مواضيع اليوم

المدونون العرب يغيرون المشهد الاعلامي

السياسة تشغل المدونات العربية في مصر والسعودية وسوريا التي يقبع في زنازينها خمسة من المدونين

فتح الانترنت منذ انطلاقه قبل عشرين عاماً نوافذ شاسعة أمام تعدد الاراء والتعبير بحرية عن الذات بطريقة لم يشهدها العالم من قبل.

وركز تقرير نشرته صحيفة "ذي ناشونول" التي تصدر في أبوظبي باللغة الانكليزية الاثنين على الثقافة الجديدة التي يؤسس لها المدونون العرب في صفحاتهم على الانترنت.

وذكر التقرير ان المدونات العربية "فتحت عين الانترنت" على نوع جديد من الثقافة وغيرت وسائل الاعلام الاخبارية، إضافة الى الدراسات السياسية والاكاديمية.

واستفاد المدونون العرب من الانترنت أكثر من غيرهم عبر اطلاق الافكار بلغات متفاوتة المستوى ونقد الاوضاع السائدة في بلدانهم، إضافة الى التعبير الحر عن ذواتهم في مفكرات يومية متاحة للمتصفحين.

واشار تقرير صحيفة "ذي ناشونول" الى دراسة أنجزها "مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع" التابع لجامعة هارفارد الأميركية حول خارطة التدوين العربي.

وهدفت الدراسة إلى التعرف على الموضوعات التي تتعامل معها المدونات العربية في منطقة الشرق الأوسط، ومدى علاقتها بقضايا المنطقة السياسية والدينية والثقافية والإعلامية والشئون الدولية، وغطت الدراسة حوالي 35 ألف مدونة، حيث استعان المركز بمجموعة من الباحثين العرب لرصد المدونات.

وصنفت الدراسة المدونات حسب الدول، فوجدت أن مصر تأتي في مقدمة عدد المدونات، وخاصة مدوني جماعة الأخوان المسلمين، وتأتي السعودية في المركز الثاني حيث يهتم المدونون السعوديون بالتكنولوجيا وتطبيقاتها، ثم العراقيون وينصب اهتمامهم على الولايات المتحدة والقضايا الدولية، ثم السوريون وأخيراً المغاربة.

وفندت الدراسة الاعتقاد السائد أن الانترنت يعد منبراً مهماً للتنظيمات الإرهابية.

فالمدونون العرب منشغلون بموضوعات أخرى يعتبرونها أكثر أهمية كنقد الحكومات العربية والقضايا الأسرية والعاطفية ومشاكل الحب والعائلة، اما الذين يؤيدون الارهاب فاقل من واحد بالمئة ومع ذلك لا تخلو المدونات العربية من التسييس وخصوصا في مصر حيث النسبة الاكبر من المدونات وكذلك في سوريا حيث يقبع في الزنازين السورية خمسة من المدونين والامر ذاته بالنسبة للسعودية حسب منظمة مراسلين بلا حدود، حيث نسبة النساء هي الأعلى في التدوين. وقال بروس إيتلينغ، وهو أحد القائمين على الدراسة "نحن أنفسنا أصبنا بالدهشة لعدم وجود مدونات تدعم الإرهاب والجهاد".

وأكثر الموضوعات تداولا في المدونات العربية تتعلق بالحب والعمل والعائلة، وفي المقام الثاني تأتي السياسة الوطنية، ويتقدم هذا الجانب النقد الموجه إلى الزعماء والرؤساء العرب.

لكن المواقف النقدية تكلف بعض المدونين العرب غالياً، ففي مصر والسعودية تكررت حالات اعتقال المدونين. وفي السجون السورية وحدها يقبع خمسة معارضين من الذين يكتبون مقالاتهم على الإنترنت، وفق بيانات منظمة "مراسلون بلا حدود". ولدى المنظمة، التي تنشط في دعم حرية الصحافة عالمياً، قائمة سوداء "لأعداء الإنترنت" مكونة من اثني عشر بلداً، أربعة منها دول عربية. كما تعتبر إيران أحد الدول المدرجة على قائمة المنظمة.

وكشفت الدراسة أن المدونين السعوديين يختلفون عن غيرهم من المدونين العرب، ففي استثناء نادر في المدونات العربية، يزيد عدد النساء السعوديات المدونات عن عدد المدونين الرجال، ويستخدم المدونون السعوديون أكثر من غيرهم أسلوب اليوميات في كتابة مدوناتهم، أما الموضوع الأكثر اهتماما في المدونات السعودية فهو التكنولوجيا وتطبيقاتها، حيث يتفوقون في هذا على بقية الدول العربية، بينما يقل اهتمام المدونين السعوديين بالسياسة، سواء بالتأييد أو النقد، أما عن المدونين من الأقليات والأجانب فهم قلة.

وكشفت الدراسة أن معظم المدونات العربية ذات طابع شخصي، تتخذ أسلوب الملاحظة وكتابة اليوميات، وعندما يكتب المدونون عن السياسة يهتمون بقضايا داخلية تخص دولهم، لكنهم قليلاً ما يوجهون النقد لحكامهم، كما يقل إهتماهم بقادة الدول الأخرى، إذ تأتي رؤيتهم لهؤلاء القادة في الغالب سلبية.

ويهتم المدونون العرب بالأخبار المحلية سواء السياسية أو القضايا الحياتية، وتعد قضية فلسطين هي الاستثناء الوحيد، حيث تنتشر في كل مدونات الدول العربية تقريباً، وربما كانت الحرب على غزة أحد العوامل التي قادت لهذا، حيث جرت الدراسة أثناء الحرب على غزة.

ويتناول المدونون الدين بشكل شخصي بعيداً عن الإسلام السياسي، وقضايا حقوق الإنسان حيث يكثر النقد لثقافة الغرب وقيمه، والمدونون العرب يستنكرون الإرهاب بشدة، وهي أحدى النتائج الإيجابية التي كشفت عنها الدراسة، ولا يهتم المدونون العرب بالحديث عن الولايات المتحدة كثيراً، لكنهم إن تناولوها فهم دائمي النقد لها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !