المرأة التي نصرت الحق يوم حاربه القوم.
بقلم: محمد جابر
الصديقة الطاهرة العفيفة الحكيمة... خديجة الكبرى.
لم تتأثر بأجواء الجاهلية ومجتمعها الفاسد، ولم تستجب لضغوطها..
لم تسجد لصنم، بل كانت موحدة على دين إبراهيم..
في زمن الجاهلية كانت تلقب بالطاهرة العفيفة الحكيمة الرشيدة المُهابة.. نعم الجميع كان يهابها ويحترمها ويستشيرها، لما تميَّزت به من رجاحة العقل، وسداد الرأي، وطهارة النفس، وعفة السلوك.
كانت تعطف على الجميع، وتبذل مالها وثروتها في مشاريع الخير..
خطبها أشراف قريش وساداتهم لكنها رفضت الجميع..!!!
لما رأت خديجة من كرامات الرسول قالت له: « يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك، ووسطتك في قومك وأمانتك، وحسن خلقك وصدق حديثك...»
فتزوجت من محمد اليتيم.. فنالت العز والفخر..
خديجة أول النساء المسلمات.. أول المُصليات.. أول المُضحيات.
آمنت به وبنبوته، ونذرت نفسها ومالها وثروتها الطائلة من أجل الرسالة، وقد عبَّر عن ذلك حبيبنا محمد بقوله: « والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس...».
وقال أيضا:« ما قام الدين إلاّ باثنتين: سيف عليّ وأموال خديجة ».
خديجة تتحدى جبروت قريش، فتبحث عن النبي بعد أن تآمر عليه القوم..
ففي إحدى الحملات الوحشية لقريش انتشرت إشاعة اغتيال النبي الكريم- صلى الله عليه وآله وسلم- فهامت السيّدة خديجة عليها السلام على وجهها في الوديان والصحاري المحيطة بمكة بحثاً عن حبيبها، وكانت الدموع تنهمر على خديها، فما كان من جبريل إلا أن نزل على الرسول الأكرم وقال له: لقد ضجّت ملائكة السماء لبكاء خديجة عليها السلام، أُدعُها إليك وأبلغها سلامي وقل لها بأنّ ربّها يقرؤها السلام ويبشّرها بقصر في الجنة، لا صخب فيه ولا نصب.
قال نبينا الأقدس:« بطن خديجة وعاءٌ للامامة ».
هذه ومضة من سيرة السيدة خديجة الكبرى، التي كانت مثالاً رائعاً للإنسان الكامل.
السيدة خديجة نموذج المرأة.. نصرت الحق يوم حاربه القوم.
خديجة يا خير المضحّين
يا من بُني الإسلام بأموالها، يا من ضحّت براحتها لأجل النبي المرسل زوجها، يا خيرَ والدة لفاطمة خير أمّ لأبيها، يا من اجتمعت خير النساء لأجل وضعها لسيدة نساء العالمين، يا من لجأ لها النبي من إعراض المستهزئين، خديجة يا خير المضحّين، خديجة يا خير النساء حين اختاركِ المصطفى للزواج بكِ، جدتِ بكل ما تملكين، أموالكِ، راحتكِ، نفسكِ، لأجل الرسالة ونبيّها، فبفقدكِ اليوم نواسي زوجكِ المبعوث رحمة للعالمين، وآله الغرّ الميامين، لاسيّما بقيّتهم منقذ المظلومين ومبير الظالمين، المهدي اليقين، والأمة الإسلامية جمعاء، والعلماء العاملين، وفي مقدّمتهم سيّد المحققين الصرخي المجاهد لأجل الدين.
https://d.top4top.net/p_8754hja21.jpg
التعليقات (0)