المرأة السعودية والتحضر

لا يمكن لأي مجتمع من المجتمعات أن يتحضر وهو مكبل بأغلال يشد بعضها بعضا، المجتمع السعودي مجتمع حيوي يتطلع إلى الأفضل دائماً، دخل المجتمع السعودي مرحلة تحول هامة فقد انخرطت المرأة في الحياة بعد أن كانت خطيئة واشرقت شمس الفنون وانجلت هرطقات الصحوة والمواعظ إلى الأبد، ذلك التحول دفع بالمجتمع لأن يتحضر والتحضر هنا يعني التزامه بالمباديء والقيم الإنسانية في التعامل مع الآخرين خصوصاً الأنثى الكائن الذي كان ومايزال عند البعض أداة لقضاء وقت ممتع بغرفةِ تفوح منها رائحة الجنس!

أي مجتمع بشري لا يمكنه قطع مسافة طويلة في طريق التحضر دون أن يكون له بصمة فنية أو طريقةِ سويه في التعامل مع الجنس الآخر، ماعدا ذلك الأمرين ليس من التحضر في شيء فالصناعة أو البناء الشاهق أو التكنولوجيا الخ لا تعد منتجاً حضرياً بل هي إفراز طبيعي للعلم والعمل وشتان بين ذلك الافراز وبين التحضر كسلوك إنساني نبيل.. 

في مشهدِ رائع وقعت عليه عيني المختبئة خلف نظارة طبية بلغت من العمر عتيا شاهدت لطافة سائحة أجنبية مع بائع سعودي وكذلك بائعة سعودية مع متسوقِ أجنبي، تلك اللطافة ليست مقدمة لممارسة الجنس كما كانت تروج له الصحوة بل هي أرقى درجات التحضر لم تولد تلك اللطافة والتعامل الحسن من فراغ بل كان للانفتاح على الثقافات الدور الكبير في وجودها بمجتمع كان يخشى من كل شيء ويريد كل شيء. 

لقد أثبتت الأيام أن السلوك البشري ليس بحاجة لمواعظ أو ملاحقات بوليسية بل بحاجة لوعي وقانون ينظم العلاقات البشرية، الوعي الحقيقي يبدأ من تقدير الفرد لذاته واعلى درجات التقدير أن تتم معاملته كإنسان كامل الأهلية وهذا ما حدث في المجتمع السعودي مؤخراً فيما يتعلق بالمرأة التي كانت لا تتحرك إلا في ظل محرم وولي أمر.. 

لقد اثبتت المرأة السعودية وجودها وأثبت المجتمع السعودي رقيه وتحضره بعد أن كان يُوصمَ بالتصحر والجفاف وكأن قدره أن يبقى أسيراً للطبيعة الجغرافية وتقلباتها المناخية..