المدونة فرصة للتعارف والود وليست للخصام

إن الموت آت والحساب لا يتبعه فرصة للإصلاح ولا الاستزادة في العبادة وإن يوما عند ربك كألف سنة مما يعدون ..ومهما تصورنا من شكل البرزخ وما يحدث فيه سواء كان بين الموت والقيامة ملايين السنين أو لحظة عابرة فبمجرد أن يموت الإنسان تقوم قيامته كما يقول البعض أو تتأخر القيامة كما يقول الآخرون فالنتيجة واحدة ..وكما يحدث للإنسان في النوم يحدث في البرزخ ولنتذكر أننا في نومنا نحلم بالجمال والحياة الرغدة والأشياء الجميلة تماما كما نحلم بالكوابيس والأحلام المزعجة وسواء كانت حياة البرزخ طويلة أو قصيرة وكانت الروضة من الجنة حقيقة أو حلم من الأحلام وكذلك حفرة النار كانت حقيقة أو كابوسا فلا فرق بين الحلم والحقيقة في هذه الحالة ولكن ما يجب أن ننشغل به فعلا أن يستقر في عقولنا دائما أن الرحيل مفاجئ دون عودة والسائل والحكم هو الله وليس واحدا نستعتبه أو نخفي عنه ما قدمت أيدينا فلماذا لا نبادر بالحسنة ونتباعد عن السيئة ؟ إن الموعظة لا تجدي مع الإعراض... والعبادة لا ترد أبدا إذا خلصت النية... وليس مثال البشر كمثال الله فالله يغفر لأنه خلق... والبشر لا يغفرون إلا إذا كانوا مؤمنين بأن الله خلقهم ليتعارفوا وليس ليتنابزوا ولا يتباغضوا ما دامت الأعمال تجري علي إرادته سبحانه.... والله جعل للمظلوم أن يرد الظلم بغير عدوان... وأن يرتد الظالم قبل أن يرديه الموت ويفقد الفرصة...لقد خلقنا الله لنكون إخوة متحابين ...وما ينبغي لنا أن نتخاصم ونتباغض ولم ير أحد منا الآخر... فكيف نجعل فرصة التلاقي في مدونة كهذه مسرحا للشقاق ؟ وهل نعتبر انعدام المدونة كان أفضل من جعلها مكانا للصراع بين من لم ير أحد منهم الآخر ؟