اذا كانت المرأه ذلك المخلوق الضعيف .الرقيق .الجبار .العتي ..قد حيرت كل الناس حتي نفسها ... لذلك سوف نجلس أمام الشاشه صامتين مشدوهين ... نشاهد نماذج واقعيه وليست من خيال أي كاتب .... وانما نماذج حقيقيه واقعيه خرجت من رحم المجتمع بكامل تفاصيلها ... ولكن مع بعض التغيرات في بعض التفاصيل .. حتي لايتم التعرف علي الشخصيه الحقيقيه ..... ودون الاخلال بصلب الموضوع ....ولن نصدر أحكام ...ولكن نترك الحكم لقاريئ مدونه "ايلاف" ليحكم هو بنفسه طبقا لمعطياته الشخصيه...............
ولأننا اليوم بصدد الحاله الثانيه فسوف نرمز لها برقم "اثنين"
ولدت "اثنين" لأسره ميسوره ماديا تقيم في عاصمه احدي محافظات وجه بحري مكونه من أب وأم يعملان في مناصب مرموقه وثلاثه أبناء ولدين و"اثنين" .. ونشأت في جو أسري مترابط خالي من المشاكل الماديه أو العقد النفسيه وتلقت تعليمها في المدارس الخاصه ودرست بالجامعه وكانت من المتميزات علما وخلقا فهي لم تورط نفسها يوما في علاقه حب فاشله لأن مفهومها عن الحب هو أنه علاقه ساميه تنتهي حتما بالزواج ... ولأن كل من كان يتودد أو يحوم حولها كانت تراه بعين فاحصه لايصلح أن يكون زوج المستقبل وكان الصد من نصيبه
حتي وصلت الي السنه النهائيه في الجامعه وبمجرد أن انتهت من أداء الامتحانات حتي فاجأها والدها بأن هناك من تقدم لخطبتها وعليها أن تري العريس وتقرر القبول أو الرفض
وجاء العريس المنتظر وكان شابا وسيم ينتمي لأسره معروفه جامعي وهو بكل المقاييس شاب لاترفضه أي فتاه واتفقت الأسرتان علي الخطبه كفتره تعارف بين الشابين علي أن يحددا بنفسيهما الباقي
وسرعان ما وقعت"اثنين" في حب العريس وقررا أن يسارعا باتمام اجراءات الزواج وسط مباركه وفرحه الأهل
وكان لدي"اثنين"طموح بتحقيق ذاتها من خلال العمل ولكنها عندما أحبت من كل قلبها ووجدانها نست كل ذلك عندما طالبها العريس بأن تكون ملكه متوجه للأسره وهذا يحتاج كل وقتها ومجهودها ولن يتبقي لديها وقت للعمل فقررت أن تطوي شهادتها الجامعيه وأن تحمل لقب ربه منزل
وزفت"اثنين" الي عريسها زفاف بديع في أحد الفنادق الشهيره وتوجهت مع عريسها عقب الزفاف الي المطار لقضاء شهر العسل في الخارج
ثلاثون يوما بالتمام والكمال قضتهم "اثنين" شهر عسل وعادت لتبدأ حياتها في شقتها الفاخره بالقاهره وكانت حياتها تسير طبيعيه بدون مشاكل تذكر سوي كثره تأخر الزوج في عمله وعودته منهك ليغط في نوم عميق مما كان يثير قلقها عليه وخوفها من أن يؤدي كثره الاجهاد في العمل الي اصابته بالأمراض وكانت تناقش هذا الامر كثيرا معه وكانت اجابته دائما .. أنا مازلت شابا وأستطيع العمل وبعد فتره سوف أستريح
وذات يوم قررت "اثنين" أن تزور زوجها في العمل وتصطحبه للغذاء بأحد المطاعم وعرجت بسيارتها علي مكتبه الأنيق وكانت أول زياره لها ومن أول وهله أحست أن كل شيئ مرتب بعنايه وبلمسات تختلف عن لمسات زوجها …. وفي مكتب السكرتيره تحركت غريزه الأنثي داخلها فالسكرتيره وان كانت تبدو أكبر من زوجها في العمر بعده سنوات الا أنها"أنثي"بكل معني الكلمه تضع ماكياج بطريقه رائعه وتفوح منها رائحه عطر من أغلي الأنواع وملابسها قمه في الأناقه مما يزيد جسدها المتناسق جمالا واثاره كل هذا بخلاف لباقتها الشديده في التحدث ورقتها المتناهيه مما جعل كل أجراس الخطر تدق في رأس "اثنين"
ولم تنم ليلتها … كل الأفكار تتصادم برأسها وكل الخيوط تترابط وكل الأحداث والمواقف تستعيد نفسها لتستيقظ في الصباح علي قرار واحد وهو معرفه حقيقه هذه المرأه ونوع العلاقه التي تربطها بزوجها
ولكونها حاده الذكاء لم يستغرق اعداد الخطه وقت فالأسرار دائما يعرفها السعاه ومن ساعي الشركه عرفت أن السكرتيره كانت تعمل لدي أحدي الشركات الكبري في نفس مجال عمل زوجها وكانت علي علم بكافه أسرار النشاط ولكنها تركت كل ذلك بكل المزايا الماديه والعينيه لتعمل مع الزوج منذ بدأ تأسيس شركته وأنها كان لها الفضل الكثير في نجاح هذه الشركه لما لها من خبره .. وأن الزوج بمفرده ما كان ليحقق هذا النجاح بدونها حتي أن الكثيرين يظنون أنها شريكته لما لها من صلاحيات اتخاذ القرار دون الرجوع اليه
ثم عرفت بعد ذلك محل سكن السكرتيره في احدي الشقق الفخمه والتي لاتقل فخامه عن شقتها وربما اشتراها الزوج لها من ماله!! ثم تيقنت من أن الزوج يتردد عليها كثيرا في شقتها ..فاسقط في يدها .. وقررت أن لاسبيل أمامها سوي المواجهه
وانتظرت عوده الزوج الي المنزل متأخر كالعاده ولم تترك له فرصه ليخلد الي النوم وواجهته بكل ما تعرفه وأنه عائد لتوه من شقه السكرتيره عشيقته
أما هو فبدا وكأنه كان ينتظر هذه المواجهه منذ فتره وبكل هدوء أخبرها أن كل ماتعرفه صحيح وأن هذه السكرتيره لها الكثير من الأفضال عليه وبقي شيئ واحد لاتعرفه وهو أن هذه السكرتيره زوجته وليست عشيقته ... وأنه لن يستطيع أن يتخلي عنها وأن زواجه الثاني منها كان بضغوط من أهله والذين يعرفون بأمر زواجه من السكرتيره وأيضا بموافقه السكرتيره لأنها لاتستطيع الانجاب
فكانت صدمه مروعه كل الحب والأحلام والمنزل والأسره والاستقرار انهاروا جميعهم في لحظه واحده لتصاب بانهيار عصبي حاد تنقل علي أثره الي المستشفي لتخرج منها بعد عده أشهر لتنهي كل شيئ وتحصل علي الطلاق بهدوء وتعود الي منزل أسرتها والتي أحاطتها بكل حب ورعايه … وكانت نصيحه الأسره لها هي الخروج للعمل لاستعاده نفسها مره أخري وجائت لها فرص كثيره للعمل ولكنها قررت أن تعمل ولكن بعيدا جدا حتي تبتعد عن كل الذكريات وقررت السفر والعمل في"شرم الشيخ" ورغم اعتراض كل الأسره الا أنهم رضخوا في النهايه لقرارها وكذلك رفضها لأي وساطه في ايجاد عمل في "شرم الشيخ"
وجهزت حقيبه كبيره وقادت سيارتها في اتجاه"شرم الشيخ" حتي وصلت منهكه الي المنتجع الجميل وتنسمت هواء أخر لم تتنسمه من قبل وقضت أربع ساعات كامله في البحث عن غرفه شاغره في أحد الفنادق وجابت المدينه كلها كل الفنادق والمنتجعات كامله العدد حتي تمكنت أخيرا من العثور علي غرفه شاغره في أحد الفنادق وقضت باقي اليوم نائمه من اثر التعب والاجهاد لتستيقظ في صباح اليوم التالي وكلها نشاط وحيويه لتبدأ رحله البحث عن عمل وكانت الاجابات غالبا ما تأتي بأنه لايوجد عمل وأحيانا كانت الاجابه بأن مدير شؤون العاملين أو المسؤول عن التوظيف غير موجود ولم تكن قلقه فهي سعيده بالجو العام في شرم الشيخ اجمالا وبمرور الأيام دون ايجاد عمل بدأ القلق يتسرب الي نفسها خاصه مع تناقص النقود بين يديها وبدأ الخوف يتسرب الي نفسها من أن تعود ثانيه الي أهلها بفشل جديد …لتزداد تمسكا بايجاد عمل وعدم العوده
وفي احدي الكافيتيريات والتي كانت تتردد عليها يوميا تعرفت عليها احدي الفتيات والتي كانت تلحظ ترددها يوميا وبمفردها وهي لاتلبس دبله زواج في أصبعها … وبعد تعارف سريع عرفت الفتاه أن"اثنين" تقيم بمفردها في فندق.... وأنها تبحث عن عمل ..وهنا قالت لها الفتاه الموضوع كبير ويحتاج شرح كثير وأنا الأن في عمل بعد انتهاء عملي قابليني في كافيه.... وهو يديره أجانب وهناك نستطيع الكلام بحريه ولو استغرقنا طول الليل
وعلي طاوله في أحد أركان الكافيه الهادئه أفهمت الفتاه "اثنين" أن هناك عرف خاص بشرم الشيخ يختلف عن كافه الأعراف المصريه
فشرم الشيخ "منتجع منفتح جنسيا" وأي امرأه أو حتي فتاه سواء مصريه أو أجنبيه لن تستطيع المعيشه والعمل في "الشرم" الا بواسطه رجل .. بمعني ان كانت متزوجه يجب أن تكون بصحبه زوجها وهو الذي يوجد لها العمل والكل يعلم بذلك .... أما اذا كانت بمفردها فلن تجد عمل الا بواسطه رجل تقيم هي معه في مسكنه وتشاركه الفراش لتستطيع الحصول علي عمل
ووسط دهشه وذهول"اثنين" شرحت لها الفتاه أكثر .. فكل من يسمون "مدراء أو شيفات" في جميع الفنادق والمنتجعات متزوجون ولهم أسرهم في بلدانهم سواء القاهره أو المحافظات ولكن لاقامتهم لفترات في مقار عملهم لابد أن تشارك كل منهم امراه أو فتاه الفراش وبعضهم يفضل الأجنبيه والبعض الأخر يفضل المصريه ولكي يتوفر العمل أو الوظيفه للفتاه أو المرأه لابد أن تقبل بهذا الشرط والا فلتعود من حيث أتت
كذلك الشباب الذي يعمل في الطرقات أو من يسمونهم "الخارتيه" هم سماسره لكل شيئ فهم يقتربون من السائح أو السائحه ويسألونهم بلغاتهم عن احتياجاتهم … مخدرات .. جنس .. هدايا .. رحلات صحراويه.. رحلات بحريه أي شيئ وكل شيئ كله موجود وكل له مكانه وسعره
وقالت لها أيضا الفتاه .. كل الفتيات العاملات في الفندق الذي تقيمين به كل واحده تسكن مع واحد هذا هو عرف "شرم"...... حددي اتجاهك .. مع العلم انكي لن تظلي مع فرد بعينه طيله العمر ربما تظهر امرأه جديده تروق له وعندها سوف تصبحين من نصيب رجل أخر .. "اوعي تعيشي قصه حب" علشان ده الواقع
وقالت لها الفتاه أيضا .. الكل يعيش بهذا "العرف" حتي الشباب الذي يعمل بالقواده فهم بعيدون تماما عن أسرهم ومجتمعاتهم ولن يعرف أحد عنهم شيئا وكأنهم مسافرين الي احدي الدول الأجنبيه أما داخل مجتمعاتهم وأسرهم فهم مختلفون تماما
ونظرا لطول المقاله باقي قصه "اثنين" تستكمل في مره تاليه
التعليقات (0)