بسم الله الرحمن الرحيم .
المرأة جسد .... وليس إنسان.....
يعيش المجتمع السعودي انغلاق فكري مزج بالتشويه الممنهج المفبرك بطريقة عجيبة غريبة ولعل ما يميز تشوهه ضعفه أمام المرأة جسديا فقط .فنظرة العامة إلى المرأة نظرة جسدية بحته فهي في نظرهم آلة لقضاء الغريزة الجنسية فقط . وليس إنسان يحمل عواطف ومشاعر وليس إنسان يحمل هم المشاركة والإنتاج . فنظرتهم تلك حرمت المرأة من أشياء كثيرة فهي عورة يجب أن تخبى خلف الجدران الإسمنتية فلا وجود لها عند اؤلئك العامة إلا في المطبخ وفي غرف النوم فقط ؟؟فعندما يرون المرأة تمشي أو تتسوق أو تعمل ترى نظراتهم تلاحقها فتلك المرأة[ صاروخ ] والأخرى[ قطعة ] وتلك [ يا لبيه ] وما إلى ذلك من تعابير حيوانية بحته خلقت جو من التشوه الفكري والحضاري وجعلت المجتمع يتدرج من مجتمع شهم كريم إلى مجتمع يحمل عقله على آلته الجنسية فقط .
ولكن من المتهم الذي الصق بالمرأة تهم النقص والانتقاص . انه المجتمع ومنظريه فالمجتمع سمع تنظيرات مدعي الصحوة والإصلاح فنظر وردد ما حفظه عن مشايخه. واؤلئك الذين صحوا اسما لا فعلا لم يدركوا حقيقة ما استندوا عليه من مفاهيم ولم يدركوا حقيقة ما تحتويه الشريعة الإسلامية من عدالة ومساواة . فغيروا الحقائق ومسخوها مستندين على أقوال علماء أوائل وتناسوا أن اؤلئك العلماء اختلفوا فيما بينهم ومع ذلك تحيز مدعي التجديد والصحوة واخذوا برأي واحد فقط ولم يتحروا الصحة في ما اخذوا. وعلى ذلك صدروا أرائهم للعامة فحفظ العوام ورددوا ما تلقوه من دعاة الإصلاح حتى أصبح المجتمع يتخبط يمنة ويسرة .وبذلك أصبحت النظرة للمرأة نظرة جسد لا نظرة حياة وسكن وبناء .
فالمجتمع لم يرجع إلى كتب السيرة وكتب السنة وإنما أخذ بأقوال وأراء مشايخ ودعاة فلوا طالع المجتمع كتب السيرة النبوية والسنة لوجد أن المرأة هي الإنسان وهي العنصر الفعال في البناء وهي الطاقة التي تتحرك جنبا إلى جنب مع الرجل للبناء والحياة . فرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار والسلف الصالح لم ينظروا إلى المرأة كجسد وإنما كانت نظرتهم إليها نظرة إنسان له احتياجاته وله عواطفه وله إسهاماته في الحياة .
ونظرة مجتمعنا شابهت نظرة الغرب فالغرب نظرتهم إلى المرأة نظرة جسدية وعلى ذلك حررها وأهانها حتى أصبحت ألعوبة في أيديهم . أما مجتمعنا لم يحررها وإنما احتجزها خلف الجدران وحرمها من حقها الذي لها . وتلك النظرتان تتشابهان في المقدار وتختلفان في جزئيات بسيطة .
الجسد وما به من إبداع خلقي قدرة رب العزة والجلال اتخذه البعض ذريعة للحرمان والاستمتاع .. فالمرأة عند اؤلئك القوم ولم تكن إنسانه يوما ما في نظرهم سوى أنها جسد يجب الاستمتاع به إما بطرق شرعية أو بطرق غير شرعية ....
لونظر المجتمع إلى المرأة نظرة إنسان لإنسان لما حرمت المرأة من العمل ولما حرمت من حقوقها الأخرى ولما أصبح المجتمع يخاف من اندماجها في الحياة ولكن كانت النظرة جسدية فقط .. فإلى متى ونظرة مجتمعنا إلى المرأة نظرة جسدية فقط ؟؟؟؟...؟
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى ...............
التعليقات (0)