المرأة حياة شبه ميتة
في مجتمعاتنا الشرق أوسطية يعيش الجهل وتعيش معه مضادات الحياة القاتلة فكل شيء مرتهن لذلك الداء وكل شيء مٌحاط بأسوار عالية وإذا أردت الحياة السوية فالموت أقرب لك من ذلك الحلم ؟
العقل المٌستنير يٌدرك أن البيئة التي يعيش بها بيئة غير صالحة للعيش ولكي تستمر الحياة عليه أن يوقد مشاعل النور ليختفي الظلام وتموت بفعله يرقات التشدد والتطرف الفكري , العقل المٌستنير لا يمكنه تحقيق معادلة الحياة لوحدة دون مساعدة ومساندة العقل الأنثوي , فالأنثى نصف المجتمع وهي ركنه الأساسي ورمانة ميزان الاستقرار الروحي , العقل الأنثوي ليس ناقصاً بل رائعاً وليس عضواً من أعضاء الجسد كما يعتقد ويٌدين البعض بل هو الكمال والجمال وكل شيء رائع في هذه الحياة البسيطة , هناك فئة بشرية لا ترى في المرأة شيئاً جميلاً باستثناء بعض الأعضاء وهناك فئة بشرية لا ترى المرأة الا من خلال زاوية ضيقة وقبيحة وهناك فئة بشرية لا ترى المرأة الا من خلال ما تٌريده هي لا ما تٌريده المرأة ذاتها , جميع تلك الفئات مهما بالغت في ارتداء الأقنعة وترديد الشعارات وتسويق المٌبررات لا تٌدرك أنها لن تقف ضد المرأة وطموحها البشري السوي , من أشد مٌبررات رفض الأنثى ككائن بشري له حقوق وعليه واجبات وله أهلية وحرية لا تقبل المساومة ما يٌقال ويٌعتقد أنها مٌبررات دينية شرعية مٌقدسة قاعدتها سد الذريعة العبارة الأكثر حضوراً في مجتمعات الوهم والحرمان , سد الذريعة لا تعني حماية المرأة وصيانة حقوقها بل تعني إحاطة ذلك الكائن بأسوار خوفاً على الذكور من الانحراف الجنسي فمستخدم تلك القاعدة يعتقد أن المرأة وكل الإناث سينحرفن متى ما تهيت لهن الفرصة سواءً فرصة العمل أو فرصة قيادة السيارة والتنقل بحرية من دون محرم أو ولي أمر امر , المجتمعات العربية تحررت من عقدة الأنثى والخوف منها وبقيت بعض المجتمعات تدور بحلقة مٌفرغة تجاه المرأة فتارة تحاول اعطاءها حقوقها وتاره ترى غير ذلك ومن تلك المجتمعات المجتمع السعودي المؤمن بالله صباح مساء ؟
المجتمع السعودي من أكثر المجتمعات تفعيلاً لقاعدة سد الذريعة و ياليته يٌفعلها في كل شؤونه وتعاملاته , تلك القاعدة لا تٌفعل الا إذا كانت المرأة طرفاً في القضية أو الملف محل النظر , يدعم ذلك التفعيل جهلٌ وعصبية وفقه ذكوري بالغ في التحوط والنقل ووعاظ ودعاة لا يهمهم سوى الحور العين والنساء الطائعات الصابرات على حماقتهم !
كل ذلك الواقع الأسود يدعمه عدم وقوف للمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني على الحياد فالمؤسسات تدعم الذكورية وتقف مع سد الذريعة وهي بذلك ترتكب جريمة بحق المجتمع وتهدم أهم وظائف الدولة " الإدارة , التنظيم " , المرأة في المجتمع السعودي تحتاج لمؤسسات تقف على الحياد تقف بالمنتصف لا تأخذ رأياً وتضع أخر خصوصاً فيما يتعلق بمسائل الحريات الشخصية والحقوق الغير قابلة للمساومة , وتحتاج أيضاً لفقه حقيقي يحفظ حقوقها وكرامتها وهذا لن يتحقق من دون وجود فقيه حقيقي يٌدرك أبعاد ما يقوم به من جهدٍ في قضايا لم تكن لتوجد لولا التعصب الاحمق والعقل الأجوف والخوف من الحياة السوية .
تعيش المرأة في المجتمع السعودي حياة أشبه ما تكون بحياة الأنثى في القرون الأولى فوأد تلك القرون يختلف عن وأد هذا الزمان فهناك تموت الأنثى حية وهنا تعيش الحياة وهي شبه ميتة وهذه هي الحقيقة ؟
زرقاء ساجية .. وأن
النور من صٌنع النساء .
بدر شاكر السياب
التعليقات (0)