المرأة القيادية
بعد أن سقطت الصحوة بأفكارها المتطرفة لم يعد هناك مؤمنين بمقولة المرأة ناقصةُ عقلِ ودين ولا تستطيع تبوأ المناصب العليا والمساهمة في الحراك التنموي والتحديث الإداري الذي تشهده السعودية منذ العام 2015م ، اليوم ليس كالأمس فالمرأة دخلت وبقوة سوق العمل فأثبتت جدارتها وكفاءتها وانتاجيتها تفوق بكثير انتاج بعض الكُسالى الذين يختلقون الأعذار لتبرير كسلهم ، المرأة اليوم شريك حقيقي في التنمية فهي وإن كانت في السابق محاصرة بفتاوى اجتهادية بعيدة كل البُعد عن روح الإسلام وحيويته لم تستسلم لذلك الحصار تعلمت واجتهدت وأبدعت وأصبحت ذات تعلمِ عالي ومركزِ مرموق لم يرق لبعض من يراها عارُ وعورة فأخذ يحثها على البقاء في البيت او إن خرجت اضطراراً كما يقول يتوجب عليها أن تلف نفسها بقطع القماش الأسود لكي لا تفتن ذكور القوم ؟
جاهدت المرأة لنيل حقوقها المشروعة فقاومت خطاب التشويه والانتقاص ولم تلتفت لدعوات وأدها وهيّ حيه فدخلت مجالس الغرف التجارية وادارات الشركات الكبرى والبنوك التجارية حتى وصلت لمواقع قيادية ببعض الوزارات وتوج جهادها المشروع بدخولها كعضو كامل العضوية بمجلس الشورى بعد أن كانت مُستشارة في لجانه متى ما اقتضت الحاجة وأصبحت تمارس دورها بالمجلس بلا قيدِ أو شرط وقدمت نفسها كمرشح بالمجالس البلدية بعدما كانت مستبعدة منه لأسبابِ فكرية اختلطت بالعادات والتقاليد الاجتماعية المقيته ، وصلت المرأة لمواقع ومراكز كانت عصية عليها في السابق ليس لأنها لا تستطيع بل لأنها محرومةُ منها فالخطاب الديني بشقيه الرسمي والغير رسمي وقف ضدها وضد حقوقها لأسبابِ لا يقبلها عقلُ سليم ، بعد أن دارت عجلة التنوير وبرز تنويريون جدد يحملون هم المجتمع خرج علينا خطاب ديني أكثر تسامحاً مع المرأة خطاب لا ينتقص من المرأة ككائن بشري ولا يهضم حقوقها ولا يُجيش الشارع ضدها ،خطاب يضع المرأة في مكانها الصحيح فهي نصف المجتمع وهي شريك الرجل في كل شيء ، لا يمنع تبوء المرأة منصب قيادي سوى الفكرة المغلوطة عنها فهي "المرأة" ليست شيطان ولا ناقصة هي مبدعة متفوقة وهي المدرسة الأولى التي تعلم النشء الكثير والكثير منذ نعومة اظفاره .
ستصل المرأة السعودية في يومِ من الأيام إلى اعلى المناصب ستكون سفيرة ووزيرة بعد أن أصبحت طبيبة ومهندسة وباحثة ومن قبل مُعلمة ستصل ولكي تصل يجب رفض كل فكرةِ تنتقصها وتحد من حركتها فهي صاحبة القرار الأخير في ملبسها ومستقبلها وهي التي لن تشذ عن قيم دينها فهي ليست بحاجة لفتاوى مخصوصة ولا خطواتِ منقوصة بل بحاجة لدعمها لتبدع و تركها تختار ما تراه وتعتقده صواباً وهذا هو الصواب .
التعليقات (0)