مواضيع اليوم

المرايا لا ترى الضوء

سعيف علي

2010-02-21 17:57:31

0

المرايا لا ترى الضوء


عيب الكلام ؛

سيخبرك بارقُ النور عن قصة الباء و غربتها و عن تغريبة الأسماء، فانتظر أن ترى في المنام قرب الغدير شمسا عارية، وانتظر أن يسقط مشرقها على مائدة تستدير إلى النور كلَّما أرهص النهار مجيء الليل.سيقول لك أنًَّ الأفلاك تنزل بلا صخب للبحث عن وجد الحقيقة، في قلب لا يتعلم من أخطاء الحب الكبرى، كلَّما كانت الباء1 مقفلة بمراتيج النُّعاس ، وكان الناس في صخب يذكرون ؛...؛ كيف كان الطِّين مفتاح الخليقة، و كان معراج ، و كان براق، وكانت يمامة ، وكان غول يأكل كلَّ الأيامى، وكان آخر العشق قد أنهى بيانه....

سيُكثر الكلام لكن لن يُغرب كثيرا، ثم سيصلي صلاة قصر و سفر، و يدلق ما تبقى من ماء على وجهك حتى لا تستفيق من عيب كلامك، و أنت تسب الباء، لأنها لا تستقيم في لسانك و لا تجثوا على قدم ...ستكون كريح الخريف حين يصفر في بيداء قاحلة.

الريح و مواعيد الشمال الممنوعة؛

سيلعب الخريف بالأوراق المنسية، ويدحر الكلام على الرَّصيف المبلل، حتى يكون عجينة صفراء تراجع أحلامها المائلة ، ثم ينفرط ليبيع بعض الفاكهة على رصيف الشام و بلاد ضائعة... ستتقمص الريح دورا جديدا في فلم شتوي طويل، و تتجاسر على الأخلاق و تعري أمام الجميع خاصرتها و تواصل الحلم بعد أن تغسل وجه صخور البحر السبعة، لكنها ستفقد بعض الانتباه، وربَّان المركب يرجوها أن تخفف حمل المركب، و أن تجيء بخبر الباء، و بإخبار كل الذين فرّوا بموتهم إلى قعر المرايا ، و أن تغير مقعدها و تدفع القارب قليلا، لأن حرس الحدود ينتظرهم على الشاطئ المنسي لجزيرة صقلية ...

المرايا لا ترى الضوء؛

المرآة للذين لا يعرفون المرايا، بحر لجٍ، كان قد كتب موجة لا تتكسر إلا على ردف كتب مدورة، وعلى غصن ينبت حينا و حينا يعود إلى خبئ الأرض، ليقيس على الربيع ثناياه، و يعلن فسوقه عن الطريق البالغ طرفها صخرةً مقدمةًً على قعر يطير في أرجائك ، ويجوس في الكلام القادم من قطعان القريض، و من أجساد الأشجار المبعثرة بعد زلزال خفيف، لن يكون الأمر بسيطا سنعلن أن المرايا لم تقترف في كل حياتها غير العمى، و غير المخاتلة، و لعب أدوار رديئة على حلبات عروض الأزياء .

المرآة عماء، لا يليق بالأسماء و لا يثق بسربال الرؤية، و لا يحمل الاَّ عصا بيضاء، يتفقد بها سير الحلم إلى مداره. و يقيس على الربيع ثناياه. ،فهو المعرَّج على كل التُّراب.

النور يصول في عيوني المغمضة

النور يصول في عيوني المغمضة، الباء مقفلة وأنا أخرج للشمس لساني، و أهرس ضرسي، و أفتح جرحي على موجة مد عالية ، و أسخط على كشف الطبيب ، وهو يكتب على الوصفة إعلان موت مرتقب، و يقول إنَّك في عدِّ النزول- ترى أيطول عمري أم ترى أحظي بفسحة الآجال فثمة نهاية أخرى قيل أنها كتبت على سحابة-

تريد المرآة مني المقال ، فقد سمعت أني أعرف سمسم الباء و أعرف غور الهيام و أعرف أين ينام شيخ، وعباءة، ودخان، وأعرف الأسرار، و أعرف حل الطلاسم، و أعرف كيف يكون كوكب دري، و كيف يمسك صياد حمامة، و كيف إذا صوَّرتني السَّماء يكون برق و كيف يكون العشق بلا قبل لكني اعتذرت - عذرا الباء لم تفتح سرها أبدا،...، عذرا الباء لن تفتح سرها أبدا-

غرق
غرق القصيد في لعب المعاني وأفناني، و أخذت من النحو كل المنهكات، و حملت الفعل إلى غاب بعيد، تلعب في أفنانه بنت صغيرة و تلعب فيه الغيوم و يلعب فيه حرف حزين، و يدفن المعجم فيه ردائه... غرق القصيد لكنه كان في ما مضى سمكة تعرف أن تعود إلى البحر، و الماء الدافئ من غير صيف، و من غير أن تلعب لعب الصِّغار الكثيرة لتقنع الصياد انَّها لا تزال غرَّة لا تعرف كيف تغافل الشبكة.

ككل العمر....كبارق نور و ككوكب دري سيقدمون الصيف مصفي من السَّحاب و الريح العاتية ، و يقسمون البحر و الشمس و قليلا من الظل على الخليقة ثم يحفظوا الباء في هيام الحروف.

....................................................

/1الباء في العرف الصوفي هي سر الوجود..تتعين ماهيتها بنقطتها التي بها تكون باءا و لابن عربي كتاب يسمى رسالة الباء و أسراره للشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي تحقيق أبرار احمد الشاهي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !