عندما يذهب ولي أمرك ليقدم لك في المدرسة " قديما " لا يصطدم بسن معينة للقبول .. فقد يكون عمرك حينها خمس سنوات وتقبل وتصبح طالبا وتبدأ الخطوات الأولى للمعرفة والعلم ..وقد يزاملك حينها طالبا تخطى عمره الـ ( 10 ) سنوات ولا توجد مشاكل سلوكية أو انها لا تجد من ينظر لها من الأساس .. فالعصا سيدة الموقف وتنهي المشكلة قبل ان ينطق بها الطالب والبقاء للأقوى .
كان العامل المستخدم ( الفراش ) يحل مشاكل سلوكية لا يستطيع ان يحلها جميع الطاقم الإداري الذي كان يتكون من تشكليه من المعلمين ( أجانب ومواطنين ) من كل جنسية عربية وإسلامية .
انتهت الآن مشكلة سن القبول وتشكيلة معلمي المدرسة .. واعتمدت الوزارة على كادرها الوطني وبقيت مشكلة أراها تؤثر في سلوكيات الطلاب وتنحصر في المعلمين الذين يتوافدون على المدرسة من سنة لأخرى , ليدرسوا الصفوف الأولية وقد يكون احدهم لا يملك من الخبرة إلا سنة أو سنتين ولم يخضع للتجربة بشكلها الحقيقي ولم تعرف سلوكياته وتصرفاته التي تسقى للأطفال فهم على أتم الاستعداد لتقبل أي أمر دون وعي أو حكم أو مقدرة على مواجهة معلمهم الجديد .
بالنسبة لي في المرحلة الابتدائية كان ابرز ما أتذكره هو بعض المعلمين ( المخلصين ) الذين يقومون " بلفة " على الفصول لجمع التبرعات لفلسطين الحبيبة , وقد تبرعت بالطبع مثلي مثل غيري من الطلاب .. وكان والدي حينها من معلمي المدرسة .. ورغم ذلك كنت أول من يدفع بل إني أصر على اخذ ريال فلسطين حتى لا أحرج أمام زملائي وأمام إصراري يدفع لي الريال بمعزل عن مصروفي اليومي .
وهناك مجموعة من كبار الطلاب في اعمارهم ..كنا نشاهدهم في تلك المرحلة بكثرة .. هم من يكملوا ادوار بعض المعلمين ( المهملين ) ويقوموا بتسجيل الأسماء وجمع التبرعات ومن ثم يتم تسليمها لإدارة المدرسة وبعدها لا اعلم أين تذهب أو أين تصل.
كنت اكره اليهود من حديث معلمي المدرسة عنهم واحب فلسطين واسمع عن الجهاد فيها واتفاعل مع ذلك بطريقتي الخاصة التي لا تتخطى سب وشتم اليهود في كل شاردة او واردة اسمعها عنهم .. وبالطبع كبرت ولم يتغير شئ ولا زلت اردد " لعنة الله على اليهود " .
الغريب ان المعلومة الوحيدة التي التصقت في ذهني للان غير (حب فلسطين وكره اسرائيل ) هي حديث غالبية معلمينا بان اذاعة " اسرائيل" نشرت خبر وفاة شيخ طائفة الفرانين في مدينتي .. وهي معلومة محلية لا ينشر الاعلام مثلها في الوقت الحالي الا بعد ان تتوسط عند غالبية من يعمل في الصحافة الورقية فكيف ان اردت ان تنشرها في الاذاعة المحلية بوطنك .. في زمن لا يمتلك الراديو فيها الا الاغنياء فما بالك بمن يتصيد الفرصة ليستمع اليه.
اتوقع انها كانت عبارة عن رساله وجهت قبل 30 عام .. لتؤكد لنا بان استخبارات اسرائيل في الدول العربية قوية لابعد درجة يمكن تصورها
حاولت - بعد ان كبرت - ان اربط بين الخبر المحلي السابق عن شيخ طائفة الفرانين وبين حديث احد كبار السن والذي رواه على شكل قصة للتسلية يهمني منه الان .. انه حين كان صغيرا في السن ويدرس في المعهد الذي التحق به بعد الابتدائية قديما ليتخرج معلم .. قبضت الحكومة على احد معلميهم ( من جنسية عربية ) بتهمة التجسس .
ورغم الربط بين الحادثتين .. للان افكر من ابلغ اسرائيل بموت شيخ طائفة الفرانين في مدينتنا التي تبعد عنها تقريبا الف كيلو متر مربع .. ولماذا نشرت الخبر
التعليقات (0)