أين قال أرشميدس يوريكا؟ .....(كلمة يونانية قديمة تعني وجدتها).....أي وجدت الحل......قالها في الحمام......كان مختلفا عنا .....لم يكن مشغولا بشيء إلا مسألة وقف العقل فيها حائرا ....كيف يقيس حجما ليس له أبعاد بسيطة مثل قطعة من الحجر ليس لها شكل هندسي مثل المكعب أو فصيلته ....فلما جلس في (البانيو) وجد الماء يعلو أكثر من ذي قبل....لم يتمالك نفسه فخرج عاريا يطوف في الشارع معلنا طريقة قياس الحجم بالماء المزاح....وأين اكتشف نيوتن قانون الجاذبية الأرضية؟.....إكتشفها وهو جالس تحت شجرة التفاح......لم يكن ينظر إلى التفاح المعلق في أغصان الشجر كثريات تدلت من سقف أخضر ملتهبة بحمرة الخجل كأنها خد فتاته المحبوبة...لا لم يكن يفكر في هذا!!! .......كان همه أكبر من الفتيات .....كان منذ زمن يتساءل لماذا تسقط الأشياء ؟....... ثم جاءته الفكرة مع سقوط التفاحة وسقطت معها حيرته وحيرة العلماء من قبله....ماذا يشغل العلماء وماذا يشغلنا؟....نحن مختلفون عنهم أو بالأحرى هم يختلفون عنا .......همومهم علوية بشرية جامعة وهمومنا شخصية فردية منغلقة .....ثم كيف يرى الشاعر كل مكونات العالم وألوانه وجماله أرضا وبحرا وجوا وكيف يرى الحكمة بعين قلبه ويسمعها بأذن عقله وينطقها بلسان رؤيته ويسبر غورها بشعوره فيستخرجها وينقحها ويلبسها ثوبا قشيبا من اللغة ويصورها تصويرا بديعا بكلمات نقول مثلها ولكن فن نظمها وتنسيقها عنده وليس عندنا....العلماء والشعراء والفنانون والأدباء لهم أعين وآذان وعقول ليست كالتي ندعي أن عندنا أمثالها
التعليقات (0)