تعانى المرأة فى المجتمعات الفقيرة من كثير من المشكلات وتضطر لتحمل الاعباء والمسؤليات التى من المفروض ان يقوم بها الرجل ,ولكن إضطرت المرأة ان تعمل وتكد وتعانى فى داخل البيت وفى خارجه لتحافظ على أبنائها من الضياع ,لانه من المعروف ان عاطفة الابوة أحيانا كثيرة تكون مفقودة لدى الكثير من الآباء .
خرجت المرأة فى هذه المجتمعات للعمل فلم تجد سوى المهن المتدنية للعمل فيها وأضطرت لذلك لانها فى الغالب غير متعلمة ,عملت خادمة فى المنازل او عاملة فى مصنع او مشرفة فى دار حضانة ,وكانت اكثر المهن التى مارستها هى الخدمة فى البيوت وذلك لانها تدر دخلا يعينها على الحياة.
أم هشام إمرأة فقيرة تعيش فى قريه من قرى القليوبيه فى احدى محافظات مصر ,يعمل زوجها بائعا فى محل للقماش تعيش حياه هادئه مع زوجها وابنها وبنتها ولكنها أضطرت للعمل كخادمة ومشاركة الزوج فى تحمل أعباء الحياة حتى تعلم أبنائها,فعلمت أبنائها وربتهم تربيه حسنه .
أم هشام مثل لمرأة مكافحة وراضية بحياتها ولكنها تعانى ككل النساء الفقيرات من قسوة الحياة وأعبائها ومع ذلك استطاعت بفضل الله ان تصل بأبنائها لبر الامان وربتهم على الاخلاق الكريمة برغم ظروفها القاسية .
وعندما سألتها لماذا تجهد نفسها والمفروض على زوجها تحمل مسئولية الاسرة وحده,قالت هو يبذل كل جهده ولكنها الظروف .
مثل أخر لمرأة مصرية ولكنه مختلف ,نورا امرأة شابة رأيتها تعمل مشرفة فى دار حضانة تحدثت معها ,فى البداية ظننتها ليست متزوجه لشكلها الذى يبدو علية أصغر سنا ولكنها قالت لى انا متزوجه ولى ثلاث أبناء قلت لها اين هم الان مع من تتركيهم ,قالت مع زوجى قلت لها الايعمل زوجك قالت لا انه مريض ,ذهبت وزرتها فى بيتها رأيت حياتها المأسوية بيت فقير جدا وزوج يكبرها بعشرين عاما وابناء ليس لهم حول ولا قوة .
وبالرغم من كل هذه المعانة التى تعانيها نورا وبالرغم انها تتحمل وحدها مسئوليه بيت وزوج وثلاث أبناء. يضربها زوجها المريض التى تتحملة وتنفق عليه ويسبها ويهينها أمام الابناء ,ولكم ان تتخيلوا كيف ينشأ الابناء فى هذا الجو الاسرى.
مرت الايام على نورا وازداد مرض زوجها وشاء الله ان يتوفاه بعد ان انجبت منه الطفل الرابع وبقيت نورا تعيش مع أبنائها الاربعة ورزقها الله بمن يساعدها على أعباء الحياه بإعانات مالية .
ولكنها مازالت تعانى الام الحياه وحدها وهى تربى ايتاما ومما زاد من مأساتها مرض اثنين من ابنائها بأمراض مزمنه .
مثل اخر ,أم آية إمرأة أخرى من مصر ولدت فى أسرة فقيرة وعملت منذ نعومة أظفارها كخادمة فى البيوت,كبرت وتزوجت من سائق ميكروباص ,تزوج زوجها عليها ,ثم شاء الله ان يصاب زوجها فى حادث وتقطع ساقه ,وبالرغم من ان تزوج عليها اعطته كل ما تملك من مال كانت قد وفرته من عملها لعلاجه الذى طال ,وبعد ان خرج من المستشفى عاد الى سالف عهده معها من ضرب واهانه برغم انها تعمل وتنفق عليه وعلى أبنائها ,ولكنها تضطر الى ذلك خوفا على أبنائها الخمسه فهى تعانى لتحافظ على بيتها وابنائها.
هذه كانت أمثلة من المجتمع المصرى ومثلها آلاف الامثلة فى المجتمع المصرى كمجتمع يحتوى على الكثير من الاسر الفقيرة التى تعانى فيها المرأة من تحمل المسئوليه وحدها حفاظا على أبنائها من الضياع .
هناك مجتمعات أخرى فى بلاد أخرى تعانى من نفس هذه المشكلة بل انها اصلا لاتستطيع العيش فى بلادها وتضطر لترك ابنائها والاغتراب حتى تعيش وتحفظ أبنائها من الضياع.
رقيه مسلمة من بنجلاديش تزوجت وبمجرد زواجهاو حملها تركها زوجها وطلقها وسافر الى بلد عربى للعمل وانقطعت أخباره عنها ووجدت نفسها وحيدة لا تجد حتى قوتها فى مجتمع من أشد المجتمعات فقرا .وضعت وليدتها الوحيده مع امها وسافرت الى بلد خليجى وعملت عامله فى مدرسة وبعد الظهر تذهب للخدمه فى البيوت ,كل هذا بالرغم أنها مصابه بشلل الاطفال البسيط الذى تستطيع الحركه معه ولكن يزيد من معاناتها بالطبع.
انفقت على ابنتها سنين وزوجتها وأصبحت جده ومازالت تعمل فى هذا البلد الخليجى لان ابنتها لا تتوقف عن مطالبتها بالانفاق عليها وعلى زوجها.
بكت وقالت لى انا تعبت وابنتى لاتشعر بى ,ابنتى لم تشعر بمعاناتى وانا أحملها وهى رضيعة ولا أجد ما أطعمها واطعم نفسى لنعيش وتحملت الذل والهوان لاجد ما يسد رمقى ,بكت وهى تجد ابنتها التى تحملت كل هذا من أجلها لاتشعر بها .
عابدة أمرأة أخرى التقيت بها ,فهى أمرأة هنديه مسلمة من أب هندى وام من بنجلاديش أضطرها الفقر أيضا للسفر منذ كانت صغيرة والعمل فى بيوت الخليجيين ,ثم عادت الى بلدها وتزوجت ورزقها الله ابن ولكن زوجها أيضا ترك النفقه عليها وعلى ابنها ,فما كان أمامها الا ان تعود وتبحث عن السفر لتنفق على ابنها ,تركت ابنها مع امها وسافرت تعمل كخادمه مرة أخرى ,وما كان من زوجها ان الح عليها ان ترسل له تأشيرة ليعمل فى البلد التى هى فيها ,فجمعت المال من كل مكان وبالفعل ارسلت له ليأتى آملة ان يحمل عنها الحمل,قالت لى انا تعبت يجب ان يتحمل هو المسئولية.
هذه كانت أمثلة من مجتمعات تعانى من الفقر المدقع والتى يتخلى فيها الرجال عن مسئوليتهم فيها أحيانا مضطرين وأحيانا ظلما وعدوانا,ونتسائل الا يوجد حل لهذه المشكله التى تنتشر فى مجتمعات أغلبها مجتمعات مسلمة ؟ونتسائل الم يحن الوقت ان يتحمل المجتمع المسئوليه عن المرأة المعيلة؟الم يأمرنا الاسلام بذلك ,فالمرأة المعيلة الفقيرة هى من أول المستحقين للزكاه,والزكاة هنا حق وليس تفضل,الم يحن الوقت ان تتحمل المجتمعات والحكومات مسئوليه هؤلاء النسوة ؟
وبالطبع ليست المسئوليه تقع فقط على كاهل الحكومات انما ايضا نحن جميعا مسئولون امام الله,خاصة المسرفين والذين ينفقون اموالا طائله على متعهم وشهواتهم فى الوقت الذى يموت فيه البعض جوعا.
د/شيرين الالفى
جريدة الوحدة نيوز
التعليقات (0)