المخبر أو الشرطي السري المصري …
منذ البدايات الأولي للسينما المصريه وحتي يومنا هذا أفلام كثيره جدا تفوق الحصر صورت لنا المخبر أو الشرطي السري في صوره سيئه جدا فهو الانتهازي والملفق والكاذب والذي يفرض الاتاوات والمرتشي والمضلل للضباط وربما الحرامي .. بالاختصار لم تترك السينما نقيصه الا وصورتها مخبر …
لم تأتي يوما في أي فيلم صوره محترمه لمخبر مصري .. ونتسائل الا توجد في المخبر أي ايجابيات يمكن تصويرها ؟؟؟
اذا كانت السينما طيله قرن كامل لم تجد في شخصيه المخبر أي ايجابيات لتظهرها في عمل سينمائي ولا يوجد أي سبب لهكذا عداء بين الاثنين فبالتأكيد الصوره صحيحه نوعا ولكن لماذا منذ القديم والمخبر يحمل هذه الصوره البغيضه المكروهه سينمائيا وواقعيا ؟
حقيقه النظام والتركيبه الشرطيه المصريه هو من صنع "الباشا" المخبر وحوله لأسطوره لأنه أعطاه صلاحيات غير محدوده بل واعتمد عليه اعتماد شبه كامل في تسيير الكثير من أمور العمل …
فحركه تنقلات الشرطه تذهب بذلك الضابط الذي قضي عده سنوات في هذا المكان وعرف عنه الكثير وعرف بؤر الاجرام فيه وأماكن المخالفات القانونيه وطبيعه الناس القاطنين فيه ولكن حركه التنقلات ذهبت به بعيدا وأتت بضابط أخر يجهل كل شيئ عن المكان والناس الموجودين فيه وربما أيضا كانت له شخصيه تختلف عمن سبقه فيبدأ بالاعتماد علي المخبرين السريين في تعريفه بالمكان وأيضا "احضار قضايا له" بل وأيضا اعطائه صوره ربما تكون كاذبه لهذا المكان ...
وهذه كارثه الكوارث فسلفه له سجل في اماطه اللثام عن قضايا تظهره أمام قيادته بأنه "ضابط شغال" أما هو فلا يعرف أي شيئ عن المكان وبالتالي محتاج الي وقت للتعرف عليه وحتي يختصر هذا الوقت يطلب من المخبرين "قضايا" أي يطلق يد المخبر في التلفيق والانتقام ممن لا يواليه ويدفع له فينطلق المخبر ويعيث في الأرض فسادا ويصادق تجار المخدرات واللصوص طالما يدفعون له ويرشد عمن لا يدفع له أو يواليه …
وهناك أيضا ضباط مباحث التحقوا بالعمل في المباحث بالواسطه وليس بالكفاءه وهم لا يعملوا علي الاطلاق فقط يجلسوا في مكاتبهم المكيفه يستقبلوا الاصدقاء ومحبي مصادقه الضباط ويتركوا أمور الضبط والربط في الشارع للمخبرين والذين للامانه يلتزموا بتقديم عدد معين من القضايا للساده الضباط شهريا وهؤلاء الضباط تجد في دفاتر الاحوال في الاقسام والمراكز العاملين بها مئات من البلاغات عن السرقات مثلا ولم تسدد أي لم يتم القبض علي مرتكبيها ولن يتم …
وأيضا أصبحت كلمه "تحريات" تعني مخبر أو المرادف لمخبر فالنظام القضائي يعتمد أعتماد مباشر علي تحريات المباحث سواء في القضايا التي تحقق بواسطه النيابه والتي تطلب تحريات المباحث حول صحه الوقائع أو القضايا المنظوره أمام المحاكم وخاصه الشرعيه منها والتي يطلب فيها القاضي تحريات المباحث وهنا يقوم الباشا المخبر بالتحريات المطلوبه ...
لذلك نجد ولا قضيه نظرت أمام القضاء وفيها "تحريات المباحث" الا وطعن الخصوم في هذه التحريات ...
من هنا استمد المخبر الدعم المعنوي من قيادته المباشره ليصل الي الصوره التي صورتها السينما حتي أصبح الناس يمقتوه بشده واليوم وزاره الداخليه بعد أن فقدت الكثير من رصيدها لدي المواطن العادي والذي تحاول جاهده استعادته لأنها أي وزاره الداخليه لا تستطيع العمل الا من خلال الناس وبالناس فهناك الكثير جدا من الجرائم الكبري قد تم تحقيقها وكشف مرتكبيها فقط بناءا علي معلومه قدمها مواطن .. مطالبه بوضع المخبر في حجمه الحقيقي واعاده الضابط الي دوره وحجمه الحقيقي وترميم علاقته بالمواطن واعاده ما استلبه منه المخبر …
مجدي المصري
التعليقات (0)