مأساة الشعب العراقي وسيلة لعرقلة المشروع الغربي الكافر في المنطقة.

وعليه فانه بالتأكيد أن بإزالة السبب سوف يزول المسبَب ، أي أن بزوال المحتل نهائياً سوف ينتفي المسوغ والمبرر لتدخل دول الجوار والإقليم والعالم في العراق ، ومن الواضح أن الاحتلال ودول الجوار تتدخل في العراق وتعتمد في ذلك على وسائل ووسائط ، ومن أهم هذه الوسائط هم الساسة النفعيون من أهل الدنيا فلابد أن نشخص الداء والمرض العضال والغدة السرطانية الناخرة في هيكل العراق وشعبه ، فنقول وبوضوح وصراحة وجود أشخاص وجهات وحركات ومنظمات وأحزاب وغيرها لا تنظر إلا إلى دنياها ومصالحها النفعية الضيقة ولا مانع ولا رادع لها عن تحقيق مصالحها ومنافعها الشخصية الضيقة حتى لو تعاونت مع الاحتلال فضلاً عن غيره وحتى لو أدى ذلك إلى تمزيق العراق وشعبه وسفك الدماء وزهق الأرواح وهتك الإعراض.

فالواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والسياسي يفرض علينا تشخيص هذه الجهات وفضحها وكشف مخططاتها وتوجهاتها وعمالتها وتبعيتها سواء كانت شيعية أم سنية عربية أو كردية مسلمة أو علمانية أم غيرها .

ومع علاج هذه المشكلة والمعضلة والآفة السرطانية لابد من إبراز وإظهار (أو تحقيق) الجانب الوطني والجهات الوطنية الصادقة المخلصة (سواء كانت سنية أو شيعية ، عربية أو كردية ، مسلمة أم علمانية أو غيرها) ولابد من استحضار حقيقة موضوعية يدركها الجميع ، وهذه الحقيقة تشير إلى أن الأفضل والأحسن والأنسب والأصلح والأصح والأكرم والأثبت والادوم لجميع دول الجوار وغيرها التي تريد حماية أنفسها بعرقلة مشاريع المحتل ، عليها التعاون والتعامل المتوازن المتكافئ الصادق مع جهة وطنية مبدئية مخلصة صادقة عاملة لشعبها ووطنها رافضة حقيقة وصدقاً وعدلاً لأي تدخل واحتلال شعوب وبلدان ، فالحل السياسي أو من أساسيات ومبادئ الحل السياسي هو تحقيق وإبراز وإظهار الوطنيين والجهات الوطنية الحقيقية المبدئية الصادقة (سواء كانت سنية أم شيعية ، عربية أم كردية ، إسلامية أم علمانية) .

أما من الناحية الأمنية / يعلم الجميع أن الذي أضرّ بالعراق وشعبه الجريح القتيل المظلوم هو الإرهاب,الإرهاب الدولي الخارجي وإرهاب الكتل والتجمعات السياسية والدينية,إرهاب الداخلين في العملية السياسية وإرهاب الخارجين عنها,إرهاب المليشيات الظاهرية وإرهاب المليشيات المبطنة تحت عنوان سياسي أو اجتماعي أو ديني, والإرهاب العالمي معروف بقبحه وفساده وانحرافه وضلاله, لكن الإرهاب الأخر بكل إشكاله وأصنافه وتوجهاته هو الأخطر والاضر والافتك بالعراق وشعبه المظلوم, ويتضاعف ويشتد ويعظم الخطر مع وجود النفاق السياسي والاجتماعي والديني ,الذي أضرّ ويضرّ بالعراق وشعبه وانجراره وانجرافه في بحور دماء الطائفية والحرب الأهلية المفتعلة من أجل المصالح الشخصية الضيقة والمكاسب السياسية المنحرفة ومصالح دول خارجية .

وعليه نقول دائما نعم لخطة امنية حقيقية تحمي العراق وتصونه من الأعداء من الداخل والخارج وتحافظ على وحدته واستقلاله ، وتحقق أمنه وأمانه وتحاسب المقصر بعدل وإنصاف مهما كان توجهه وفكره ومعتقده ومذهبه ، نعم لخطة أمنية تنزع وتنتزع وتنفي الميليشيات الشيعية والسنية والإسلامية والعلمانية العربية والكردية وغيرها .. الذي أضرّ ويضرّ بالعراق والعراقيين ، وكلا وألف كلا للنفاق الاجتماعي والنفاق الديني والنفاق السياسي المضرّ بالعراق وشعبه المظلوم .
نعم لخطة أمنية تعمل على تحقيق وسيادة النظام والقانون على جميع العراقيين, السنة والشيعة ,العرب والكرد والتركمان ,والمسلمين والمسيحيين, والسياسيين والمستقلين, الداخلين في العلمية السياسية وغيرهم..
والواضح والبديهي إننا لا نتوقع التنفيذ و النجاح لخطة أمنية ما لم تكن عراقية خالصة, نعم... عراقية في التخطيط, وعراقية في التنفيذ ,وعراقية في الفكر والتوجه, وعراقية في الولاء, نعم ...عراقية في الولاء للعراق والعراق والعراق الحبيب وشعبه وشعبه وشعبه العزيز المظلوم.

جهات تعتدي على أنصار ومؤيدي الحسني
.. يتعرض أنصاركم ومقلدوكم لحملة اعتقالات واختطاف في جنوب البلاد وغيره .. من هي الجهات التي تقوم بذلك ؟ ولماذا؟ وكيف ستواجهون ذلك؟
صار في علم كل إنسان سوي أن الذي يقوم بهذه الأعمال هي الميليشيات الظاهرة والمعلنة والميليشيات المخفية المبطنة التابعة لمؤسسات دينية لها نفوذ في السلطة وبعض الحكومات المحلية التابعة لها, والتي يجمعها أن لها ارتباطا بدول خارجية..... وأما سبب هذه الاعتقالات والاختطافات فهي الأسباب والدواعي والأغراض نفسها التي يختطف بسببها كل مواطن عراقي شريف يحب وطنه وشعبه ويواليهما ويرفض كل ما يضر شعبه ووطنه؛ فإننا رفضنا ونرفض كل احتلال عسكري أو فكري أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي سواء كان المحتل كافرا أم مسلما, وسواء كان عربيا أم أجنبيا,وسواء كان من دول الجوار أم غيرها ,ورفضنا ونرفض ترسيخ الاحتلال والعمالة للمحتل... ورفضنا ونرفض تقسيم العراق وشعبه ونهب ثرواته, ورفضنا القتل وزهق الأرواح ونزيف الدم العراقي بكل طوائفه... ولأننا رفضنا ونرفض الفتنة الطائفية المقيتة, ورفضنا ونرفض التدخل الخبيث المضر من دول الجوار والجهات والمؤسسات التي تنتمي إليها وترتبط بها ... ولأننا حملنا وعملنا على مبدأ المجادلة بالحسنى والحوار الشرعي والأخلاقي والعلمي ... ولأننا رفضنا أن يكون استقلال العراق ووحدته وثروته وشعبه ثمناً ووسيلة لتحقيق مصالح ومطامع شخصية ضيقة للنفعيين من أهل الدنيا وثمنا ووسيلة لتحقيق مصالح ومطامع دول أخرى ,وسنبقى إن شاء الله على العهد والبيعة والميثاق والثبات الثبات الثبات بعون الرب العزيز القوي الله (تعالى مجده وجل ذكره).


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !