المرأة نظرة ومحاولة إلتهام
عندما تراودها الرغبة في الخروج من المنزل والإنطلاق نحو الحياة تُفكر فيما سيكون خارج أسوار ذلك المنزل الذي قد يكون بداخله جحيم وصنوفاً من العذاب ، تُفكر ماذا تفعل إن لاحقتها أقدام العابثين وطاردتها أعين المتلصصين وتربصت بها أرواح المجرمين ، ماذا تفعل ولمن تذهب وأي باب تطرق ؟
المرأة في مجتمعاتنا العربية ومجتمعنا السعودي المؤمن المؤتمن على المقدسات الإسلامية مشروع عاهرة هكذا هي في الذهن والفقه وأحاديث الناس ، هي عباره عن لحمِ أبيض جاهز للإلتهام بشكلِ شرعي أو غير شرعي ، هي ليست إنسان ولا روح يحق له العيش بهدوءِ وسلام هي جسد وتلك هي ثقافتنا الدينية والاجتماعية التي نشأت عليها الأجيال وتوارثوها جيلاً بعد جيل ، ملبسها يُحدد درجة إيمانها ويُحدد مستوى قربها من العُهر والفجور فالشرف عربياً محصور في أعضاءها التناسلية التي أنتجت الكثير من الدارسات والأبحاث الداخلة ضمن مفهوم علم لا ينفع فتلك الأعضاء أوجدت أبواباً فقهية وزواجات مسماها شرعية وسلوكيات يحسبها البعض دينية .
الأنثى يحسبها الذكر ما وجدت إلا لمُتعته وتفريغ غرائزه لا يؤمن بغريزتها وكيانها ورغباتها وحقوقها وحريتها لأنه تربى وتعلم على أن ذلك الكائن المسمى أنثى عار إن خرجت أستشرفها الشيطان وإن خعلت ملابسها تسابقت الجن لمضاجعتها سراً وإن تحدثت أنكشفت عورتها فصوتها عورة وصورتها كذلك ، لا قرار لها ولا يمكن أن تخطو خطوة دون موافقه مسبقة ، يتبجح الذكر بغض البصر وأداء العِبادات تبجح لا قيمة له فكل سلوكياته الدينية التي يقوم بها ليست رادعه له فهي طقوس شكلية إرضاءً للمجتمع ولذاته المريضة ، اذا لم تُشكل الطقوس الدينية للفرد رادعاً وسياجاً منيعاً فهي إما لم تُفهم بشكلِ صحيح أو أنها ممارسات لا قيمة لها عند المؤمن والمؤدي لها .
نظرات تُلاحقها ورغبات إلتهام بطرق مختلفة تُرواد جسدها وإتهامات تنال منها وطموحات يقتلها الواقع الذي يتنصل من مسؤولياته الإنسانية ومع ذلك هي بحاجة لمن يحميها بقوانين ومؤسسات وقبل حمايتها يجب إعادة النظر في كثيرِ من الممارسات والسلوكيات والمفاهيم التي شوهت ونالت من مكانتها ومحاسبة من تسبب في تلك الجريمة البشعة ، فمن حقها الكثير والكثير وأبسط حقوقها خروجها بمأمن ودخولها بمأمن من دون ملاحقات بصرية وإتهامات لفظية نُسجت على قطعة قماش .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)