انطلقت اغلب التحليلات في تشخيص مشكلة المرأة في ثقافة العرب والمسلمين من منطلقات نفسية عميقة غير سوية وعواطف شهوانية لا عقلانية ونزعات تكاد تكون نابعة من ميول جنسية لا شعورية .! فهي الانثى فقط.!! في حين يفترض ان تعالج مشكلة المرأة باعتبارها انسان! و فرد في مجتمع فهي مع الرجل تشكل البناء الاجتماعي المأمول لأن مشكلة المرأة بساطة ليست مشكلة منفردة عن مشكلة الرجل لأنهما معا يشكلان مشكلة واحدة وهي مشكلة الفرد في المجتمع !وهكذا عولجت مشكلة المرأة من دوافع جنسية متحيزة اوتسلط ذكوري لافت وفقه جاهلي مقيت لا من منطلقات تحليلية علمية منصفة ولااجتماعية عادلة ولا انسانية حقيقية.!
فالفريق الاول: يحلل مشكلة المرأة هي في انغلاقها على ذاتها وبقائها بين اربعة جدران والحل وفق منظورهم هو بالخروج من هذا النفق المظلم في زينة فاتنة وحرية متبرجة بلا قيود ! ومامن شك ان مثل هكذا اصوات تريح المنادين بحرية المرأة لأنها ببساطة توقض غرائزهم المكبوتة وترضي شهواتهم المختبئة و فحولتهم المتربصة..! وبتالي لاتعالج تلك الاصوات ولا هذا الفريق مشكلة المرأة في الثقافة الاسلامية والعربية بشكل دقيق وعادل ومجرد لأن منطلقاتها اصلا خطأ.!
والفريق الثاني: يرى ان حل مشكلة المرأة هي في ابعادها عن المجتمع وبقائها في سجنها التقليدي المعروف وهذه المنطلقات في التشخيص ايضا تخفي ورائها بعدا جنسيا لا شعوريا وهنا قد يستغرب القارئ فيقول حيرتنا اذا اطلقنا حرية المراه قلت هذا بدوافع جنسية لا شعورية واذا سجناها قلت هذا بدوافع جنسية لاشعورية ايضا.؟ وهنا اقول ان هذا الاستغراب لايلبث ان يزول حينما نعلم ان مبرراتهم التي يتعللون بها من الحفاض على المرأة او على الاخلاق هو الخوف على الانثى من ان يشاركه فيها غيره واذن هو يدافع عن انثاه وغريزة السيطرة والتملك وهنا يظهر مغزى التمسك بالانثى فالغريزة هنا بالحقيقة تكلمت بلسان اخر وهنا يضهر جليا ذالك الاعتبار الجنسي في تفكير اولئك المحافظين وطريقة تفكيرهم..! وآليات تشخيصهم للمشكلة ووهي كما ترى مرة اخرى طريقة خاطئه في تحليل ومحاولة تفكيك مشكلة المرأة..!
وهكذا نرى ان كلا الفريقين كانت نقطة الانطلاق واحدة من ذات الصفارة من خط واحد ويشتركون في ذات المارثون ولكن كل واحد بعد ذالك سارا بطريقين مختلفيين
كلا الفريقين يصدر رايه عن اعتبار واحد ومنطلق واحد هو الغريزة غريزة الفحولة, غريزة التسلط ,غريزة التملك ,غريزة الذكورة ,غريزة الرجولة ,غريزة الجنس ..! ولاامل لنا - للاسف – ان نجد في آرائهما حل لمشكلة المرأة ..!
وحري بنا هنا ان نستبعد من دائرة البحث تلك الاقاويل التى تدعو للتحرر المنفلت او الاستعباد المنغلق التي يقولونها عن المراة والتي تكون بدوافع وعواطف ورغبات وشهوات وميول ونزعات يشتركون فيها مع باقي مخلوقات الله التي تمشي على اربع ثم بعد ذالك يصنفون انفسهم بانهم ذادة عن حقوق المراة وقادة في تحريرها اواولئك الصنف الذين يحتكرونها في سجنها فيفقدونها وضيفتها الاجتماعية كعنصر فعال في صناعة الحضارة يمثل النصف اللطيف منه.!
وليس بمجد ولا رجولة ان نعقد مقارنة بين الرجل والمراة ثم نخرج بنتائج تشير الى قيمة المراة في المجتمع او انها اكبر او اصغر من قيمة الرجل او مساوية له فهذه الاحكام بالحقيقة ليست سوى تغبيش للصورة وافتتاء على حقيقة الامر وافتراء على الحقيقة التي نبحث عنها..!
واذن لتكون منطلقاتنا في حل المشكلة صحيحة وتؤدي الى نتائج سليمة يجب تصفية المشكلة من تلك النزعات والرغبات والشهوات ويكون المنطلق الاساس هو مصلحة المجتمع لأن المرأة والرجل يكونان معا الفرد في المجتمع الكبير وهما معا قطبا الانسانية ولا معنى لأحدهما من غير الاخر..!
وان نبتعد عن تلك الاناشيد الشعرية التى تدعو الى تحرير المرأه شكلا وصورة وجسد وملبس من غير اخذ الاعتبار بتلك الاسس الثقافية والفكرية والمجتمعية.! فالمشكلة ليست مخصوصة بالجنس اللطيف او الناعم بل – وهو- الاهم كونها قطب ومكون رئيسي في تقدم المجتمع ومن ثم تحديد مستقبله وصولا الى بناء حضارته..!
وان تكون الدوافع لحل مشكلة المرأة ليست مصلحة المرأه وحدها بل الدافع الرئيسي هو- الاستفادة - منها في رفع مستوى المرأة ذاتها كسبب لرفع النظام الاجتماعي ككل وليس بمنظور اناني انثوي فقط.!
ولقد نعلم انه يضيق صدر بعض ذوي الاذواق الرقيقة فيقول ان مثل هكذا مواقف سيذيب المرأه في المجتمع.!
وهنا نسجل :ان اعطاء حقوق المرأه على حساب المجتمع خطأ فادح لأن معناه ببساطة تدهور المجتمع وهو بالنهاية تدهورها هي ايضا كمحصلة نهائية .! أليست هي عضوا فيه كنتيجة , واذن القضية ليست قضية فرد مع تقديرنا العالي للمرأه بل هي قضية مجتمع.! فرفع النسيج الاجتماعي للمجتمع والثقافه الجمعية للمجتمع قبل المرأة لا بعدها .! وهو طبعا قبل الرجل لا بعده والاثنان كل منهما يكون فردا وظيفته هو خدمة المجتمع والنهوض به..! وهو بالنهاية رفعة وتقدم ونهضة وحضارة للاثنين معا .!
يعتقد البعض ان مشكلة المرأة تحل ببساطة اذا لبست الجلباب وتوارت بالحجاب كما تخطأ النساء ايضا اذا اعتقدن انهن بتقليدهن لنساء الغرب او لزمن غرزهن تكون حلت مشكلتهن ايضا لأنهن بهذا يكن على درجة عالية من البساطة..! لانريد ان تصل اليه نسائنا وبناتنا واخواتنا وامهاتنا كيف لا وعيوننا تتكحل بهن في كل ساعة وتصافحهن قلوبنا في البيت و الشارع و العمل.! كما ان مشكلة المراة هي مشكلة انسانية يتوقف على حلها تقدم المدنية .!
اذن لا يكون حل المشكلة بمجرد التقليد الظاهري لأفعال المراة الاوربية دون ان ننظر الى الاسس التي بنت عليها المراة الاوربية مسلك سيرها حيث شقت طريقها.!
وهنا نسأل السؤال الكبير:
هل نعتبر ان المراة الغربية انموذجا تحتذي به نسائنا..؟
هل من المفيد اصلا للمراة المسلمة ان نجعلها في مركز تشبه فية اختها الاوربية؟ حيث ينظر المجددون ودعاة الحرية الى المراة الاجنبية كونها الانموذج حيث يريدونها ان تنتقل من متحجبة الى سافرة , من متخلفة جاهلة الى متعلمة تقرا الصحف,من عاطلة في البيت الى عاملة في المصنع !
والجواب : ان الانتقالات السابقة التي يدعو لها منشدوحريةالمرأة ومساواتها هذه الانتقالات من .. الى... هي بالحقيقة انتقالات اشبه ما تكون بالانتقال من حالة الى حالة اخرى وهو بالحقيقة عقد المشكلة ولم يحلها والمشكلة الاساسية مازالت قائمة لم تحل والمجددون هنا اضافوا مشكلة ثانية بدل المشكلة الواحدة واليك الدليل:
1-حال المرأة الغربية ليس بحال يحسد عليها لأنها بالنهاية ظهرت بمظهرسافرلدرجة انه لا يخاطب في نفس الرجل الا اثارة غرائزه الفحولية وميوله الذكوريه واستفزاز عنيف يهز شهواته هزا , ويوقظ بقوة ماردا لطالما اراد ان يستكين وينفلت من الرجل وحشا ظاريا لطالما ارد ان يكبله, فينحدر مسرعا بلا عقل متجردا من انسانيتة الى حضيض الرذيلة ومستوى متدني يساوي المخلوقات التي تمشي على اربع.! وهذا اضاف اخطار جديدة على المراة ومشاكل عويصة على المجتمع كنا نود لو بقي المجتمع بمنجاة منها.! على ان لايفهم خطأ اننا ندعو لعدم خروج المرأة بل نريدها ان تخرج كسيدة محترمة وتؤدي دورها كأنسان ولا نريدها ان تخرج سافرة تؤدي بزيها الفاضح دور المومسات فتوحي وكأنها سلعة رخيصة لمن يشتري.! حمى الله بناتنا ونسائنا.! لانريد ان نغلق المجتمع خوفا من ترهات سخيفة وموانع اسخف تغلف بأغلفة شرعية دينية من قبل المؤسسات الدينية التي تلبس الحق بالباطل من مثل سد الذرائع و وبغض النظركوننا نتفق او نختلف مع القاعدة التى تقول ب ( سد الذريعة المفضية للفساد ) ، لكن الملاحظ كثيرا أن كثيرين من المفتين يغفلون عن التفريق بين ( المفسدة التي يمكن إزالتها ) و ( المفسدة التي لا يمكن إزالتها ) حينما يفتون بناء على قاعدة ( سد الذرائع ) ، وهو تفريق مهم جدا ؛ لأن تفعيل قاعدة ( سد الذريعة المفضية للفساد ) دون مراعاة هذا التفريق يجعل كثيرا من الأمور الجائزة محرمة ، وهذا ما يعسر على الأمة أمورها.! او عدم التفريق بين المفسدة المتوهمة التي قد لاتتحقق او المفسدة المتحققة او المتوقعة وطرق علاجها وهو الذي ندعو اليه حتى يستمر المجتمع بالنمو والتقدم والانفتاح وليس التكلس والجمود والتخوف من كل جديد وتكبيل المجتمع بسلاسل غليظة من قواعد فقهية ليست بمحلها ..! هذا ان كانت مطابقة للوقائع او صحيحة اصلا وخذ من تحريم قيادة المرأة السعودية مثلا فلو قالو لنا اننا نمنع بقوانين الدولة لكانت مسألة قانونية لها حل لكن عندما يقال لنا ان قيادة المرأة حرام لأنها ذريعة للفساد ولأن الدين لايقبل بهذا.! ولأن التي تقود السيارة تخالف الله عزوجل ورسوله الكريم ص وربما دخلت جهنم خالدة فيها فمن حق النساء اذن في السعودية ان تطبق فتوى المؤسسة الدينية هناك بأرضاع الكبير لزملأهن في العمل ..! ومن حقنا ايضا ان نقول للقائمين على المؤسسة الدينية هناك اذن اقطعو ذكوركم لأنها قد تكون ذريعة للفساد...!!! على ان لايفهم خطأ انني اهاجم او احارب الدين معاذ الله ولكني عدو شرس للمؤسسات الدينية التي تحتكر فهم الدين وتشرعن الاستبداد وتطوع الجماهير لكي تختار العبودية والاستبداد والعار والا غضب عليها الجبار..! .
2-ظهور مشكلة النسل في البلاد الاوربية ووصولها الى حد يدعو للرثاء
3-فقدت المراة الاوربية تنظيمها الاجتماعي فأختل نسيج المجتمع انعكس على المراة سلبا
4-انمحت معاني التقديس للعلاقات الجنسية فبدلا من ان يكون – وسيلة - لبناء مجتمع انساني واسري عالي انحدر ليكون - غاية وهدف - بذاته وتسلية للنفوس المتعطلة ثم شذوذ
5- فقدت المراة الاوربية وظيفتها من حيث هي وسيلة لحفظ الاسرة وبقاء المجتمع
6-مشكلة الزي والازياء: فالزي الذي تختارة المراة لنفسها يحدد ماهية المهمة والدور الذي تريد المراة تمثيلة في المجتمع وتمثله فعلا فيه..! كما يحدد ايظا تلك الرسائل المباشرة وغير المباشرة في دعوات موائد الجنس .! فبدل الزي المحترم الذي يستر انوثتها مع سرها المكتوم بعيدا عن الايادي تتفنن هي في ابرازه للجميع وبذالك تفقد المراة حيثيتها كونها سيدة جديرة بكل احترام تمثل الرقة والادب في المجتمع .
هذه الازياء الفاتنة لاتعبر عن ( معنى الانوثة ) للاسف بل تعبير صارخ عن (عورة الانثى )وهو يؤكد المعنى الجسدي الذي يتمسك به مجتمع سادة الغرام باللذة العاجلة..! ألا ياايتها القوارير رفقا بالرجال..! وهونا بالفحولة..!
7-مشكلة العمل :المجتمع الغربي قذف بالمراة الى اتون المصنع او المكتب وقال لها (عليك ان تاكلي من عرق جبينك) في بيئة مليئة بالاخطار على اخلاقها مع ازياء مستفزة للرغبة فتركت في حرية مشؤمة لم تنفع نفسها ولم تنفع المجتمع ففدت الشعور بالعاطفة نحو الاسرة وهي منبع ومخزون ومستودع العواطف الانسانية فاصبحت بما القي عليها من متاعب العمل صورة مشوهة للرجل دون ان تبقى امراة..! وهنا لا يفهم خطأ اننا ضد عمل المرأة.. كلا ولكن العمل الذي يليق بالمرأة بالوقت الذي يليق بالمرأة بالمكان الذي يليق بالمرأة وايضا والاهم بالزي الذي يليق بالمرأة كونها انسان !
(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) والغاية من اللباس كما ترين يا أخية هي لستر السوءه وليس لأضهارها والاهم لباس العزة والبناء والحضارة وهو لباس التقوى وذالك خير فهل تتذكرن..؟
وتلك أمنا حواء عندما بدت سوئتها مع ابونا ادم (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ) ذهبت مسرعة لكي تخصف على سوئتها ورق الجنه, أ أفتخصفُ اُمك ِ ورق الجنة لتغطي عورتها وانت ِ ترفعينها...!!!!
وعلى الطرف الاخر نرى امرأتنا المسلمة تلبس النقاب وتبالغ فية وتسرف في ستر جسدها بشكل شاذ حيث تعبر وتعكس ثقافة المجتمع العربي وميلة نحو الركود والجمود والتخلف وهي بهذا تعبر عما يراود ثقافة المجتمع من الميل النفسي نحو الرياء حينا او النفاق حينا اخرى.!
وهنا اسال اذا اختارت المراة المسلمة ان تحتذي بالمراة الغربية فهل يرضيها ان تصل الى ماوصلت اليه.؟ لانريد من المراة المسلمة ان تسير في طريق لاتعرف نهايته ولا تدرك غايتة ولا تعرف هدفها .! تسير هكذا مع السائريين مستسلمتا للحوادث والايام ومسايرة للظروف لأن هذا ليس حلا لمشكلتها ولا للمشاكل الاجتماعية بل الحل هو في صناعة الحدث بدلا من الاسستسلام له وتسيير الظرف بدلا من مسايرتها له
وهكذا نحن بين مصيبتين مصيبة التفريط ومصيبة الافراط.! في حين كان الاجدى ان توضع المراة بدلا من المصيبتيين في مجال تؤدي فية دورا تكون فيه خادمة للحضارة وملهمة لذوق الجمال وروح الاخلاق وتؤدي دورها ايضا كأم او زوجة وقبل ذالك دورها كفرد وانسان في مجتمع.!
نريد من المراة ذالك الحضورالواضح المحس البين في البناء الحضاري والنهضة.! وهي ان لم تفعل ذالك ولم تدرك احداث المجتمع ولا تطوراته ولا تشارك فيه سوف تفقد اخر حصونها- حتى في بيتها- وليس في مجتمعها فحسب الى امراة اخرى .! ولا شك ان هذا الانكماش في الحضور الاجتماعي يكون على حساب دخول المراة الغربية حيث بدأت بالفعل تضع طابعها في حياتنا فعلا حيث بدأ الشباب العربي يجعل المراة الغربية انموذجا ومثلا في خيال الشباب الشعري فهي التي تقوده من حيث لاتشعر هي الى توجيه حيثيات الجمال وتاسيس مثله الاخلاقي وانغمست بعيدا في الاشعورللشباب ووجهت كل الاستعدادات الخفية في الرجل اليها فخضع الرجل عندنا لسلطان المراة الغربية من حيث لا يشعر.! على حساب تقزم وانكماش حضور المراة المسلمة في وجدان وضميرالشباب الغربي فكانت النتيجة الطبيعية هي زواج الشباب من النساء الغربيات على حساب جيوش العوانس العربيات عندنا اضافة الى الكم الهائل من العقد الاجتماعية والعراقيل والمطبات المادية التى تقف كجدار صلب لا يكسر بوجه تطلعات الشباب الذي يريد امراة قوية حاضرة فيه تملأ عواطفه وعينه .! على ان لاتتذرع شاباتنا ونسائنا كما هي العادة بشماعات تعليق المشاكل على الرجل وقذف المشكلة الى الخارج الى الرجل فتجعل منه علاقة وشماعة تعلق عليه ضعفها فترمي المشكلة علىه ا لتنئى بنفسها عن الفشل الاجتماعي فتقول لنا ان عيون الرجال زايغة وتنسى وتتناسى ان تسأل نفسها لماذا تزوغ اعين الرجال هنا وهناك...؟ والجواب الذي لا اتوقع ان يقنع شاباتنا ولن يرضي تطلعاتها هو انها لم تستطع بل لم تريد وربما لم تحاول ان تزيغ اعين الرجل اليها هي.؟ اكتفت ان تشحذ مكامنها وطاقاتها مرة واحدة يتيمة لأصطياد الرجل حتى اذا وقع في الفخ واحاطت به خطيئته رقص رقصة المذبوح محاولا الخروج من الشِباك والشبكة قالت له:
ءآلأن وقد علقت بك مخالبنا ترجو النجاة.؟... ولات حين مناص.!
وهنا اسجل: من الواضح ان المراة الغربية لاتتمتع بهذه الميزة الا لأن المراة العربية عندنا لا تقوم بدورها كما ينبغي...................... احيانا.ً!
هذه المشكلة ذكرتني بشاب محترم اسمه حبيب الذي كان يصر على ان لايتزوج بأمرأة عربية ولو علق بالمشانق ورمي بالرصاص وعذب حتى الموت حتى ان والده عشمني خيرا في ان اتدخل علني اغير رأيه خصوصا وان هناك شابه من شرق اوربا لاحت بأفق حبيب وبمحيطه العاطفي اسرت فوأده واحتلت عقله بجدارة حتى فاتح ابوية بالزواج منها وبكل ثقة, التقيت بحبيب فسألته عن السبب فقال لي ان المرأة العربية لا تلبي طموحاته الكبيرة علما انه شاب وسيم وناجح في حياته يجيد عدة لغات ولدية امكانيات مادية ربما يحسد عليها فقلت له كيف ولماذا قال لي كانت له تجارب مع شابات عربيات للدخول معهن في زواج فعلي لكنه كان يفاجأ في كل مرة مدى الفارق بينه وبين الشابه التي كان يريد الزواج منها وان بدت له انها متعلمة ومن اسرة منفتحة حيث تحجر نفسها بعقد اجتماعية وتكلس نفسها بتكلسات بدائية وكأنها خرجت للتو من الكهف ولاتستطيع ان تنظر ابعد من قدميها وانها تعاني كثيرا وتطلب كثيرا وتشتكي اكثرولديها مشاكل نفسية عريضة وتكبل نفسها بثقافة لاتلبي طموحاته لا كرجل ولا كفحل ولا كذكر ولا كأنسان..! وانه وجد في تلك الشابة الاوربية ضالته كونها انسانة ترضي رجولته وانثى تلبي ذكوريته..! ثم اخبرني ايضا انه اضافة الى ثقافة الضعف التي قوقعت المرأه العربية فيها فلا تريد الخروج منها فاجئني ايضا بالعقد الاجتماعية الكبيرة والعديدة التي تصاحب موضوع الزواج والعادات التي هي اقرب الى البداوة..! اوتتحول فيها الشابه الى سلعة يفاوض عليها اهل الشابه او مزاد علني لمن يدفع الاعلى سعراً..! بالحقيقة داعب حبيب هذا حديثا كنت احدث به نفسي حول مشكلة المرأة وابعادها الاجتماعية وفاجئني بهذا التشخيص وبهذا الوضوح خصوصا انه عقد قرانه عليها قبل اسابيع وربما سيتزوج خلال الاسابيع القادمة منها..! ضاعت حيلي معه هباءأ منثورا بعدما اقنعني بمبرراته لأنني اجد لها صدى في ارض الواقع وبالحقيقة سأهدد من موقعي هذا فأقول للنساء : اذا لم تصحح المرأة العربية بوصلتها سأفكر أنا ايضا بالزواج من اوربية او امريكية وسأضم صوتي لصوت حبيب الذي كان حبيبا للمرأة الاوربية ولم يكن حبيبا للمرأة العربية..!
اذا نظرنا مثلا للمرأة الاوربية نجدها تكافح وتجتهد مثلها مثل الرجل وتشارك الرجل فعلياً في حمل اعباء الحياة ,اما نسائنا فيردن جميعا ان يكن اميرات او يتزوجن من أمراء وان يقدم لهن المن والسلوى على صوان من الفضة وهذا وضع لايستقيم ,حتى المثقفات الاتي كنت اعتمد عليهن ايضا خذلنني,كنت احمل البيارق والافتات في مظاهرة كبيرة حول مسألة المراة , وفجأ نظرت ورائي فلم اجد ايا منهن ..؟ هربن الى حياة الدعة والكسل وهذا سبب تسلط الرجل لأنها متمسكة بوضعها الضعيف وشهيتها للركود والتكلس وقابليتها للاستعمار.! الثورة ياسيدتي تؤخذ ولا تعطى , اريد ان اقول للنساء : لاتنتظرن ان يعطيكن الرجل شيئا من حقوقكن ..! الرجل يأخذ ويريد ان يحتفظ باقطاعه التاريخي وبمكاسبه و........ وغنائمه و.....جواريه...!!!
واخيرا ارجو ان تتذكر المرأة العربية عندنا مقطع لأم كلثوم – المرأة - عندما غنت (سلو قلبي) لرائعة احمد شوقي - الرجل - هذا المزيج الرائع بين الرجل والمرأة جمع بين الشعر الغزلي المقارب للتصوف,, والسياسي المتصف بالوطنية ,, والديني المتخذ من مدح الرسول ص مدخلاً..! تقول ام كلثوم فيها :
وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابَ
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابَ
أبا الزهراء قد جاوزت قدرى بمدحك بيد أن لى انتسابَ
هذا الاندماج والمزيج والتناسق والجمال بين الرجل والمرأة أنتج هذه الاغنية الرائعة فمتى ستغني المرأة مع الرجل سمفونية الحياة في البناء والنهضة والحضارة ..؟؟؟؟
هذا الابداع جعل من صحيفة ال" جارديان" البريطانية، حيث نشرت في سنة 2011 قائمة وضعها النقاد لأهم 50 حدثا في تاريخ الموسيقى العالمية. وفي المرتبة العاشرة من هذه القائمة، جاء غناء ام كلثوم لقصيدة "سلوا قلبي".......! الحقيقة ان ام كلثوم غنتها عام 1945. وعندما اندلعت الثورة، ومنعت اغانيها من الاذاعة، قال عبدالناصر متسائلا: ما هذا، هل هؤلاء مجانين.....؟ هل تريدون ان تنقلب مصر علينا......؟"
فمتى المرأة ستخيف الطغاة وتقلب الطاولة على الاستبداد اذا كانت تغني شخبط شخابيط ...! او... رجب : حوش صاحبك عني..؟؟؟؟
مدونة حرر عقلك
التعليقات (0)