المرأة نظرة إلى الأسفل دائماً
في القصص الأدبية والشعبية تبرز المرأة كمعشوقة مٌحبة متألمة تحن على العاشق وتعذبه عذاباً مستساغاً عند ذلك العاشق , قصص وحكايا قد تكون صادقة وقد تكون نسجاً من الخيال فالبيئة الصحراوية والقروية بيئتان خصبتان للخيال والتفكير والتأمل والوحدة والأٌنس , اليوم كالأمس والأمس البعيد لا تغيير يٌذكر سوى في القشور فقط فاللب ما يزال صلباً متحجراً , العقل الشرقي كالغربي تماماً لا اختلاف بينهما سوى في نمط التفكير فقط , العقلين الشرقي والغربي البشري يٌنظران للمرأة من زاوية واحدة تلك الزاوية لا تتجاوز الشهوة والجنس وقضاء الغريزة بطريقة شرعية أو غير شرعية , من النادر جداً وجود عقلٌ يرى المرأة على صورتها الحقيقية الإنسانية الوجدانية التي لا تهمش العقل ولا تختزل الإنسان في نوعه الجنسي , المرأة كالرجل تماماً هذا في عالم يوم القيامة وعند آلة العالمين , لكن عند بنو البشر المرأة ليست كالرجل في النظرة والتعامل والفٌرص الوظيفية وممارسة حرياتها الخ فهي تعيش تحت رحمة الوصاية الاجتماعية والأٌسرية فالأنفاس معدودة والعيون ترصد تحركاتها رصداً دقيقاً , عندما يٌخطي الرجل ويرتكب إثماً محرماً فإنه يخرج من تلك المنطقة الرمادية بسلام وكأن شيئاً لم يكن فمن الطبيعي الانحياز للذكر دون الأنثى في عٌرف المجتمعات الذكورية , أما إذا أخطت المرأة وتجاوزت الأعراف الذكورية فإن اللعنات البشرية تحل عليها و تلاحقها إلى الأبد فلا وجود للغفران في قاموس تلك المجتمعات المريضة بداء الخوف من الكائن الأنثوي ؟.
المرأة في حقيقتها إنسان وليست جسد وقلة من البشر تفهم هذه الحقيقة , الغالبية العٌظمى تنظر للمرأة على أنها آلة لتفريغ الطاقة الجنسية ووسيلة للترويح على النفس متناسية أن نظرتها تلك حولت بعض الإناث إلى أجساد عارية وقلوبٌ ناقمة وعيوناً ترى في الذكور بنوكاً متنقلةً ولكل فعل ردة فعل وهذا هو قانون الطبيعة الذي لا يتغير أبداً , المجتمعات الذكورية حصرت شرف الأٌنثى في أعضائها التناسيلة فقط حصرٌ لا أساس له لأنها ليست سوى ضحية لشهوات ذكورية قبيحة وظروف اجتماعية قاهرة , لو تعاملت المجتمعات الذكورية مع المرأة بعقلانية في كل أمرٍ لوجدت ذلك الكائن لا يختلف عن الذكور سوى في بعض التفاصيل التشريحية فقط ولوجدته كائنٌ لطيف حالم منتج مبدع , لكنها آثرت التعامل معه بطبقية قبيحة صنعها الإنسان من تلقاء نفسه ونظر لها وطبقها بكل بجاحة فحول المرأة من كائن لطيف إلى كائن مضطهد يحلم بالحرية في بعض المجتمعات وإلى كائن يٌنتهك صباح مساء في مجتمعات أخرى .
في كل الملفات تحضر المرأة وحضورها ليس ترفاً ولا تطفلاً بل واقعياً وصحيحاً فهي نصف المجتمع وأساس بنيانه لكن هناك من يخاف منها ومن دخولها معترك الحياة لسبب واحد وهو النظرة إلى ما أسفل البطن وليس إلى الرأس موطن العقل ومنطقة التفكير وهنا سبب القضية الأكبر ؟.
التعليقات (0)