المرأة سجال لا ينتهي
المرأة وقضاياها المتعددة سجال قديم جديد لا ينتهي , ففي كل مرة تطفو على السطح قضايا تكون المرأة طرفاً فيها فمابين حقوق مختزلة وحقوق معطلة تبقى تلك القضايا محاطة باسلاك شائكة لايقترب منها إلا من امتلك شجاعة المواجهة والدفاع .
وسط موجات التغيير التي تجتاح العالم العربي تكافح المرأة لحجز مكان لها في التحولات الكبرى التي دفعت الشعوب ثمناً باهظاً لتنال ما تصبو إليه , لكن تلك المحاولات تصطدم بحاجز ثقافي ذكوري يُعيق تقدمها .
الإشكالية التي تٌعاني منها المرأة هي إشكالية نظرة الرجل للمرأة فتلك النظرة نظرة جسدية فهي اعتمدت على تكوين الجسد ورسمت صورة ذهنية فذلك الجسد فالذهن باعث على الفتنة .
فحالة منع مشاركة المرأة في الفعاليات أو في معارضة عملها يرتبط بالنظرة الجسدية التي أخذت منحى شهواني آخر فالنظرة لم ترى إلا الجسد والفتنة فقط ولم ترى العقل والكرامة والعفاف وتلك نظرة قاصرة دالة على أن هنالك خلل في التربية والتنشئة الاجتماعية,سبب تلك النظرة التي بسببها حرمت المرأة من حقوق كثيرة لها يعود لابعاد المرأة عن الحياة العامة لسبب حمايتها من التحرش وتسببت تلك الحالة بميلاد نظرية الذئب والنعجة فتلك نظرية وعظية عززت النظرة الجسدية وغفلت عن صوت العقل والحق والضمير .
ديننا لم يمنع المرأة من ممارسة حقوقها ولم يختزل قضاياها ولم يتركها بلا كيان ومجتمعنا المؤمن بدينة بحاجة لإعادة قراءة للواقع ومقارنته بمافي التاريخ من نماذج مشرفة حمت الحقوق وصانت الأعراض .
البعض لا يمانع نيل المرأة حقوقها لكنه في ذات الوقت يخشى انسلاخ المجتمع وتفسخه وذلك الخوف مردة لعدم الوعي وللعبارة المطاطية التي لا تظهر إلا إذا كانت قضية المرأة حاضرة فعبارة حسب الضوابط الشرعية المطاطية أصبحت كالفزاعة عند البعض وهنا تظهر الحاجة لإعادة تفسير تلك العبارة ووضع نقاط على أحرفها فهي مطاطية لا يفهمها العامه في الغالب , فاختلاف العلماء والمذاهب الفقهية تم حجبه لاسباب فكرية بحته وتلك خطيئة كبرى وان الأوان لفك الحجب وإظهار ذلك ومناقشة كل الأفكار فليس من المعقول بقاء حقوق المرأة أسيرة لتنظيرات وأهواء البعض فالحقوق تنتزع ولا توهب .
إشكاليات وتنظيرات ويبقى سجال المرأة وحقوقها مستمراً حتى تنال حقوقها الشرعية والمدنية فهي إنسان وليست جسد ..
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى .....
التعليقات (0)