مواضيع اليوم

المرأة.. ومسارات العمل المعطلة

سعد أحمد

2010-07-04 11:07:14

0

لا يمكن للمرأة أنت تكون عاطلة، ممكن تكون عانس، لكن عاطلة لا أظن.
أبواب العمل لها مفتوحة، ولا يرتبط عملها فقط بالتعليم، عمل المرأة معروف في مخيلتنا أنه متلاصق ومتناغم مع وزارة التربية والتعليم، أي كمعلمة، معلمة أجيال فقط لاغير. الرغبة الجامعة لدى كثير من النساء.
مشكلتنا في مجتمعاتنا – السعودي خاصة – أنه تم ربط عمل المرأة بالتعليم فقط، وأي عمل آخر قد لا يستحب، أو غير منظور له أنه عمل بمعنى العمل من الطراز الثقيل. فلا نحمّل وزارة التربية والتعليم مالا طاقة لها به، يكفيها ما تواجهه من أعداد هائلة من الخريجات سنوياً، وكان الآحرى بأن يكون هناك معاهد فنية مساندة للجامعات، تستقطب الخاملات في المنازل والتي يفترض أنهن غير عاطلات. وإن ركزنا قليلاً، أشاحت أعيننا نحو القطاع الصحي، كطبيبة أو ممرضة، أو حتى ممكن تكون موظفة في مجال حكومي إداري، أعتقد أن الفرصة الآن متاحة لهن أكثر عن السابق. نحن نشاهد الآن في مجتمعنا السعودي أن قليل من الفتيات في بداية الامتهان بمهن شريفة، مهن حرفية يدوية، نمت بالموهبة، وتطورت حتى أصبحت فناً وذات دخل ومردود كبير. منها على سبيل المثال وهو مشاهد. المطاعم، بدأت المرأة السعودية تعمل بمفردها في مجال المطاعم، حيث شوهد مجموعة من الفتيات الطموحات بالشروع بفتح مشروع تجاري،

أنشئن مطعم مأكولات شعبية، يحتوي على مأكولات لا تغيب عن الموائد السعودية، وما تحتويه من مقبلات تكميلية، در عليهن ذاك العمل البسيط مردود إيجابي، كانت الفكرة وليدة، جميع العاملات نساء، المحاسب فقط في الواجهة رجل، والطاقم الخلفي بأكمله نساء، الإدارة والإشراف والعاملات، كلهن نساء، بدأت تصلهن طلبات لعمل ولائم كبيرة، وهن قادرات على زيادة أعداد العاملات ولو بعمل جزئي. بعدها اضحى المطعم معروفاً على مستوى المنطقة الشرقية، وهناك فروع قادمة، مشروع ناجح بكل المقاييس، واللطيف في كل هذا، النكهة والخلطات السرية التي احتكمن عليها ولا تعد تنمحي بسهولة.
ثمة شابات عملن في مهن مثل النحت على الزجاج والفخار، عمل فني راقي، بدأن بالقليل وأصبحن فيما بعد يزودن المعارض التجارية بإنتاجهن، ولعدم توفر اليد العاملة المدربة، من النساء بالطبع، استقدمن عمال من الخارج – رجال - لتغطية العجز في الطلب ونقص العاملات المدربات، أو الراغبات في العمل بتلك النوعية من الأعمال.
الآن صاحبات المشاغل والصالونات النسائية يواجهن صعوبة في استقطاب عاملات من الخارج للاستقرار بمدد طويلة للعمل في المشاغل، تجد المشغل لا يستمر أكثر من سنتين، ثم يعلن عن تقبيله. يمكنهن التدريب على الخياطة والتصميم، وكذلك أعمال الكوافيرات وملاحقاتها. ثمة خمسة مشاغل في كل حي تقريباً، يمكن شغل الوقت بالعمل في تلك الصالونات، لا يمنع أن تعمل تحت إمرة صاحبة المشغل، بأجر متواضع في البداية لحين اكتساب الخبرة، وليس هناك داعي لدراسة تخصصات في الجامعة قد تشبع منها المجتمع. كما يمكن العمل في المحلات التجارية الخاصة بالنساء، الملابس الداخلية، وغيرها من خصوصيات المرأة، كل هذا متاح، لكن من يطرق الباب، فأول الطارقات هم الناجحات.
الدولة تنفق المليارات لتعليم الفتيات لكن في اتجاه واحد أو اتجاهين، لذلك يمكن النظر في اتجاهات أخرى أقل من التعليم الجامعي العالي، وهي المهن الناجحة للمرأة ذات الطموح. المؤسف الآن أن المعاهد الخاصة تركز على التدريب في مجال الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية فقط، متى نرى مراكز تدريب حرفية تتبنى الموجة الكبيرة الآتية؟ متى؟ هذا لا يتأتى إلا بطموحها البناء.

سعد الشمراني
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات