مواضيع اليوم

المدرسة الحضرمية … هل يمكن الاستفادة منها !!

رشيد القحص

2009-06-23 18:26:52

0

كتب : الاستاذ احمد سالم بلفقيه
تعتبر مدرسة حضرموت من المدارس الإسلامية المشهورة والمعروفة على مستوى المدارس الإسلامية في العالم السني منها والشيعي ,فمدرسة حضرموت نجدها ماضياً وحاضراً صارت ثقافة بكل عناصرها ومفهومها , فقد امتدت من عمان شرقا حتى باب المندب غربا وذلك كوحدة ارض مترابطة مع امتداداتها عبر البحر حيث القارة الإفريقية شرقها وجنوبها وكذلك من ناحية البحر العربي والمحيط الهندي حيث القارة الآسيوية جنوبها وصولاً حتى شرقها الأقصى حيث الجنوب الفلبيني الإسلامي
لو غصنا وتعمقنا قليلا في عمق المدرسة , أي المدرسة الحضرمية وتتبعنا أصولها ونشأتها نجد إن هذه المدرسة قد تأسست وتبلورت وتشكلت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في تريم مدينة حضرموت وحاضرتها:
:واقع حضرموت أبان مرحلة تأسيس دولة الخلافة
لقد بعث رسول الإسلام سيدنا محمد بن عبدا لله مبعوثه إلى حضرموت رسولا للإسلام والمسلمين ومعلما لهم الصحابي زياد أبن لبيد الأنصاري عاملاً له في حضرموت لدى الحضارمة فقط, وفي تريم , حيث كانت تريم تمثل حاضرة وعاصمة حضرموت حيث كانت تريم في تلك المرحلة أيضاً طريقاً وسطاً للتجارة البرية مع محدوديتها وقد اشتهرت تريم أيضاً بصناعة وغزل الخيوط حيث صنعت وغزلت بردة الرسول الأعظم البردة الخضراء والمشهورة بحضرميتها والتي تغطى بها سيدنا علي أبن أبي طالب ليلة الهجرة إلى المدينة , ومن تريم أيضاً أنطلق الصحابي زياد أبن لبيد إلا نصارى لمحاربة مانعي الزكاة بحضرموت (الحرب التي سبب إشعالها ناقة اسمها شذره أخذت عنوة لبيت مال الزكاة رافضين إبدالها بحكم العلاقة الحميمة بين مالكها وبين الناقة شذرة ) وفي الجانب الآخر بقيادة (الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي وقد وفد إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم ،بصحبة ستين رجلا من أعيان حضرموت وهو من ملوك كندة وقد مات بعد الإمام علي بن أبي طالب بأربعين ليلة وصلي عليه الإمام الحسن فكفاه فخرا لختام عاقبة) وقد كانت الحرب سجالا بينهما حتى جاء المدد من المدينة من الخليفة الأول سيدنا أبي بكر الصديق بقيادة عكرمة ابن أبي جهل في جيش مكون من أربعة ألف مقاتل , بدأ في ضرب كندة من أطراف مآرب حاسماً الصراع مروراً بأعالي حضرموت وصولاً إلى ضاحية تريم حيث حسمت الحرب وهزم الأشعث مع من معه من كندة , ( السكون والسكاسك والصدف .) في واقعة النجير بمدخل وادي مشطه شرق تريم , وأسر الأشعث مع قلة قليلة نجت من الإعدام وسبيت نسائهم وذهب بهم إلي المدينة وفي المدينة ,اعفي الخليفة الأول سيدنا أبي بكر عنهم , ولكن الأشعث أبن قيس أبى إلا أن يعقر كل ما وجده في سوق المدينة من الإنعام وأولم وليمة كبيرة لأهل المدينة ومن حضر أكراماً لمن كرمهم وافتداء له ومن معه , وقد صار ألأشعث فيما بعد زوجاً لأخت الخليفة الأول , وكذا من الأذرع الضاربة للخليفة الرابع سيدنا علي ابن أبي طالب خلال الصراع العلوي الأموي , وقد كان الأشعث بن قيس الكندي من أوائل الذين أسلموا من المسلمين الصحابة الحضارمة , وقد عقد بأخته كزوجة
للرسول سيدنا محمد بالمدينة , وقد تطرق الرواة إلي إن جدالاً قد نشب بين أنصار الصحابي أبن لبيد ومن حارب وآزره من الحضارمة وبين جيش عكرمة أبن أبي جهل القادم من المدينة حول الغنائم والتي قيل أنها لا تتجاوز أربعة آلاف من الإبل والأغنام ,وهذا دليل على محدودية الثروة , وفي عهد الفتوحات هاجرت من حضرموت فخائذ وقبائل كاملة , وأن دل هذا أنما يدل على كثرة وجود عناصر الطرد وانعدام وجود عناصر الجذب الاقتصادية والتي استمرت هذه العوامل موجودة حتى اكتشاف النفط قبيل الوحدة
التحول التاريخي لحضرموت وتشكيل المدرسة الدعوية الإسلامية
بعد مجيء السادة العلويين إلى حضرموت واتخاذ تريم مسكن لهم ومع استقرارهم واندماجهم بالمجتمع الحضرمي بدأت تتشكل وتتبلور بداية تكوين وتأسيس المدرسة الدعوية الإسلامية في حضرموت التي تحت قيادة ورعاية الأستاذ الفقيه المقدم (محمد بن علي بن علوي) الذي أتخذ الفروع من الشافعية والعقيدة أخذت من الأشاعرة مع الأخذ بعدم مخالفة السلف وترجيحهم , مع ميلهم نحو التصوف , وكان هذا في القرن السادس , حيث بدأ التكون النظري لمدرسة حضرموت , وبدأ بعد ذلك الانطلاقة الأولى لهذه المدرسة وبدأت أولى عناصر الجذب المدرسية لحضرموت (تريم ) حيث تم بناء المساجد حتى وصلت إلى ما وصلت من كم فاق الثلاثمائة والستين مسجداً وكانت المساجد صغيرة تكاد تكون في مجملها شبيهة بالمصليات , ولكنها كانت صغيرة في سعة حجمها كبيرة في عطائها , و كبيرة في أداء رسالتها الثقافية , حيث كانت المصليات والمساجد ليست دوراً للعبادة فقط بل أماكن للدراسة والتدريس العلمي والديني وقد برع الكثير في تلك العلوم , ونتيجة للكم الكبير المعروض من خريجي العلوم الفقهية والشرعية , (فلو افترضنا جدلاً أن كل مسجداً ومصلي قد تخرج منه فقيهاً أو عالماً واحداً في السنة فسيكون لدينا 360فقيهاً مخرجات التعليم السنوي ولو افترضنا أن عدد المساجد والمصليات نصف ما قيل من عدد فأن 180 كمخرجات للتعليم الديني الدعوي ليس بالعدد اليسير ) وهذه المدينة الصغيرة غير قادرة على استيعابهم ، فانتشروا في حضرموت حتى غطوها ومن حضرموت انطلقوا بثقافتهم حتى عمان شرقاً وغرباً وصولوا إلى عدن , حيث مسجد العيد روس المدرسة ولحج الوهط سائرين منها حتى باب المندب عابرين منه إلى البر الأفريقي وصولاً إلى جنوبها , وكذلك من ثغر شحر حضرموت إلى الهند , ومن الهند انطلقوا عباب البحر حتى الأرخبيل الاندونيسي والفلبيني ولو لا الفتنة الإرشادية العلوية , لوصلوا واكتسحوا الصين واليابان بثقافتنا ورسالتنا , ولكتبوا أهل الشرق الآسيوي بالحرف العربي ونطقوه , وأني وعلى يقين أن ما فعلوه المهاجرين الحضارمة في الشرق والجنوب الأفريقي وكذا في الجنوب والشرق الاقصي الآسيوي لا يخلوا من الأعجاز والإلهام والدافع الرباني , الإلهي وليس الحجة ومنطق الثقافة والقيم النبيلة , بل أن حضرموت قد وهبت بلاد المهجر الكثير من نخبتها ،(فحضرموت لا زالت طاردة لنخبتها ) ,هناك سؤال يطرح نفسه دائماً ، وقد يكون خاطئاً !! ألا وهو هل التجار الحضارمة هم الذين قاموا بنشر الرسالة والثقافة الإسلامية ؟ بقدر ما خبرته أن التاجر لا يحركه إلا حافز الكسب والربح , إلا أننا
نجده في التجار الحضارمة حالة أخرى , حيث إن المهاجرين كانوا على درجة من الثقافة الدينية مابين متوسطة اكتسبت ببلادهم وبلاد المهجر وعلماء متخصصة ما أن أستقر حالهم وحال تجارتهم حتى بدأ الدافع الكامن بالنشاط والعمل لليوم الآخروي , وأن دل ذلك فإنما يدل على إن التجار الحضارم كانت الحالة الأنتمائية للإسلام والثقافة الحضرمية بقدر الحالة الولائية و يتجلي ذلك من خلال الدور الفعال في تأسيس البناء الدعوى حيثما وجدوا
كيف نستطيع إلا ستفادة من تجربة مدرسة حضرموت في المهجر ؟
أولاً : بفضل الأجداد الأوائل قد نستطيع أن نحصد ما بذروه من عمل خير المقصود منه التقرب بها إلي الخالق وعملا لليوم الأخر ، فلو سخرنا أعمالهم ولا ضير في ذلك للأغراض التنموية أذا أجدنا الاستفادة والاستخدام الأمثل للوصول من خلال ذلك لتمتين أواصر العلاقات بين بلادنا وبلدان المهجر حيث الشعور بالانتماء لدى أجيال المهاجرين الحضارم قوي ومتين ونراه من خلال التشبث بأسماء الأسر والقبائل الحضرمية والتي بعضها قد انقرضوا من حضرموت ، وهذا قلما نجده في شعب من الشعوب تعيش كأقلية مع الاحتفاظ بخصوصية ما تحمله من أسماء أسرها لعدة أجيال وقرون
ثانياً : أن الفتنة التي حدثت بين العلويين والإرشاديين علينا أن نعتبر من خلالها , فنحن في حضرموت بحال شبيه بما قد حدث في بلاد المهجر الاندنوسي , فالفتنة عين الفتنة الإتيان بمدرسة جديدة وفرضها ، إنما عين الصواب العمل على تنقية المدرسة من الشوائب والتشذيب والتهذيب وتطويرها لمواكبة العلم ومستجدا ته بروح ومفهوم العصر وليس التفنن في استحداث المدارس والنحل لأغراض الاستحواذ ولبعض الأمور والمصالح التكتيكية دون العلم أن هذا ضرب في مفاصل أن لم يكن في مقتل وهذه شعوب ومصالحها في رقاب النخب ، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته أمام الله يوم يفر المرء ، فمن يحاول زرع مذهب بين أشياع مذهب هي الفتنه بذاتها وأن كان الغرض خلق توازن مذهبي لترجيح كفة هذا على ذاك أو العكس وفق الحاجات التكتيكية فهذه مذاهب دينية وليست أحزاب سياسية فاتقوا الله يانخب في رعاياكم من يوم لا ظل إلا ظله فالنخب التي لا تراعي مصالح شعوبها نخب مفسدة
ثالثاً : أن استعادة التعليم الدعوي الديني كتخصص وخاصة في مدينة تريم بعد أن انقطعت مخرجاته سواء من مدارسه أو مساجده أو قبابه التعليمية لمدة ثلاثين عاماً ، وعودته بقوة بعد نفضه لغبار التوقف واستعادته للدور الريادي والقيادي لمدرسته واستعادته للتوازن والتواصل مع بلدان المهجر وبدأت الرموز الدينية بالظهور والتواصل مع قواعدها ومنتسبيها وتوافد الآلاف من طالبي التعليم الديني من بلدان المهجر الحضرمي سواء كانوا حضارم الأصل أو من شعوب تلك البلدان وهم كثر ليذهبوا بعد ذلك حاملين ثقافة ورسالة حضرموت ليكونوا متواليات هندسية مع تشذيب وتصويب ما ورثوه ناقصاً
رابعاً : أن عدم الإدراك ما تمثله مدرسة حضرموت بكوم سلبياته لو افترضنا أن هناك سلبيات ، فسلبيات الماضي حتماً لو رأت سلبيات اليوم لتبرأت منا سلبيات الماضي ولبكتنا أشد بكاء ، بكل المقاييس لقد خلقت وخلفت لنا ماضي من التراث والتاريخ الغني والدسم لا نستحقه . فعلى كل حال فماضينا مشع سواء كان في بلادنا أو في المهجر ، وما علينا إلا أن نشحذ الهمم بقوة الماضي وبهمة الحاضر وباستيعاب الدروس والعبر محملين بالعلم ومستجداته منطلقين نحو المستقبل وطموحاتنا بروح العصر ومفهومه , وأن نكون بصدق منتمين كل الانتماء لهذه المدرسة وهذا التاريخ بما تحمله هذه الكلمة من معاني وصيغ بشكلها الشمولي , وما يتبعه من ولاء ٍلهذه الأمة كل الولاء بمعناه الشامل ، فالولاء كل الولاء لذلك الماضي المفاخرين به والمشع ، وأن قيل هناك شوائب فالشواذ لهم حكمهم عندنا , ولكل قاعدة شذاذ إلا انه لا حكم لهم عند غيرنا




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !