بقلم :: احمد الملا
المذهب التجريبي هو مذهب يؤمن بأن التجربة الحسية هي أساس المعرفة، والتجربة هي المقياس الاول في التفكير البشري، فلا يؤمن أتباع هذا المذهب بأي شيء حتى يخضعوه للتجربة، مثلا لا يؤمنون بوجود البكتيريا إلا بعد إجراء تجربة تؤيد وجود البكتيريا، وعلى هذا الأساس ألغوا دور العقل والمنطق العقلي من التفكير وقدموا التجربة عليه!!!...
وهذا الأمر – أي إلغاء دور العقل – نجده أيضًا عند أتباع المنهج التيمي بصورة عامة، فهم يتعاملون مع النصوص النقلية ويقدمونها على العقل حتى وإن كانت مخالفة له، وفي هذا الأمر شواهد عدة فمثلًا ابن تيمية يقول بإمكانية رؤية الله تعالى وصحح حديث عكرمة – حديث الشاب الأمرد – وقال يمكن رؤية الله تعالى في المنام وفي عالم الآخرة، وهنا قدم نص نقلي على الإدراك العقلي للمفهوم الإلهي، وخلال هذا التصحيح بين أو نوه بشكل غير مباشر إلى أمكانية رؤية الله تعالى بعالم الدنيا برؤية عين، وهذا الأمر فصله وبينه وأوضحه المحقق الصرخي في سلسلة محاضرات ( وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الإسطوري ) ....
فتشابه المذهب التجريبي مع المذهب التيمي في إنكار دور العقل وإهماله، لكن غفل هؤلاء عن أمر مهم وهو إن المنطق العقلي هو الأساس في كل شيء، فإبن تيمية مثلا عندما قدم النصوص النقلية على العقل وراح يسهب في التوضيح والشرح وحتى عندما قال بأن حديث عكرمة صحيح هو كان يخاطب عقول الناس حتى تصدق وتعتقد بهذا الحديث، فكيف لإنسان أن يعتقد بشيء أو يصدق به بدون أن يعرض هذا الأمر على عقله ولهذا لجأ ابن تيمية إلى إسلوب التشويش والتدليس مع الإسهاب في الشرح والحشو حتى يقنع الناس بما يريد، والقناعة لا تتم إلا من خلال العقل فإن كان ما يطرحه من فكرة توافق العقل قبل بها وإن كانت لا توافق العقل أنكرها الإنسان...
وكذا الحال بالنسبة للمذهب التجريبي، فعندما تخضع أي شيء للتجربة فإن هذه التجربة وضعت بالأساس حتى توافق العقل، فالعقل وكما يقول المحقق الصرخي في كتابه ( فلسفتنا - بإسلوب وبيان واضح ) وهو يوضح طريقة الإستدلال المنطقي، حيث يقول سماحته ((... الاستدلال على المنطق العقلي القائل بصحة الطريقة العقلية في التفكير ..وان العقل بما يملك من معارف ضرورية فوق التجربة , هو المقياس الاول في التفكير البشري ولا يمكن ان توجد فكرة فلسفية او علمية دون اخضاعها لهذا المقياس العام ، وحتى التجربة التي يزعم التجريبيون انها المقياس الاول ليس في الحقيقة الا اداة لتطبيق المقياس العقلي , ولا غنى للنظرية التجريبية عن الرصيد العقلي . )) .... إنتهى الإقتباس من كلام المحقق الصرخي ...
وهنا أصبح واضح لدينا كيف إن العقل والمنطق العقلي هو الأساس في كل المعارف الإنسانية وهو المقياس الأول في التفكير البشري ....
وهنا أضع بين يديَ القارىء الكريم بعض بحوث سماحة المحقق الصرخي الحسني التي تخص ما ذكرناه أعلاه وأدعوا القارىء للإطلاع عليها حتى تكون الصورة واضحة وجلية لديه وهي تشمل :
1-كتاب ( فلسفتنا بإسلوب وبيان واضح ) وهو كتاب فيه بيان وتوجيه لما جاء في بحوث فلسفتنا للسيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره – من خلال الرابط التالي :
2- سلسلة البحوث التي ألقاها المحقق الصرخي في الرد على الفكر التيمي لما فيها من كشف لخرافة وأسطوره هذا الفكر وضحالته وهذه البحوث هي : سلسلة محاضرات : الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول - صلى الله عليه واله وسلم- ....
https://www.youtube.com/playlist?list=PL3USICgEwZUFb_U942_WwoAkTkkOyYSbi
سلسلة محاضرات : وقفات مع....توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ...
https://www.youtube.com/playlist?list=PL3USICgEwZUG7Far7p9erSJBZPZtGDKzc
التعليقات (0)