المرجعية العراقية ... لا يصحُّ أن نجحد بالإسلام بسبب المجرمين
بقلم / باسم البغدادي
أرسى النبي محمَّد صلى الله عليه واله وسلم دعائم التسامح بين البشر، وأوحى الله إليه في القرآن أن لا إكراه في الدِّين، وبيَّن صلى الله عليه واله وسلم حقوق غير المسلمين, الذين لا يحاربون المسلمين، وأنَّ لهم الأمن على أنفسهم، وأبنائهم، وأعراضهم، وأموالهم، وفي بلاد المسلمين إلى اليوم رعايا من اليهود والنَّصارى يعيشون حياة كريمة، بحيث حثنا ديننا الحنيف على الاعتقاد بجميع الدينات فقال الله تعالى في سورة البقرة "..آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المومنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله",ولا يقصد بالتسامح السلبية أو ترك الحقوق وإنما هو الاحترام المتبادل و الاعتراف بالحقوق العالمية للشخص وبالحريات الأساسية للآخرين، وإنه وحده الكفيل بتحقيق العيش المشترك بين شعوب مختلفة ومتنوعة.
هذا هو الاسلام لمن يريد ان يعرفه نعم هو دين التسامح لاكما يدعي البعض اليوم الاسلام ويسيرون عكس مايريده الاسلام حيث نراهم تعدوا في اجرامهم كل حقوق الانسان الشرعية والاخلاقية والانسانية ومن يعرف الاسلام جيدا يعرف ان هؤلاء هم خارج الاطار العام للأسلام الذي اتى به الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) فلا يصح للبعض ممن اخذه الاعلام المبغض المتآمر على الاسلام ورجالاته الحقيقيين ان يجحد بفضيلة الاسلام وشرائعه بسبب بعض الحثالة من البشر الذين يدعون الاسلام ولا يخلو دين او رسالة سماوية من هؤلاء المتعصبين الخونة .
وما نوه اليه المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني في محاضرته (ال12) من بحثه الموسوم (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد) حيث انتقد ممن يجحد بفضائل الاسلام بسبب بعض المغالين والمتعصبين المدعين للأسلام ..جاء فيها ..
((لا يصحّ أن نجحد بالإسلام لوجود من يدّعي الإسلام ويدّعي الخلافة ويدّعي النبوّة ويدّعي الإمامة ويدّعي تمثيل الدين ويدّعي السنّة ويدّعي السلفيّة وهو مِن أجرم وأقبح وأبشع المجرمين .))
للأستماع للمحاضرة كاملة
https://www.youtube.com/watch?v=FAzDtxVkQhM
وختاماً نقول ان الإسلام دين يسعى من خلال مبادئه وتعاليمه إلى تربية أتباعه على التسامح إزاء كل الأديان والثقافات. فقد جعل الله الناس جميعاً خلفاء في الأرض التي نعيش فوقها، وجعلهم شركاء في المسؤلية عنها، ومسؤلين عن عمارتها مادياً ومعنوياً كما يقول القرآن الكريم: ***64831;هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا***64830; (هود: 62). أي طلب منكم عمارتها وصنع الحضارة فيها. ومن أجل ذلك ميّز الله الإنسان بالعقل وسلّحه بالعلم حتى يكون قادراً على أداء مهمته وتحمل مسؤلياته في هذه الحياة.
التعليقات (0)