مواضيع اليوم

المرجعية الدينية الشيعية حفظت بيضة الاسلام ودماء المسلمين

aborian alfaris

2010-01-15 10:16:25

0

المرجعية الشيعية حفظت بيضة الإسلام ودماء المسلمين

لم يكن الهجوم الأخير الذي تعرض له زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف آية الله العظمى السيد علي السيستاني هو الأول من نوعه في تاريخ المرجعية وان كانت الاتهامات وجهت لشخص السيد السيستاني فالمقصود بها مؤسسة «المرجعية» ودورها في حفظ الإسلام ووحدة المسلمين، وفي وإطلالة على تاريخ المؤسسة المرجعية ودورها منذ تأسيسها يظهر للقارئ المنصف دور المرجعية في حفظ دماء المسلمين ومواجهة الاستعمار والطغيان بشتى الأساليب، بدءاً بالمقاومة السلمية وانتهاء بالمواجهة التي أفضت اكثر من مرة الى استشهاد المرجعية في سبيل حفظ الإسلام، ولم توفر المرجعية أي جهد في سبيل حفظ الإسلام والعمل على جمع كلمة المسلمين وكانت لها مواقف لاقت استحسان الأنظمة الحاكمة التي لم تكن بوئام مع المذهب الشيعي ولم يكن الانتماء المذهبي عائقا لها حينما وقفت ضد الشاه وأيدت الحاكم العثماني وكتبت له رسالة تأييد شهيرة وكتبت لشاه إيران آنذاك رسالة توبيخ.

المرجعية
يعرف الشيخ محمد مهدي شمس الدين المرجعية على انها مركز قيادي أعلى يوجه الانسان المسلم في جانب كبير من حياته اليومية والعامة وفقاً لأوامر الله تعالى ونواهيه اما السيد محمد حسين فضل الله فيراها بأنها موقع قيادي يطل على الواقع الإسلامي من أجل أن يشارك في كل قضاياه وفي كل تطلعاته وفي كل حركاته العامة.
ولايمكن حصر المرجعية في قضايا مثل الصلاة والطهارة لأن الإسلام أشمل وأعم.
ويذهب الشهيد الصدر الى ان المرجعية امتداد رشيد للنبوة والامامة في خط الشهادة ويرى ان المرجع هو الانسان الذي اكتسب من خلال جهد بشري ومعاناة طويلة الأمد استيعاباً حياً وشاملاً ومتحركاً للإسلام ومصادره وورعاً معمقاً يروّض نفسه عليه حتى يصبح قوة تتحكم في كل وجوده وسلوكه وعياً إسلامياً رشيداً على الواقع وما يزخر به من ظروف وملابسات ليكون شهيداً عليه.

نشأة المرجعية
بعد الغيبة الكبرى للإمام الثاني عشر محمد بن حسن العسكري
عليهم السلام اتفق الشيعة على
الرجوع الى الفقهاء في مسائلهم وكان اساس هذا الاتفاق الروايات الواردة عن الرسول صلى الله عليه
وسلم واهل بيته عليه السلام
منها ما نقل عن الائمة عليه السلام قولهم «فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه». وحديث آخر للامام المهدي عجل الله فرجه عند سؤاله عن الموقف في غيبته الكبرى عندما ينقطع حبل النيابة الخاصة بعد نوابه الأربعة [وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانّهم حجتي عليكم وأنا حجة الله.

مراحل المرجعية
لقد مرّت مسألة رجوع الامة الى علمائها بمراحل عديدة حتى وصلت الى مانراه اليوم من كيان مرجعي شامخ ويرى الشهيد محمد باقر الصدر انها مرت بأربع مراحل وهي مرحلة الاتصال الفردي وهي الاتصال بين القواعد الشعبية والمجتهدين ومرحلة الجهاز المرجعي وهي عبارة وضع جهاز مرجعي يضم وكلاء يتصلون بالمرجع وبالقاعدة الشعبية ومرحلة التمركز والاستقطاب وهو استقطاب العالم الإسلامي والعالم الشيعي ومرحلة القيادة وهي المرحلة الاخيرة التي تسلم فيها زمام القيادة ويدخل في صراع مع الاستعمار ويتبنى مصالح المسلمين.

دور المرجعية
منذ ان تأسست المرجعية
واستلام ابو جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الرازي المعروف بالكليني للمرجعية وهي تلعب دورا كبيرا داخليا وخارجيا، اما الداخلي فهو مواجهة التيارات المنحرفة والحفاظ على المذهب الشيعي وعلى الدين الإسلامي ونذكر نماذج لأدوار المرجعية التي حقنت فيها دماء المسلمين وعملت على وحدتهم وحافظت على بيضة الإسلام.
آية اللّه العظمى السيد محمد حسن الشيرازي قدس سره – المتوفى في سنة 1894
اورد الاستاذ عبد الرحيم محمد علي في كتابه (شيخ الباحثين ): أن احد الحاقدين قام بضرب السيد الميرزا محمد نجل الميرزا الشيرازي ضربا شديدا، وذلك عندما كان الميرزا يسكن سامراء.
وعلى اثر هذه الحادثة توفي ابن الميرزا الشيرازي، ولأجل الحفاظ على وحدة المسلمين التزم الميرزا جانب الصمت حيال هذه الحادثة، ولم يرد على ذلك، وبعد فترة قصيرة قامت مجموعة من الانتهازيين ولغرض اثارة الفتنة بالاستفادة من هذا الحادثة، واستغلالها لاثارة التفرقة بين صفوف الـمسلمين، وطلبوا من الميرزا عدم السكوت واتخاذ التدابيراللازمة لاستعادة حقه من المعتدي، فـرد الميرزا الشيرازي قائلا: (عليكم ان تفهموا جيدا بانه ليس لكم حق التدخل بامورالمسلمين، وان الـذي جـرى هو مجرد قضية عادية، لا تستحق هذا الاهتمام الذي يثير الاحقاد بين طوائف الـمـسلمين)،وعندما وصلت اخبار هذه الحادثة الى اسماع السلطان العثماني آنذاك، اعجب كثيرا بـمـوقف الميرزا وأصدر امراً لوالي بغداد بالذهاب الى الميرزا وتقديم الشكر له على موقفه، وابلاغه اسف الوالي عن الحادثة.

اية الله العظمى الإمام محمد كاشف الغطاء المتوفى
في سنة 1954
لعب الشيخ محمد كاشف الغطاء دوراً مهما في الحفاظ على وحدة المسلمين والمطالبة بحقوقهم ففي عام 1933 انعقد مؤتمر إسلامي في القدس لبحث هذه الكارثة الخطيرة شارك فيه علماء وزعماء عرب ومسلمون، ومنهم الإمام المصلح الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء أحد علماء النجف الأشرف البارزين، وقدم للمؤتمرين اقتراحين:
الأول - أن تكون المطالبة بفلسطين والقدس مشاركة عربية وإسلامية، ولا تقتصر على جهة واحدة حتى لا تستفرد الدول الفارضة الدولة الصهيونية على العرب، وهي مالكة بناصية أغلب حكامهم ومتنفذيهم.
الثاني - أن يفتي علماء المسلمين على اختلاف مذاهبهم واجتهاداتهم بتجميد «الحج» إلى مكة «مؤقتاً» وبتوجيه المسلمين لأداء الزيارة إلى بيت المقدس تعبيراً عن الاحتجاج والرفض وسد الطريق على تحقيق الهدف الصهيوني.

الامام السيد محسن الحكيم المتوفى في سنة 1970
قام الحكيم بأدوار مهمة على الساحة الإسلامية منها اصدار فتوى بتحريم الاعتداء على دولة الكويت في عهد عبدالكريم قاسم ووقوفه مع حقوق الاكراد ومع القضية الفلسطينية ومطالبته جمال عبد الناصر بوقف اعدام المفكر الإسلامي السيد قطب.

الشهيد السعيد محمد باقر الصدر المستشهد
في سنة 1980
اشتهر الشهيد الصدر في علمه وفكره وألف كتباً اصبحت فيما بعد محل اهتمام العالم وكان فكره فكراً إسلامياً شاملاً اعتمدت عليه بعض البنوك الإسلامية لتأسيس منظومة فقهية اقتصادية يمكن العمل بها كان من ابرز من واجه الطاغية صدام حسين وتوج هذه المواجهة باستشهاده على يد طاغية العراق صدام حسين وكان عندما يخاطب ابناء الشعب العراقي لاستنهاضهم ببياناته يقول لهم يا أبناء علي وعمر.

الامام روح الله الخميني
المتوفى سنة 1988
رغم الحرب الاعلامية التي
شنت على الامام الخميني
رحمه الله استمر في دعوته لوحدة المسلمين وكان على رأس
اهتماماته القضية الفلسطينية التي جعل من اهم الايام عند المسلمين وهي ليالي القدر يوما للقدس كما استطاع ان يجعل من اختلاف المسلمين في تحديد ذكرى مولد النبي الاكرم موقفا للاجتماع وذلك عبر جعل المدة المختلف فيها اسبوعاً للوحدة الإسلامية.

آية الله العظمى
السيد علي السيستاني
لايمكن لباحث موضوعي انكار دور السيد السيستاني في حفظ دماء المسلمين في العراق وذلك عبر اصدار فتاوى تحرم الاقتتال بين ابناء الدين الواحد ومنع الشيعة من اتخاذ أي ردة فعل بالمثل تجاه عمليات القتل الدائرة بحقهم من قبل التكفيريين ولولا السيد السيستاني لكنا نرى ان الاقتتال الطائفي يجول العالم الإسلامي كما ان بيانات السيد لم تهمل الوحدة الإسلامية ودعوة الشيعة الى عدم التعرض الى رموز المذاهب الاخرى ولم يطغ الوضع في العراق على مواقف السيد السيستاني بل ان السيد يساند ببياناته ومواقفه وفتاويه القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية المحورية للامة الإسلامية.

 






 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !