لسنا نعرف لماذا لاتقول المرجعية قولتها بكل صراحة ووضوح اذا كانت فعلا يهمّها مصلحة العراق وتسعى لخدمة شعب العراق ! . في الامس اشاعت المرجعية العليا بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع القوائم وقد ملئت مبررات هذا الوقوف والمسافة الواحدة الآفاق ، رغم ان وقوفها مع الصالح والطالح بنفس المسافة تعني أبقاء المآساة وتكريس للأزمة . في هذه المرحلة تغيّر لون خطاب المرجعيّة تجاه القوائم والمرشّحين على لسان ناطقها الشيخ عبد المهدي الكربلائي لكنه الخطاب في الحقيقة لازال يحتفض بنفس مضمون المسافة الواحدة السابق ! وايضا لم تُعلن المرجعيّة موقفها الشرعي بوضوح تجاه القوائم الكبيرة والتي سبق وأيّدتها المرجعيّة العليا في المراحل الانتخابية الاولى وسلّطتها على رقاب الشعب . قال الكربلائي في خطبة الجمعة المنصرمة (أما الفساد المالي والاداري فحدث ولا حرج فالعراق اصبح واحدا من اكثر بلدان العالم فسادا) .. اين كانت المرجعية عن هذا الفساد الذي توّها أقرّت به بعد ان نخر جسد البلاد ؟ ثم أليست هي شريكة بهذا الفساد ..؟ على اساس ( مَن احبّ عمل قومٍ أُشرك معهم ) .واردف الكربلائي (ان هذا التغيير لن يتحقق الا بأيدينا نحن المواطنين فأذا لن نعمل له فلن نصل اليه). مضيفا ( ان المرجعية الشيعية العليا لاتدعم اي قائمة انتخابية لكنها ترى انه بعد عشر سنوات من التجارب الانتخابية التي شهدها العراق فأنه يفترض بالمواطنين المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة في 30 من الشهر الحالي من خلال حسن الاختيار والتصويت للمرشح الصالح الكفوء الحريص على المصالح العليا للشعب والوطن وعلى امن واستقرار البلاد والمستعد للتضحية من اجل ذلك وليس للباحث عن مصالحه الشخصية والحزبية والساعي للاستحواذ على المكاسب المادية وعقود المشاريع من خلال منصبه النيابي او الحكومي). لاتزال الخديعة بيّنه بهذا الخطاب ! فهي من جهة تدعو الناس بمشاركة واسعة لانتخاب الصالح والكفوء بحجة التغيير .. ومن جهة اخرى وهي الأهم لم تدعو الناس بعدم انتخاب القوائم الكبيرة الحاكمة والمتنفذة بشخوصها ورموزها التي دَعَمتها سابقا . فما هي الفائدة المرجوة من هذا الخطاب حتى لو انتخب المواطن وجوه جديدة ؟. معلوم لدا الجميع ان انتخاب المرشّحين الجدد المنتمين لنفس القوائم المتسلّطة .. يعني اعادة نفس القوائم الكبيرة الحاكمة الى الحكم ! فهل توجد حيلة وخديعة تضحك بها المرجعية العليا على شوارب ولحى الشعب العراقي اعظم من هذه الخديعة ؟ .
صفاء الهندي
التعليقات (0)