مواضيع اليوم

المربعه

مجدي المصري

2009-10-03 09:37:07

0

 


"المربعه" …
ذلك الاسم الذي يعرفه جميع المصريين الذين سافروا الي العراق وفي نفس الوقت لا يعرفه كل العراقيون فقط أهل بغداد أو معتادي التردد علي بغداد من المحافظات الأخري …
في قلب بغداد العامر وفي قلب شارع الرشيد في مواجهه متجر الاروزدي الحكومي الشهير تقبع المربعه بعبق يختلف عن عبق بغداد والوان تختلف عن الوان بغداد تنقلك المربعه مباشره الي قلب القاهره الي حواري وأزقه القاهره تخرج من شارع الرشيد وتدخل الي الدرب الاحمر أو شبرا في المربعه .. وتتفرع منها عده أزقه تمتلئ بالمحال والمطاعم المتخصصه في الأكل والمنتجات المصريه كذلك تمتلئ بالمقاهي المصريه الصرفه
والمربعه اليوم اندثرت كما اندثر الكثير من معالم بغداد الشهيره ولكن كل من كان له ذكري في المربعه لم ولن ينساها .. وفي عهد الرئيس السابق صدام حسين عندما اشتدت أوزار الحرب مع ايران فتح أبواب العراق لكل العرب وبدون تأشيره دخول .. فقط ان أراد العربي البقاء في العراق مده طويله يستخرج "هويه شئون العرب" وهي تغني حتي عن جواز السفر وتقضي كافه المصالح …
سافر الكثير من الشباب العربي عامه والمصري خاصه الي العراق بحثا عن فرصه عمل أو حياه أفضل وحلوا محل الكثير من الشباب العراقي الذي تم تجنيده للحرب فلم تتوقف المصانع والشركات والمحال أو تتأثر الحياه العامه حتي وصل تعداد الشباب المصري في أوج الحرب في العراق الي مليونين من الشباب …
ومع ازدياد حركه وصول المصريين الي العراق وتمركز الكثير منهم في بغداد وشارع الرشيد الذي كان يمتلئ بالفنادق الشعبيه التي كانت مستقرا للكثير منهم بدء الزحف البطيئ علي منطقه المربعه والتي ازدحمت فنادقها الشعبيه بالمصريين ثم بدأت محلاتها في التحول التدريجي الي الاداره المصريه حتي وصلت الي مرحله أن أصبحت المربعه قطعه من مصر أو "الحي المصري" تم تمصيرها بالكامل .. أي أكله مصريه تمر بمخيلتك أو تشتهي أن تأكلها سواء كنت مصري أو عراقي أو أي جنسيه عربيه فقط توجه الي المربعه سوف تجدها وباتقان تام كذلك المقاهي المصريه بما تقدمه من مشاريب مصريه وما تستمع فيها من أغاني عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الاطرش وأنت تسحب أنفاس من الشيشه المصريه في المربعه .. كذلك أنواع البقاله المصريه بمختلف أنواعها ومزاقها في المربعه حتي المخابز التي كانت تخبز الصمون العراقي تحولت الي خبز العيش المصري ...
هكذا أصبحت المربعه الحي المصري في قلب بغداد وقلب الرشيد وأصبح أي مصري يشعر بالشوق والحنين لمصر يتجه الي المربعه ويقضي يومه هناك وكذلك العراقيون اذا أرادوا زياره مصر فالمربعه بالنسبه لهم تكفي واذا أردت أن تسأل عن أي مصري لا تعرف له عنوان فقط اذهب الي المربعه وهناك تجد بلدياته الذين يدلونك عن محل اقامته …
وتمتلئ المربعه بعدد لا يحصي من الحكايات فالكثير من المصريين عندما شدوا الرحال الي العراق تركوا كل شيئ خلفهم واحبوا العراق وأهله واندمجوا واستوطنوا حتي أصبحوا عراقيون وذابوا وسط المجتمع العراقي وبمرور الأيام والسنون لم يعد أحد يستطيع أن يميزهم عن أقرانهم العراقيون وقبلهم المجتمع العراقي ودمجهم بين طياته …
وسوف نعرض تباعا قصص لمصريين عاشوا في العراق سنوات طوال وأصبحوا عراقيون حتي النخاع …
يتبع …
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات