مواضيع اليوم

المدارس الخاصة .... حارة كل من إيده إله

فؤاد الروقي

2010-02-21 15:24:32

0

المدارس الخاصة .... حارة كل من إيده إله


حارة كل من إيده إله هي جملة مشهورة عن مسلسل كوميدي شهير بطولة الرباعي الشهير كنا نحضره و نحن اطفال .
و لم اعرف معنى جملة " حارة كل من إيده إله " الحقيقي و لم افهم ابعادها الا بعد ان رزقني الله عزوجل بزوجة عملت معلمة و باطفال و اخذت قرار بان ادخلهم مدارس خاصة .
فخبرتي في المدارس الخاصة شبه معدومة باعتبار جل دراستي انا و اشقائي في مدارس حكومية الا شقيقي الاصغر درس اخر سنتين في احدى المدارس العريقة .
القطاع التعليمي الخاص في الاردن كان في السبعينات و الثمانيات ينقسم الى طبقتين:
الطبقة الاولى: مدارس خاصة تتبع ارساليات تبشيرية او جمعيات دينية (مسيحية او اسلامية) و كانت تعتبر مدارس مرموقة جدا و بعضها مشهور بالشدة الشديدة و النظام المقدس و كنا نرى الخوف في عيون زملاءنا الطلاب من المدير او المعلمين و كان الهدف الاول و الاخير هو التعليم و مع بناء الشخصية و تختلف عن المدارس الحكومية بدراسة اللغات الانجليزية و الفرنسية منذ سن مبكرة . و الهدف الربحي شبه معدوم بها.
و الطبقة الثانية مدارس معدودة صغيرة الى متوسطة الحجم اقامها تربيون و معلمون سابقون (معظمهم شراكة) و كانت مثل الطبقة الاولى و لكن اللغات تتفاوت و يوجد منهم مدارس معدودة مسائية و تعتبر عار على الطالب ان يدخلها لانها تعتبر للراسبين او المفصولين من المدارس الحكومية فقط . و الهدف الربحي بها متواضع للغاية (كما اتوقع).
و في تلك الفترة نادرا كنا نرى اعلان عن مدرسة او اعلان عن نجاح طلابها في التوجيهي او عن فتح باب التسجيل .
و بعد حرب الخليج و عودة المغتربين من الكويت و عدم استيعاب الموجود من المدارس بدأنا نرى المدارس الخاصة تننتشر انتشار الفطر و بدأنا نرى المال التاجر الذي يبغى الربح السريع الفاحش كهدف اسمى و اولا و اخيرا .و من هنا صرنا نسمع عن مدارس يبنيها و يؤسسها اناس لا علاقة لهم بالتربية و لا بالتعليم و يضعون واجهة حضارية باستخدام اسماء تربيون . (ممكن عشان شروط الترخيص)
و توسعت هذه المدارس و اصبحت مصدر للمال الوفير و بدانا نرى ان هدف المقصف هو استيلاد الارباح بغض النظر عن نوعية الاكل و الرحلات المدرسية هي مصدر دخل و من ثم اصبحنا نرى مدارس اشبه بالاندية الترفيهية . و الرسوم الدراسية اصبحت مرتبطة باسعار النفط في حال ارتفاعه يتم الرفع و لكن في حال نزوله يتم رفع الاقساط كذلك . و لا احد يراقب ما الذي يجري؟
في بداية خبرتي الشخصية مع المدارس الخاصة : بعد زواجي مباشرة عملت زوجتي كمعلمة في احد المدارس الخاصة ذو الاسم و كانت تعلم حاسوب من السادس الى الثاني عشر و مع شوية مواد مثل رياضيات و علوم حسب الحاجة و براتب كبير جدا و مغري للغاية و هو 80 دينار شهري (ثمانية +صفر ليس خطأ طباعة) عدا و نقدا و المشكلة انهم كانوا يتأخرون في دفع الرواتب شهر او شهرين و العقد سنوي و لكن السنة عندهم 9 اشهر و يتم خصم الضمان بدون تسجيل في الضمان !!! و لم اسأل لماذا لا يوجد احد يراقب في حارة كل من إيده إله و الحمدلله لم تستمر زوجتي في هذه المدرسة .
و من ثم ادخلت ابني الى احدى الروضات التي اعجبنا المنهج المتبع و هو ما قراءناه في احد اعلاناتها و بعد التجربة اكتشفنا الحقيقة المرة حول المنهج المتبع بان صاحب الروضة (التاجر المالك ) شكله اعجب بالكلمة و قام بنسخ المعلومات من اعلان اخر و هو لا يفهم ماذا يحكي هذا الاعلان او ما هو المنهج الذي تتبناه الروضة !!! فهدف المدرسة او الروضة تكويم (من الكومة) الاطفال في غرفتين و جمع الرسوم منهم و اشراكهم برحلات هادفة و المقصود بالرحلات الهادفة هو حشر 30 طفل في باص صغير (ابو ال8ركاب) و الذهاب بهم الى مطعم و الرسوم 5 دنانير و في نهاية العام جمع رسوم تخريج للروضة (اكثر من رسوم تخريجي انا من الجامعة) و جمع النقود منهم لشراء هدايا اخر العام و توزيع الهدايا عليهم و هو شاريهم من محلات كل شيء بعشر قروش . و الحمدلله خلصنا من هذا الوضع على خير و لكن كلما ارى اعلاناته في الجرائد يصيبني مغص و احس اننا في حارة كل من إيده إله .
و لكن على العكس تماما من الروضة اللاحقة التي كنت اكون مسرور بتطور ابني و المنهجية العالية التي كانت تتبعها المالكة (تحمل درجة الدكتوراة في التربية من الولايات المتحدة) و كنت اكون سعيد و انا ادفع الرسوم عن طيب خاطر و لكن للاسف لا يوجد بها ابتدائي.
و اثناء ذلك تقدمت زوجتي للعمل في احدى المدارس و الحمد لله الراتب كان مغري جدا و هو حوالي 110 دنانير كمعلمة حاسوب و ادارية و سكرتيرة ووو و لكن المشكلة في ايام السبت لا يوجد مكان تترك به الاولاد و لكن المالكة للمدرسة قالت لها انها لن تداوم في الشهر الا 3-4 ايام سبت ( هو الشهر كم يوم سبت فيه) فاحسسنا اننا سوف ناخذ مقلب فاعتذرنا !
و عند دخول ابني الابتدائي فنقلت اطفالي الى مدرسة خاصة و لظروف عملي اخذنا قرار (انا و زوجتي ) ان يكون اختيارنا للمدرسة يعتمد على عامل واحد فقط و هو مدى قربها من المنزل فعملنا مسح للمدارس وجدنا مدرسة قريبة جدا من الابتدائي الى الثانوية اعلاناتها براقة و مشجعة مبانيها شكله حديث . فوقع الاختيار عليها
الحق يقال ان المدرسة تعليمها ممتاز (على الاقل في المستوى الابتدائي) و نجد خطة اسبوعية و امتحانات و تقويم منهجي و لكن يوجد بعض الامور التي تجعل الانسان يحس انه كبش بربدون ان يجزوا صوفه باسرع وقت : مثلا:
1. جمع 5 دنانير من الطلاب لشراء اضحية لتوزيعها على الفقراء ( 5 دنانير من الف طالب عشان خروف ب 200 دينار ) !!
2. رحلات هادفة الى حديقة تابعة للامانة تبعد عن المدرسة نصف كيلو و رسوم الرحلة ديناران و نصف اي ان الولد اذا اخذ تكسي مميز و ذهب و لعب و رجع به التكسي لن يدفع الديناران و نصف ( مع فترة الانتظار للتاكسي) و طبعا بدون اي وجبة او حتى بسكوتة او بكيت عصير من ابو الشلن
3. رحلة الى صرح الشهيد ب 5 دنانير من الطالب الواحد و الصف به على الاقل 25 طالب ( مع العلم ان فل الباص ديزل كان وقتئذ 5 دنانير ) و بدون وجبات
4. افطار جماعي 3 دنانير من طفل في الروضة
5. هدايا ووووو
6. نحن الان في شهر شباط و الطلب منا دفع رسوم السنة القادمة (التي تبدا بعد 7 اشهر) مع امتيازات في حال الدفع المبكر بان الرسوم لن ترتفع الا 20% فقط . اذا دفعنا كامل المبلغ الان و التهديد بان الرسوم سوف ترتفع بنسب عالية جدا !
7. اليوم يوجد ثلوج و عواصف و جليد الرجاء عدم احضار الاولاد و الغريب ان الجو في البيت مشمس ( توفير يوم دوام )
8. الرجاء ترويح الاولاد اليوم باكرا . لماذا ؟ لانه يوجد ازمة في العبدلي ؟؟ علما ان المدرسة ليست بالعبدلي و انا ليس سكان العبدلي و العبدلي نفسها ليس في طريقنا و العبدلي تبتعد 5 كيلو عن المدرسة.
9. يوجد بزار و الطلب من اطفال الروضة احضار نقود ليشتروا شي ليس بحاجة اليه و ب 3 اضعاف السعر
10. العالم اثبت ان المشروبات الغازية مضرة و لكن الظاهر انها ليست مضرة لاطفال بعمر ال5 سنين ( ممكن النصف ليرة جعلتها مفيدة )
11. و غيرها الكثير

طبعا يوجد العشرات من المدارس التي تحترم مهنة التعليم و اعرف اساتذة فاضلين يقومون على ادارة مدارس بافضل الطرق و لكن المدارس الخارجة عن السرب من يقوم بتصويبها

معن عبد الرحمن العداسي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات