في الوجود لكل شيء أكثر من وجه إلا وجه الله تعالى 0 وجه مضيء وضّاح وآخر قاتم معتم و جانب منعم ليّن الملمس وآخر خشن مكفهر و لسان طرى رطب معسول ونية سوء مدهونة بالخبث و صوت ٌ عالي طنّان ومواقف مخزيه لا تعكس طاقة الصوت الصارخ تذكرت: صاحب الوجهين لا وجه له : نصف ساعة أتابع شاعر بلا وجه 0 كذب مع نفسه فتمعر وجه بعرقه المسكوب وكذب على غيره فبانت انفعالاته الزائفة وحقيقته الكامنة على وجهه 0 تخيل الوجه الممزوج 0 صاحبه أراد المدح والثناء أو أراد التكسب لا فرق 0 جعل من ممدوحه كائن ليس كمثله شيء وكأنه قد خلق كما يشاء 0 ألبسه ما لم يٌفصل له وحمّله ما لم يحتمله حيله ولا حيلته صوّره ملاك لا يخطئ وقاضى لا يظلم 0 لا يهاب الموت ولا يخاف الفقر وأظنه أضاف لضرورة الشعر أو لتهويل المبالغة أن جدّه من زرع شجرة الحكمة وهو بالتالي من قطف ثمارها ولايزال0 لم يبلغ حاتم كرمه ولا قس بلاغته ولا الأحنف حلمه أصلح فوضى القبيلة فوضع لهم نادياً وسراه 0 هو البحر والبدر والمطر هو السم والبلسم (سم المعادى وبلسم من يواليها) هو الشفاء والمرض (كبود أمرضتها وكبود تداويها ) وهو الكرى والسهر(عيون كحلتها وعيون تعميها) 0 والعز والذل والكبرياء والهوان والفقر والغنى 0000وغيرها كثير والضد يظهر حسنه الضد
0 دعاني للإصغاء داعي الفضول لمعرفة أي ممدوح هذا وأي سلطان يكون وأي ملك هو 0 وكيف اجتمعت لرجل واحد تلك المزايا والخصال التي تنوء بحملها الجبال 0
قلت لنفسي أعانه الله كيف له أن يكافئ شاعر ملحمي كهذا وبأي جزاء سيجزيه على ملحمته المادحة إلا أنى تراجعت فالبحر لاينظب والغيث يحيي والمطر يعّم 0
:انتهت القصيدة (العصيدة) وبقى– القصد – القاصد - والمقصود - أما القصد فهو الكبر الممقوت و التعالي على الحق بصوت القبيلة الناشز والارتقاء على جدار الصدق والقيم بكعب الكذب العالي وعبادة الوجوه التي لا تستحق العبادة ولا يليق بها المديح 0 والله من وراء القصد0
- والمقصود (الممدوح) ثلاثة هو أحدهم لا محالة إن أقر المبالغة فهو أحمق وإن أستأنس بها فهو أخرق وإن لبسها كان أسرق0 وأظنه كذلك والله أعلم بخائنة الأنفس وما تخفى الصدور0
- والقاصد لايخرج عن كونه كاذب متكسب كالمزمار المشروخ لا يطرب إلا الشيطان مع إيماني بأن الشعر لم يعد له شياطين إلا شياطين البشر الذين أفقدوه براءته وأبانوا عورته وغلو فيه حتى أصبح المدح الفاحش خصصيه أساسيه من خصائص للشعر العامي لدينا 0و قديماً قال الشاعر الأجير عند ضياع بلاط الشعر وتحول الشعر إلى متجر يغص بالمعروضات البراقة الكاذبة ينتجها عند الطلب شعراء حرفيون لكل مناسبة
أأمدح الترك أبغى الفضل عندهم
والشعر مازال عند الترك متروكاً
التعليقات (0)