المـرأة والـرجل وجـهان لإبـداع واحـد!
التاريخ: Thursday, April 20
اسم الصفحة: اسرة ومجتمع
سيف الدين كاطع ـ فؤاد عبدالرزاق الدجيلي
لا يبدو ان الامر مثير للجدل فحسب، بل يتعدى ذلك عندما يرى البعض تقسيما مقصودا مفاده ان ثمة فروقات عيانية في نتاج المرأة الابداعي لا يرتقي الى مستويات العمل واشكال الانجاز عند الرجل وان ابداع المرأة له خصوصيته وسماته،
اما الرجل وابداعه فأهميته وتأثيره جلي في التاريخ والحياة..
وهذا التقسيم ربما يكون مبنيا على اسس قسرية ماضية في التمايز والتفريق والانحياز.. ولكنه في نهاية المطاف يصطدم بحقائق ومعطيات قيم النتاج الابداعي، سواء كان وراءه امرأة او رجل ولعل الامثلة والشواهد كثيرة في هذه المسألة بالذات وقد تتوفر قناعات كاملة بهذا الصدد، اذ ما اخذنا على وجه الدقة ان اي عمل يستحق ان يضاف الى تاريخ الابداع والذاكرة الانسانية يجب ان يتجه الى التركيز على مكامن العمل الابداعي وماهيته وتأثيراته اللاحقة في جميع المجالات ومن ابرزها العلم والادب والعمل السياسي والاجتماعي والفني وكذلك الشؤون التربوية والتعليمية وغيرها.. ويكاد يجمع الباحثون والدارسون والمتخصصون في الشخصية الانسانية على ان ليس ثمة فرق بين ذهنية المرأة وذهنية الرجل بالرغم من ان هناك خصوصيات او علامات تحاول تأكيد هذا الفرق وتجعله متباينا..
ولا نغالي اذا قلنا ان تراجع المرأة امام الضغوط الاجتماعية والنفسية الموروثة والمكتسبة في مجتمعاتنا العربية قد أسهم بصورة جوهرية وجائرة في انحسار فعاليات المرأة المبدعة عبر التاريخ القديم والحديث، هذا اذا ما استثنينا اسماء قليلة جدا. وبغية الوقوف عند هذه المسألة كنا قد استطلعنا عدداً من المتخصصين والباحثين والمثقفين، ليؤكدوا ما يرونه موضوعيا وفاعلا في هذا الشأن، منطلقين من معطيات الواقع وما حملته النتاجات الابداعية عن المرأة والرجل في جميع المجالات والانشطة واسهامهما في اتساع رقعة التأثير في قضايا سياسية مثل التربية والتعليم والثقافة والبناء الوطني وعموم ما يشير الى تقدم مسيرة الحياة وواجهاتها المتنوعة فكان السيد محمد سعيد البندر الخبير في المديرية العامة لاعداد المعلمين اول المتحدثين اذ قال:
ـ من حيث المبدأ الابداع لا يقتصر على احد فكل من الرجل والمرأة لهما نشاطاتهما المختلفة في الحياة، ويمكنني على سبيل التوضيح تقسيم هذه الفعاليات الى ثلاثة مجالات رئيسة منها المجال الاول: البيت وتنظيم الاسرة ورعاية الاطفال وما يتعلق بذلك من نشاطات اخرى.. وفي هذا الميدان تكون المرأة صاحبة القدرة والابداع والتجديد ويعود ذلك الى طبيعتها وتعدد طاقاتها وما حباها الخالق عز وجل من صفات وميزات تفردت بها، ومن ثم تحملت مسؤولياتها الجسيمة في بناء الاسرة وتجديد حياتها بما يجعلها اكثر قدرة على خلق التكيف والتوازن مع المتطلبات المتغيرة والمتجددة في النظام الاجتماعي. والمجال الثاني يكون للرجل قدم السبق فيه حيث تتعدد النشاطات التي تمثل شتى جوانب الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها. وفي هذا المجال تخضع سعة وعمق ابداع الرجل لمراحل تطور المجتمع الذي يعيش فيه. وقد يضيق مجال الابداع ـ في هذا المجال ـ امام المرأة تبعا للمعيار الذي اشرنا اليه (مديات تطور المجتمع وحضارته) اذ يتناسب ابداع المرأة طرديا مع ارتفاع المستوى الحضاري للمجتمع. اما المجال الثالث فهو الساحة المشتركة التي تكون لكل من الرجل والمرأة الفرص التي بامكانهما استثمارها وتسجيل الارقام القياسية الى حد وصفها ابداعا. الذي نود الاشارة اليه هو التداخل الذي يحصل بين المجالات الثلاثة، اذ قد نجد رجلا بارعا ومبدعا في ميادين: الطبخ، الازياء، التوليد في الحقل الطبي، تربية الاولاد، وغيرها، كما نجد العديد من النساء قد وصلن الى مواقع قيادية في الدول وهذه المستشارة الالمانية قد فازت بمنصب الرئاسة، وهي تمارس مهمتها في ادارة دفة الحكم في المانيا حاليا. وفي فرنسا تتولى منصب وزيرة الدفاع واحدة من النساء الفرنسيات.. وغيرها ممن حصلن على جوائز عالمية في مجالات البحث العلمي وحقوق الانسان والثقافة والفن.
خلاصة القول ان الابداع لا يتوقف عند حدود الجنس، انما تتحكم فيه طبيعة المجتمع وحركته الحضارية، ومنطلقاته الفكرية والفلسفية، والتشريعات السائدة في مؤسساته المختلفة.
وتقول الدكتورة رفعت السوداني اختصاصية في وزارة التربية: لا يتوقف الابداع على جنس سواء أكان ذكرا ام انثى اذ ان الابداع ملكة يهبها الله لكائن حي يتميز بها عن الاخرين.
والحق ان هذه الملكة تتجلى في العمل المنتج الجديد وهو من الاخطاء الشائعة اذ يصور احدنا ان الابداع هو ان تتميز في عملك المتعارف عليه الذي يعمله اخرون في الوقت الذي هو عمل ما لا يعمله اخرون ولذا سمى الله سبحانه وتعالى به نفسه فقال بسم الله الرحمن الرحيم (بديع السموات والارض) اي فاطر السموات والارض ولا فاطر غيره كذلك البشر المبدع هو الذي يبتكر ما لم يكن مبتكرا ولذا يسمى بالمبدع ولا فرق بين ان يكون ذكرا او يكون انثى فالرجل عندما يبدع بحكم تفرغه لعمله واعطائه حيزا اكبر من حياته ووقته والمرأة عندما تبدع فكرة ما فهي فضلا عن مشاغلها الكثيرة وحيزها الضيق من راحة او تفكير الا ان ارادتها وهبة الله اهدتها حكمة الابداع في فكرة ما وانا اجد المرأة التي تربي جيلا صالحا مسؤولا خلوقا هي الاكثر ابداعا لانها بنت مجتمعا واجد الرجل الذي يبني ويفكر ويخلق في ظروف استثنائية مبدعا لا محالة.
في حين عبر سعد مطر عبود الزبيدي/ ماجستير في العلوم النفسية والتربوية عن ذلك قائلا: ان الابداع نشاط داخلي ينبع من تفاعل الخبرات المعرفية والثقافية والسيكولوجية للارتقاء بمتطلبات الاداء او السلوك او الانتاج الفكري او الثقافي ولا شك في ان فعالية المرأة الابداعية في مجالات معينة تبدو واضحة وتتميز بها على الرجل خاصة في مجال اللغة والفنون التشكيلية والاعلام او في مجالات اخرى يكون للرجل شأن مميز يتفوق بها على المرأة وفي كلا الامرين تبقى العملية نسبية ولا تخضع للاطلاق لان الابداع بحد ذاته يحتاج الى البيئة والظروف الزمانية والمكانية والآليات التي تؤدي الى تحقيقه.
اما السيد ثابت حميد مطر/ مدير اعدادية النهضة الصناعية فيقول: ان كلا الجنسين (الرجل والمرأة) لهما دورهما الفاعلان والمؤثران في عملية البناء والابداع والتجديد في المجتمع ولكن المرأة في المجتمعات الشرقية لم تأخذ حقها في المساواة مع الرجل في ميادين الحياة لان الابداع لا يأتي والانسان مقيد بقيود عدة منها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية واخيرا لو توفرت جميع الفرص لكلا الجنسين بشكل متساو فاعتقد انه لا يوجد فرق بينهما في الابداع فضلا عن الظروف المحيطة والملائمة للشخص الذي تجعله مبدعا.
فيما جاء رأي السيدة زينب علي عبدالحسين المعموري على النحو الاتي: لا افقه لهذا التصنيف سببا فليس الابداع مما يعد وقفا على هذا الجنس دون ذاك والاصل فيه وضوح الهدف وصدق المسعى وانعقاد النوايا على الاخلاص في التوجهات وتظل المقولة المأثورة (لكل مجتهد نصيب) فيصلا لا تظلم من اجتهد فتيلا.
اما المهندس عبدالحبيب كنج علي فيقول: الابداع هو اداء عمل متقن ذي فعالية متطورة نحو تحقيق حياة افضل في المجتمع فنحن في مجتمعنا نرى الرجل وكأنه اكثر ابداعا من المرأة وذلك لمشاركاته الواسعة في مجالات الحياة كافة. في حين نرى المرأة في اكثر الاحيان تلزم البيت لتدير اموره فضلا عن تربية الاطفال واذا ما توفرت لها الحرية والثقافة ومجالات عمل مناسب سوف تكون مبدعة لا تقل ابداعا عن الرجل اذ قال احد الحكماء: وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة.
في حين اختصر حسن حافظ محام وكاتب رؤيته اذ قال: على الرغم من رهافة المرأة وحساسيتها المفرطة وعلى الرغم من كونها (موئل) حنان وينابيع حب لا تنضب الا ان التعبير عن هذه المشاعر يقترب من حافات البخل او التعبير عنها بقلة ولدى استعراض التاريخ قديما وحديثا نجد ان هناك الكثير منهن اما ان تكون مبدعة كالخنساء وكثير غيرها واما ان تكون (ملهمة) للشعر او للادب عموما وهن اكثر ممن يمكن حصرهن.
وفي الوطن العربي نجد الكثير من صالونات الادب مثل مي زيادة وفي نطاق الشعر (نازك الملائكة) اذ كانت من رواد الشعر العربي وكذلك الشاعرة آمال الزهاوي وبلقيس العزاوي وفي الكتابة برزت (ليلى بعلبكي) في لبنان وغادة السمان (القطة الدمشقية) ولهذا فانهن لسن قليلات ولكنهن (مطمورات) بالخوف والتقاليد والعيش ضمن حصارها القاتل.. ولا انسى ان هناك كاتبة رائعة هي الدكتورة ازهار رحيم في طريقها الى النمو والصعود وهي تعبر بجرأة وحرارة متفوقة عن مشاعر الحب والحياة ولا تخشى في الحق لومة لائم وكذلك الكاتبة (لطفية الدليمي) وبذا ان الساحة ليست خالية من النسوة لكن الظروف التي مر بها العراق لم تطلق سراحها بعد.
وجاءت اجابة حسن الربيعي (صحفي) لتعبر عما يراه في هذه المسألة بوضوح قائلا: تتربع المرأة على مزرعة الابداع التي لا يستطيع الرجل ان يبدع الا بقطف احدى ثمارها او اعضائها وطالما هي الام والاخت والجدة والزوجة فان المساحات الاجتماعية والحياتية الجميلة لا ينافسها عليها احد كذلك هي ملهمة الرجل وعنوان ابداعه.. اذن لا يمكن ان نقارن بين الطرفين على وفق هذه المعطيات التي تتيح للمرأة حركة اكثر وعملا اكثر ومساحة ثانية اكبر واوسع صحيح ان الابداع لا يقف عند شريحة او فئة ويكون حكرا عليها.. لكن بحكمة فلسفة الحياة وفسيولوجية تكوينات المرأة هي الابداع بحد ذاته ومنه ينهل الاخرون كل لمسات الابداع الاخرى.
اما الصحفي سامر المشعل فتحدث قائلا: لا يمكن اعطاء رأي قاطع ومحدد ازاء هذا الموضوع وانا ضد مبدأ تصنيف الابداع (نسوي ورجولي) بدليل بروز مبدعين في مجال التشكيل والموسيقى والرياضة والصحافة والتعليم والطب.. وغيرها من كلا الجنسين ومن الجدير بالذكر ان فنون الطبخ التي كان التصور السائد انها مهنة مقتصرة على المرأة دخلها الرجل وابدع فيها مثلما نشاهد في العديد من البرامج التي تظهر في الفضائيات بهذا الخصوص.. وبالمثل دخلت المرأة ميادين كانت لسنوات قريبة حكرا على الرجل مثل ممارسة فنون معينة من الرياضة ككرة القدم ورفع الاثقال والكمال الجسماني وحصلت المرأة على جوائز عالمية تضاهي ما حصل عليه الرجل لذلك فان عالم الابداع مفتوح لكلا الجنسين في ظل التطورات المدنية والتكنولوجيا السائدة في الزمن الحالي.
وكان صباح زنكنة (صحفي) قد عبر عن رأيه قائلا: لا شك ان العراقيل وحدها تحول دون توقد الابداع الكامن سواء دفن في مقبرة الرجل او المرأة واعني بالمقبرة كل ما يحجم دورهما من مخلفات الحياة وصعوبتها والاعراف الاجتماعية غير المنسجمة مع التطور والحداثة وعبارات التغيير التي تطرأ على المجتمع.
فالرجل اذا كان محجما بامور عقائدية او سياسية لا تتفق مع التغيير كفيل بان يبقى الابداع رهين مقبرة ازلية اما بالنسبة للمرأة فهي الاخرى اذا تم انتشالها من محنة الاستعباد والامتهان وتم اعطاؤها مساحة واسعة تتناسب مع سعة ما لها من
مكنونات فرضها غبار انفراد الرجل بالقرار فانها قد تفوقه ابداعا خصوصا اذا عملت في اطار حرية تفرز مدى احترامها للاخلاق السامية والصفات التي يجب التحلي بها في مواجهة تيارات الحياة الكاسحة.
اما سكنة يوسف صحفية قالت: انا أرى ان المرأة هي اكثر ابداعا في مجتمع كمجتمعنا المليء بالضغوطات النفسية والخوف من الشارع وكل ما فيه من مشاهد تدمي القلوب فهي مع كل هذه الامور شجاعة لم تهمل واجبها كعنصر فعال تساند الرجل في الوظيفة فضلا عن عملها الاساسي في المنزل (تربية الاولاد، والاعتناء بالرجل نفسه، والامور الاخرى من طبخ وتنظيف وما شابه) لذا فهي تتفوق على الرجل في ابداعه حيث انها تجمع بين وظيفة لا تختلف عن وظيفة الرجل الذي تشاركه المناصب الادارية في المجالات كافة كالطب والهندسة والاعلام.. ووظيفتها التي هي ليست هينة والتي اعتقد بانها لو اسندت الى الرجل لن يتحملها يوما واحدا.
وتناول ناظم السعود كاتب واعلامي الموضوع من زاوية تحليلية اذ قال: اجد ان هناك غموضا في السؤال ويمكن ان يكون ذا مفصلين اولهما يخص (الابداع) المسؤول عنه وثانيهما يخص (المجتمع) الذي ولد السؤال ومن المفترض ان يلد الاجابات المتوقعة.
بالنسبة للشطر الاول اذا كان المقصود بالابداع هو مقدار المهارات والمعارف والانشغالات وهذا يعني ان المجتمع برمته مسؤول عن هذا السؤال لان كل فئة بل وكل فرد في المجتمع معني بابداع ما ولا يمكن ان يكون بلا ابداع (في المعاني الاجتماعية، والمهنية، والفكرية) لانه بذلك انما يعيش في فضاء مطلق اما الشطر الثاني فاظن ان المقصود هو المجتمع العراقي وليس اي مجتمع قريب او بعيد لان السؤال اذا لغم يتشظى ولا يحصل على ماهية او اجابة تاريخية محددة لهذا أرى او اظن ان السؤال يخص الابداع الثقافي (الاداب والفنون) لاجل التخصيص لا التعميم وهو يفترض ان اجاباته تخص المجتمع العراقي بعينه فاذا كان الامر كما اقول سأحدد اجابتي: يحتاج الفرد لكي يكون مبدعا في المجتمع العراقي الى ان يتغلب على معوقات جمة وفي مقدمتها الخلاص من القهر السياسي، والتخلف الاجتماعي، والمشكلة العنصرية والردة الطائفية.. واظن ان هذه عبارة عن مرتفعات طبيعية ونفسية وتاريخية من الواجب ان يتصدى اليها او يتفاداها كل من يروم الدخول في منطقة الابداع.
غير ان السؤال يفترض ايهما اكثر ابداعا المرأة أم الرجل.. وهنا اود ان أتكلم عن حقيقة ماثلة للعيان ومحظورة في كتب التاريخ وهي تتمثل بكون الرجل المبدع وفي مجتمع مثل المجتمع العراقي اكثر سطوة وهيمنة على الابداع لكونه انتج مجتمعا ذكوريا ووضع له القوانين والسلوكيات وحتى الشرائع الوضعية.. وبالتالي اصبح الرجل في مقدمة المشهد لانه اكثر حركة واستيلاء واستفرادا على جوانب المجتمع المختلفة ليس في البناء والمعاملات والاداريات، ولكنه حجم المناخ الابداعي حول شخصية جنسه ولم يترك بابا مريحا لدخول المرأة في الانتاج والتنافس واذا تصفحنا (كتاب الابداع العراقي) بشكل عام سنجد البصمات الذكورية واضحة على مفاصله واحداثياته وفي اجناس ابداعية مختلفة.. وهذا يؤشر حالة اكبر من الابداع واعني بها الهيمنة الذكورية على نوافذ العمل والحكم والانتاج وكذلك الابداع.. غير ان كلامنا هذا ليس حكما مطلقا فهناك دوما حالات استثنائية تكون بالضد من الحالة المهيمنة.
أما القاص رياض الفهد فيقول: نعتقد ان السؤال مفتوح امام تعدد الاجابات فهل المقصود به الابداع بقطاعاته كافة؟ ام يقصد هنا موضوعة معينة ولكي نتجاوز هذه الاشكالية سننفتح على ان المسألة هي ان المقصود هنا هو ان الابداع بالوانه كافة سواء أكان في مجال الادب أو العلوم الانسانية المختلفة.. بيد ان هناك تفاوتا كبيرا بين جنوح المرأة واجتهادها في علوم معينة، لكنها لا تميل لكل القطاعات ففي الفلسفة نجد الرجل هو المتفوق.. وان ارسطو وافلاطون وغيرهم يؤكدون تاريخيا هذه المسألة وكذلك في مجال الادب نجد ان الرجل هو ايضا المتفوق.
فالمرأة تبدو من خلال المشهد الثقافي غير ميالة لموضوعة المشاركة ابداعيا في صياغة ادب رفيع الا قليلا..
ولكن قد نجدها في مجال الطب موجودة بشكل ملحوظ وكذلك الحال في المجال السياسي نجدها ضعيفة في مشهده.. وهذا ربما نابع من طبيعة مناطق الشرق الاوسط الاسلامي تحديدا كالمناخ والعوامل الاجتماعية والثقافية للمجتمعات الاسلامية ولكنها ناشطة ومبدعة في المجالين السياسي والتربوي، اذن يمكن القول ان عصر المراة لكي تتفوق على الرجل عليها ممارسة قدر من الجرأة الكافية، وتدخل في الاماكن التي هي من احتكاره فهو المبدع، والمحرك، والناشط وبالتالي فان المسألة الابداعية لكلا الجنسين لا تقتصر على جنس واحد دون الاخر.
وشاركه الكاتب والقاص كاظم الميزري الرأي إذ قال: في الحياة معادلة ضرورية لخلق التوازن طرفاها الرجل ـ المرأة ولكل طرف من هذه المعادلة شروط ومسببات وجوده ومميزاته الخاصة به من حيث الجانب التكويني والنفسي ولعل المقولة التي تقول ان المرأة (ضلع اعوج) لا تعني اساءة لها.. لانها خلقت لمهمات تختلف في بعض جوانبها عن الرجل مثل الاضلاع في جسم الانسان كل له وظيفة معينة هذا من جانب التكوين، اما الاستعدادات فهي لا تقل عن الرجل في اكتساب المعارف وممارسة الكثير من الاعمال التي استطاعت الاجادة بها.. ولعلها تفوقت على الرجل في عدة مجالات فلا يمكن ان نقول ان الرجل هو الاكثر ابداعا في المجتمع من المرأة .. فبالقدر الذي يكون متميزا في جانب، يكون ضعيفا في جانب آخر.. كذلك المرأة.. وفي الحياة ومن خلال تجاربنا وقراءاتنا نجد هناك الكثير من النساء اللواتي نبغن في مجالات الادب والثقافة والفن والعلوم النفسية واستخدام الحاسوب يشاطرها الرجل هذا التفوق لكن هناك قصوراً بسيطاً في بعض المجالات لربما لمشاغل المراة او تكوينها العاطفي تأثير في ابداعها ومع هذا فان الحياة لا يمكن ان تستقيم من دون وجود ثنائية الرجل والمراة في الحياة بكل ابعادها.
اما الكاتب والشاعر محمد والي الساعدي فيقول: السؤال اياه، يحيلنا الى سؤال اكثر سخونة وهو ان الرجل والمرأة لم يجريا في مضمار واحد لنعرف لمن السبق. فللابداع مضامير شتى وانساق متعددة واجناس عدة ثم ان هذا السؤال ذاته يحيلنا الى سؤال اخر وهو: هل ان ابداع المرأة ينطوي على محمولات تختلف عن المحمولات التي ينطوي عليها ابداع الرجل؟ وهل لأي من الابداعين هويته المتميزة وخصوصيته التي يتفرد بها عن الاخر؟.
واقع الأمر ان الله سبحانه وتعالى خلق المرأة والرجل من نفس واحدة، وبما ان الابداع حراك تاريخي محتدم فان المرأة وعلى مر العصور حققت حضورا احتل مساحة النصف على خارطة الموروث الابداعي والمنجز الراهن المتواصل.. وامام تشظي هذا السؤال الى حزمة من الاسئلة نرى ان الرجل والمرأة يعيشان منذ الخليقة
هما وجوديا مشتركا، وهذا الهم الوجودي يعود الى الرغبة الكامنة في اعماق النفس البشرية للهروب من مفردات واقع رتيب وممل، والانطلاق عبر فضاءات اوسع لتأسيس ما يجب ان يكون وذلك بتعطيل صمامات العقل، وتشغيل ازرار الخيال.
ان المرأة هي المبدع الاول على صفحة الوجود لانها وحدها التي تثري العالم بالمبدعين ولادة, وحضانة، وتربية ومن احضانها انطلقت الانوار لتضيء سجف عالم يخفي غموضه بعناد نحو عالم يعلن غموضه العبقري للاطاحة بسلطة الوهم.
اما السيدة ابتسام فيصل محمد / موظفة فقد علقت على هذا الموضوع قائلة: بدءا اقول ان علم النفس لا يميز بين الرجل والمرأة من الناحية الابداعية...
فالابداع موهبة وهبها الله سبحانه وتعالى لبني البشر.. وهناك مبدعون افادوا البشرية جمعاء ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ انيشتاين صاحب النظرية النسبية، ونيوتن مبتدع الجاذبية وغيرهم.
وبدوري كامرأة اقول: ان الرجل هو المبدع الاول في المجتمع، ولولاه لما كانت بنت حواء مبدعة في ميادين الحياة جميعا.
هذا الخبر من موقع جريدة الصباح
التعليقات (0)