المرأة السعودية .. عفوا ً .. الدرر والجواهر من يد تاجر ليد تاجر .
حملة ولي أمري أدرى بأمري حملة أقرها رجل وقام عليها رجل وطالب بها رجل فلا أعلم حقاً أن كان هو يتحدث عن نفسه ويطالب بفرض الوصاية على الرجل لأنه ثبت عليه مؤخراً بأنه ناقص الأهلية أم أنه يطالب بفرض وصاية مضاعفة على المرأة التي لاتزال تعامل على أنها ناقصة الأهلية وغير مدركة لشؤنها وغير قادرة على اتخاذ قراراتها ..وإن كان الهدف هو مشروع لـ حماية المرأة الغير قادرة على حماية نفسها فمن سيحمي المطلقة والأرملة والمعنفة والمحتاجة إلى مأوى واليتيمة أم أن ولي الأمر سـ نستطيع تأجيره مثلما نستأجر المعرفين والمعقبين والوكلاء الشرعيين ؟؟
من أعطى الحق لكل من يرغب بالظهور الإعلامي والشهرة الزائفة أن يتاجر بقضية نساء المملكة العربية السعودية ويتحدث بأصواتهن وعن طبيعتهن و قدراتهن وعن نفسياتهن وكأنهم كانوا نسوة ذات يوم وصاروا يكتبون عن النساء ويسترجعون الماضي J
فـ المرأة السعودية اليوم هي سيدة أعمال وروائية ومفكرة وناقدة وإعلامية وطبيبة ومهندسة ونائبة وزير وممثلة ومطربة وكاتبة ومعلمة وباحثة وبرفيسورة ولا تزال غائبة أو بمعنى أصح لاتزال مغيبة رغماً عنها عن أي منظومة رسمية حقيقية تحتضن إبداع وكيان المرأة بصورة تشرف الوطن وتظهرنا في أبهى صورة أمام العالم إلا في حالات نادرة جداً .
وفي المقابل لانجد من خلال بعض وسائل الإعلام وبعض الكتاب وبعض الأجهزة الحكومية الا محاولة مستميتة لتشويه صورة المرأة السعودية وتسليط الضوء على النماذج التي تعيب كل سيدة مسلمة متعلمة محترمة هي صورة مجحفة وظالمة تقدم للجميع عن تلك المواطنة وكأنها تصر بأن ترسل رسائل مبنطة للعالم و للمجتمع رجالاً ونساءً وللحكومة كذلكـ بأن المرأة السعودية لاتستحق الثقة ونظرة الفساد والشك والريبة هي المحرك الأول لهذا الكيان الآدمي مع الإصرار على أن هذه النظرة متأصلة فينا دوناً عن غيرنا من نساء العالم أجمع . ( نظرة الفساد ) وأصبحنا ندور في حلقة مابين الإنفلات أو الإنغلاق فـ أما أن تهز تلك المرأة رأسها كي تصبح من المرضي عنهم أو تعارضهم فتتهم بأنها ممن يهز خصرها !
في الفترة الماضية ظهر لنا عدد من الحملات المناهضة للتمييز الذي يقع على مواطنات المملكة العربية السعودية وتبنى عدد من المثقفات والإعلاميات وسيدات المجتمع حملات ومشاريع لمناهضة التمييز ضد المرأة وبذل كافة السبل التوعوية لتحقيق المساواة بين المرأة والرجل كما ينص على ذلك الدين الإسلامي إذا فرض عليهما نفس الحقوق والواجيات والعبادات والمعاملات وصرنا نجد عدد كبير من السعوديات يسعين جاهدات من خلال كل الأدوات السلمية المتاجة وعلى رأسها هذه الثورة التقنية لتوظيف الجهود وتوحيدها في سبيل التصدي للفكر المتشدد الظالم للنساء ورفض الظلم والعبودية ونشر الفكر الصحيح عن وضع المرأة المسلمة خصوصاً في ظل التغييب الواضح والمتعمد لعدد كبير من الأحاديث الشريفة الصحيحة والسير التاريخية التي تنصف النساء , ساعيات إلى التعريف بأن الدين منح المسلمة حقها في العمل والحياة والاختيار والولاية على مالها وعلى مال أولادها وحقها في اختيار زوجها وغير ذلك من الأمور والدليل على ذلكـ تاريخنا الإسلامي المليء بصور ونماذج مشرفة لنساء مسلمات عملن في شتى المجالات في الفقه وفي الأدب وفي الشعر وفي الحرب وفي البيع وفي الشراء .. وفي عهد الرسول لنا صور مشرقة كثيرة تدل على صلابة وقوة المرأة والمجال هنا للذكر وليس للحصر سأذكركم بأن أول شهيدة في الإسلام كانت أمرأة و اول شهيد على ارض قارة اوروبا كانت إمرأة وأول طبيبة وممرضة في الإسلام كانت إمرأة وأول من آمن بدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت إمرأة وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه ولى الشفاء على السوق وهي امرأة من قومه وروي عن الامام ابي حنيفة انه جوز للمرأة ان تكون قاضياً في الاموال وجوز غيره من الائمة لها ان تقضي في كل الامور وأستشهد ابن حزم في هذه المساواة اعتمادا على الاية الكريمة :واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل فهي موجهة بعمومها الى الرجل والمرأة , كما أن القرآن الكريم ذكر لنا نماذج نسوية كثيرة نستدل بها على قيمة المرأة وكيانها وشخصيتها ويعزز من قيمتها وعقلها وحس تصرفها وإن كان الله جل شأنه يشيد بملكة سبأ فمن أنتم تحقرون من النساء ؟
وسيبقى هذا السؤال بلا إجابة حقيقية من أضطهد النساء في وطني أن كان النظام الأساسي للحكم يساوي بين الرجل والمرأة على حد سواء في كافة الأمور والدين الإسلامي لم يظلم النساء في أي موضع كان والرجل السعودي يقول بأن حقوقنا محفوظة وكاملة ولا نعاني من تمييز .. فـ من سلبنا مسؤوليتنا وإنسانيتنا وحقنا ؟؟
وأخيراً وليس آخراً على كل سيدة سعودية مثقفة مطلعة تعرف حقها ومدركة لقيمتها مؤمنة كامل الإيمان بأن حكومة المملكة العربية السعودية ساعية في تعديل وضع المرأة بما يتناسب مع ديننا وقيمنا بـأن تمارس الضغط على الرأي العام من خلال رفضها التام لمثل هذه الدعوات المشبوهة التي تحاول التسلق على اكتافنا وتتاجر بقضايانا لتحقيق مآرب شخصية فالمرأة السعودية يجب أن تدرك بأنها كيان آدمي مستقل تستطيع النهوض بنفسها وبمجتمعها وبدينها فأنا ادرى بأمري .
التعليقات (0)