المرارة يا ريس .. سلامة الياس

(الله يرحم جدك حرم دخول الكهربا الدار طوال حياته ) إحدى المقولات الشهيرة لأمي عندما كنت أتذمر و أنا صغير من إنقطاع التيار الكهربي أثناء إحدى نوبات القراءة المزمنة التي كانت تنتابني .. و تمر الأيام و السنون و إذا بي أردد نفس المقولة علي مسامع أمي الحبيبة كلما إنقطع التيار الكهربي أثناء مشاهدتها لإحدى المسلسلات التركية ( و ما أكثرها ) و أسمعها تتمتم مغتاظة (الله يسامحك يا حج مرسي ) .. وما أن تسمعني أردد هذه الكلمات علي مسامعها حتي تبادرني قائلة ( إنت لسه فاكر .. قول للزماان إرجع يا زمان ) فأنطلق مقهقهاً و أنا أهتف في صوت مسموع ( الله يا ست الله ) فتتمتم في حياء قائلة ( إختشي يا واد ) .. هذه الكلمات البسيطة جزء من حوارات أسرية لا تتفاعل سوى علي أضواء الشموع و ما يصاحبها من موت إكلينيكي للروح التكنولوجية الحديثة .. حالة من الحميمية المندثرة في المجتمع المصرى بدأت في العودة شيئاً فشيئاً للبيوتات المصرية .. بعدما أصبح إنقطاع التيار الكهربي عادة يومية ننتظرها بشغف و نستقبلها بحبور و إبتسام .. و لما لا فهي حالة شاعرية تخلصك رغماً عن أنفك و أنف اللي خلفوك من كافة مظاهر التكنولوجيا المزعجة التي أكلت الأخضر و اليابس في حياة المجتمع المصرى .. و جعلتنا مجرد شخوص داخل ألبوم صور مصمت المشاعر أجوف الأحاسيس ( يا نهار إسود دا الواحد بيقول كلام كبير يا حدعان ) .. و لذا أصبحت متيقناً من أن الريس مرسي و حكومته الرشيدة بقيادة السيد قنديل ( ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم ) قد تعمدوا قطع التيار الكهربي عنا كمخطط تربوى لإعادة تقويم و تأهيل الشعب المصرى إجتماعياً و نفسياً .. كما أنهم يهدفون من خلال مخططهم هذا لتخليص الشعب المصرى من أجهزته القديمة بعدما تتلفها العودة المفاجئة للتيار الكهربي .. و هو هدف إقتصادى أيضا سيينهي حالة الركود السلعي التي نعاني منها .. كما أنه جزء من برنامج الحد من الكثافة السكانية فقطع التيار الكهربي و عودته فجأة و إتلافه لحضانات الأطفال المبتسرين بالعديد من المستشفيات سيؤدى حتما للنتيجة المرجوة .. حقيقةً إن إصرار الريس مرسي و حكومته المقندلة علي سياستهم الضلامية قد أحيا روح الإبداع داخل الشخصية المصرية و كان آخر هذه الأمثلة الإبداعية قيام الفريق الطبي بمستشفى قنا العام بإجراء عملية استئصال مرارة لسيدة مسنة (60 سنة ) على ضوء «موبايل» بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى وغرفة العمليات بها لمدة ساعتين تقريبًا بعد بدء العملية... فعلاً شعب ناكر للجميل ... آه آه أه المرارة إلحقوني ياخبر إسود الموبايل فاصل شحن ..
علي فكرة كنت في غاية الإنبساط و الإنشكاح من قطع التيار الكهربي أمس فقد نجاني الله من رؤية الحوار السرى و لا مؤاخذة الذى تم بقصر الرئاسة
قنا - أ ش أ
قرر اللواء عادل لبيب، محافظ قنا، فتح تحقيق عاجل في واقعة إجراء عملية استئصال مرارة لسيدة مسنة على ضوء «موبايل» بعد انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفى قنا العام وغرفة العمليات بها لمدة ساعتين تقريبًا بعد بدء العملية.
كان الفريق الطبي برئاسة الدكتور عمرو عبد الواحد، أخصائي الجراحة بمستشفى قنا العام، قد بدأ في إجراء عملية جراحية لسيدة تبلغ من العمر 60 عامًا، وفوجئوا بانقطاع التيار الكهربائي ما اضطرهم لاستكمال العملية على ضوء موبايل لمدة ساعتين تقريبًا.