مواضيع اليوم

المرجعية بين الحقيقة والوهم.

احمد الدراجي

2019-05-20 20:01:19

0

المرجعية بين الحقيقة والوهم.

العلم والجانب العلمي هو النور والسلاح والحصن الذي يحفظ للمرجعية هيبتها ومكانتها وتأثيرها ويمنحها القدرة على قراءة الأحداث بطريقة صحيحة واتخاذ المواقف الصائبة ووضع الحلول الناجعة وكشف مخططات الأعداء، وتحديد المرجع والمرجعية أو حتى أي موقع قيادي ينبغي أن يكون خاضعًا لعملية التقييم أو المفاضلة على أسس وضوابط ومعايير معتبرة عقلا وشرعًا وأخلاقًا ،وهذا منهج حضاري تؤمن به القوانين والنُظُم الوضعية والأيديولوجيات فبه تستقيم الحياة ويتحقق العدل والمساواة ،

والسؤال والاستفهام بداية المعرفة والخطوة الأولى لعملية التقييم وتحصيل المعلومة وتنوير العقول،وقد يكون واجبًا خصوصًا في ما يتعلق بالدين، أو يرتبط بقضايا مصيرية كالتي يتوقف عليها حياة الفرد والمجتمع ، فلا محذور في صدور السؤال من العالي إلى الداني وكذا العكس ، والقرآن الكريم يحكي لنا صورًا عن ذلك ، فالملائكة سألت بل ناقشت الله ، وحتى إبليس اللعين قد سأل الله وناقشه ولم يصدر النهي والتحريم والتوبيخ من الله على ذلك، وهذا ما سار عليه العقلاء والفلاسفة والحكماء وأهل العلم والفكر والحضارة ، فإذا كان ذلك مشروعًا في حضرة الخالق تقدست أسماءه فمن باب أولى أن لا يكون محذورًا ومحرمًا في حضرة مَن هو دونه ،

وعلى ضوء ما ذكرنا وما لم نذكره فإن كل دعوى أو قضية خاضعة للبحث والتمحيص وينبغي على صاحبها أن يثبت صدقها من خلال الدليل والأثر الشرعي العلمي الأخلاقي وليس على أساس الجبر والإكراه والقهر والقسر أو الترغيب والإغراء والمال والسلطة، ولأن موقع المرجعية من أخطر المواقع لما لها من تأثير كبير على مصير المجتمعات والأوطان سال لها لعاب قوى الشر والظلام وبذلت كل طاقتها من أجل السيطرة عليها من خلال اختزالها في شخوص تخدم مشاريعها وأجنداتها، وبالتأكيد أن من ليس له حظ من العلم والجانب العلمي سيكون أداة طيعة لتلك القوى التي ستوفر له الدعم المعنوي والمادي والإعلامي، ومن هنا ندرك سر استهداف المرجعيات التي تمتلك الجانب العلمي وإبعادها عن موقع المرجعية، وما جري ويجري في العراق خصوصًا من مآسي وويلات هي من نتاج تصدي من ليس بعالم ولا مجتهد فضلا عن كونه أعلمًا والتجربة أثبتت ذلك بكل وضوح وهذا يعنينا عن الإسهاب أكثر، فمن تصدى ليس لديه من المعايير والضوابط العلمية المعتمدة في العرف الحوزوي فلا بحوث أصولية ولا فقهية، لا مخطوطة ولا مطبوعة ولا مرئية ولا صوتية، ولا أي أثر ولا بصيص أثر ومن يزعم خلاف ذلك فليأتي ببرهان إن كان صادقًا.

في المقابل نجد الأثر والدليل العلمي الشرعي الأخلاقي الذي طرحه الأستاذ المعلم الصرخي والذي يفهمه المكلف البسيط فضلا عن غيره، يضاف إلى ذلك أن المحقق الصرخي قد ناقش آراء العلماء وأثبت عدم تماميتها من خلال ما طرحه من إشكالات علمية مسجلة وموثقة ومتوفرة ومنذ ما يقارب (العشرين سنة)، ولم يستطع أي منهم من الدفاع عن آرائه والرد على ما سجله الأستاذ الصرخي.

في حديث له مع صحيفة الشرق الأوسط بين المرجع الصرخي الخارطة العلمية والمنهجية الصحيحة للتقييم والمفاضلة والتشخيص واختيار المرجع حيث قال المهندس الصرخي: ((عمل المجتهد المرجع يتمثل ويتجسد في استنباط الأحكام الشرعية، وعملية الاستنباط تعتمد وتتوقف على علمي الفقه وأصول الفقه بصورة رئيسة وأساسية ومحورية، فلا بد أن يكون الشخص مجتهدًا في الفقه والأصول ومع اجتهاده بهما، فإنه بالتأكيد والضرورة سيكون قادرًا على الاستفادة من باقي العلوم فيما يدخل في عملية استنباط الأحكام.. وأي دعوى من دون دليل فهي باطلة وزخرف وضلال وإضلال، فعلى كل من يدعي الاجتهاد والمرجعية أن يطرح ما عنده من أدلة وبراهين على الساحة العلمية لكي يتمكن الآخرون من تقييمها ومقارنتها ومفاضلتها مع غيرها، ولا بد أولا أن يمتلك الشخص دليلا علميًا، وأما مع عدم وجود الدليل العلمي فاعزلوه مهما كان، وكما قال سيدنا الأستاذ الصدر الثاني وكرر. إن من لا يملك أو لا يفهم أصول أبي جعفر، أي البحوث الأصولية لسيدنا الأستاذ المعلم الصدر الأول محمد باقر الصدر، فاعزلوه، أي لا يدخل في المنافسة والمفاضلة العلمية أصلا، فإذا كان هذا حال من لا يفهم أصول أبي جعفر فما هو حال من لا يملك أي دليل علمي لا في الأصول ولا في الفقه، وبالتأكيد فإن هذا ليس بعالم أصلا. وكما كان يقول السيد الأستاذ الصدر الثاني إن المجتهد بالفقه والمجتهد بالأصول الذي لا يفهم مطالب أبي جعفر الأصولية على الرغم من عزله فإن «فيه باب وجواب».. أما الذي لا يملك شيئا «فليس فيه باب وجواب».. وكما قال عن البعض ممن تلبس بعناوين كبيرة كالمرجعية وغيرها، قال: إنه لا يصلح أن يعطي درسًا في اللمعة الدمشقية واللمعة مادة فقهية تعطى في مرحلة السطوح بل حتى قبل السطوح في الدراسة الحوزوية، فكيف يتمكن من إعطاء البحث الخارج العالي وكيف سيكون بحثه؟... أما بلحاظ عموم الناس المكلفين فكل منهم حسب مستوى عقله وتفكيره بعد أن يبذل كل جهده ووسعه من أجل معرفة الأعلم كي يقلده فتبرأ ذمته أمام الله تعالى.)).

المرجعية الحقيقية هي صاحب الدليل والأثر العلمي التام وهذا ما يتجلى بوضوح في مرجعية الأستاذ الصرخي، وبخلاف ذلك انما هي مرجعية وهمية.





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !