المرأة وعنق الزجاجة

المرأة ذلك الكائن الجميل المخلوق بعناية إلهيه المُركب بطريقةِ تجعلك تتسأل كيف لذلك المخلوق أن يعيش على كوكب الأرض؟

ترتبط المرأة بالرجل ارتباطاً عاطفياً فهي من ضلعه خُلقت كهذا تقول الروايات؛ وبالتالي فعاطفتها قوية تجاه الحياة بألوانها المختلفة فهي من أجل الحُب خلقت وفي سبيلة تموت..

لكل مجتمع ظروفه التي تتحكم فيه من حيث لا يشعر ولكل زمان ظروفه أيضاً، ونحنُ كمجتمع سعودي تحكمت بنا ظروف لم يكن للمواطن البسيط أي دورُ في وجودها فسلطة التيار الديني كانت واسعة والخطاب السائد خطاب وعظي موغلُ في التوحش والكراهية والمجتمع يسير إلى الهاوية وكأنه مومياء محنطه..

بعد عقود طويلة خرج المجتمع من عنق الزجاجة وخرجت المرأة من تلك الزجاجة السوداء الكاحلة بعد أن تعرضت للتشويه والتسفيه والحرمان بفتاوى وعظيه امتزجت بالعادات والتقاليد الاجتماعية، ٢٠١٧م ليس كما قبله من أعوام فكل شيء تغير والمرأة لم تعد مدفوعةُ بالأبواب بل أصبحت مساوية للرجل بل تخطت الرجل في اشياء كثيرة خصوصاً في المجال الوظيفي.

ما يهمنا كمجتمع بدأ يخطو نحو الحداثة هو التركيز على التكامل بين المرأة والرجل والتركيز على حدود العلاقة بينهما وكيفية تنمية الشعور بالمسؤولية لكيلا لاينسى كل طرفِ وظيفته الأساسية في هذه الحياة..

بإمكان الدول أن تبني المصانع وتُشيد المباني لكن ليس بإمكانها أن تبني أسرة مستقرة، فالاسرة قرار وخيار وتوافق بين شخصين، هناك ما يشبه السباق لدفع النساء إلى العمل في شتى المجالات بلا استثناء وبالمقابل ترتفع نسبة البطالة في أوساط الشباب من الذكور، عندئذ سيبقى الرجل في البيت ويتولى المهمة الأساسية ويتبدل الحال، نحنُ بحاجة إلى وضع العربة خلف الحصان لا أمامه فبوتيرة التوظيف الحالية سنكون بعد عشرين عاماً من الآن مجتمعاً مليئاً بالأمراض الاجتماعية كالعنوسة والطلاق وقلة عدد المواليد والبطالة الخ!فهل نتوقف قليلاً ونعيد ترتيب الأشياء ففي التأني السلامة والسلامة غاية لا تدرك إلا بالتريث..