المخادعون:القذافي نموذجا
ليس بالامر العسير ان نكتشف اكاذيب وخدع الحكام العرب...فعندما تبدأ عهودهم السوداء،تنساب سيول من الوعود التي يظهر لنا الزمن زيفها وكذبها! وهي فقط لغرض تثبيت الاقدام في ساحة السلطة والنفوذ والبقاء فيها لحين الزوال الحتمي!...
من المستحيل عمل جداول احصائية لكافة الوعود التي يطلقها هؤلاء،ولكن الافضل فقط الاستعانة ببعضا منها او اختيار نموذجا مثاليا كالقذافي كي يعرف المضللون كم حجم المهانة والاحتقار التي يعيشونها تحت ظلال من الاكاذيب والخزعبلات الفارغة التي لا تنتهي مادامت السلطة قائمة!.
على كل انسان ان يكون واعيا لما يجري حوله...وان يمارس دوره الطبيعي في نشر الوعي الخالي من التفاهات الفكرية وتدليساتها المتوارثة والا فأن مصيره الخنوع والخضوع وربما وبدون وعي وادراك فأنه سوف يأتي الدور عليه لكي يكون ببغاءا يردد ما يمليه عليه المخادعون ولو بصورة لاوعي!.
القذافي المخادع:
وصل القذافي للسلطة بطريق غير مشروع وبرره بأكاذيب كانت شائعة في عصره الذي ورث لنا مصائب لا حدود لها!...
غدر بزملائه قادة الانقلاب وابعدهم عن السلطة بمختلف الوسائل والاساليب، والغدار لا يؤمن على شيء!.
ادعى تحرير الثروة النفطية من يد الشركات الغربية!...بينما في عام 1970 وصل الانتاج الليبي الى اعلى مراحله(166مليون طن) وفاق انتاج اغلب دول الشرق الاوسط الاكثر سكانا والاوفر مواردا في عملية استنزاف مروعة!...وبعد مرور اربعة عقود من حكمه الاسود، اصبحت الشركات الاجنبية تصول وتجول وتسيطر على اغلب مرافق الانتاج والتصدير...اين وعوده الفارغة من تحرير تلك الثروة الناضبة والتي يهدد بحرقها اثناء الثورة عليه؟!.
ادعى الحرية للشعب واحترام حقوقه المشروعة...وتبين زيف ذلك عندما قام بتشكيل لجان فوضوية هدمت اركان الدولة المدنية الوليدة وانتهكت حقوق الناس وعندما عارضه تلاميذ الجامعة بردود منطقية تسائل من استاذ هؤلاء الذي علمهم هذا المنطق، فقيل له انه فيلسوف مصري يدعى عبد الرحمن بدوي...فكانت نكبته له ومصادرة كتبه القيمة عام 1973!.
يدعي البداوة ببعدها الايجابي بما فيها كرم الضيافة والطيبة في التعامل والبساطة في العيش والابتعاد عن الغدر والخيانة!...كان مثاله للكرم والضيافة هو غدره الوحشي عام 1978 عندما قتل الامام موسى الصدر واصحابه وهم مدعوون من قبله لزيارة ليبيا في احتفالاتها بأنقلابه!وهو تصرف مخزي ومشين لم يكن قد حدث من قبل في العصر الحديث!.
خطفه المناضل الكبير منصور الكيخيا من القاهرة بمعونة الطاغية حسني مبارك وقتله في ليبيا...وغيرهم من عشرات الالوف من الابرياء!.
الحرية عنده قتل الابرياء من خلال تفجير الطائرات المدنية،ثم تعويض دولهم من ثروة شعبه المنكوب!.
الحرية التي يدعيها هي فقط محصورة لنفسه وعائلته، يعبثون بحرية لاحدود لها! اما الشعب الليبي فقد نسى ذلك الادعاء بل وحتى ابناءه المشردون في المنافي فأنهم معرضون للقتل والاختطاف على يد اجهزته الامنية الارهابية في كل مكان وزمان...
يقول السلطة للشعب! وهو يتصدر الواجهة في ليبيا ويستقبل الزعماء ويصدر المراسيم المختلفة ثم يقاتل بوحشية لا حدود لها لاجلها!وهو يسب شعبه ويهينه كلما سنحت الفرصة له!...اين القول من الفعل؟!...
يدعي تطوير البلاد ويدعو الى تثقيفها وليبيا مازالت من اكثر البلاد تخلفا في مختلف المجالات ومازالت تعتمد على النفط كمورد رئيسي ثابت لها!.
يدعي الرغبة في تحرير فلسطين ومساعدة الشعوب المنكوبة!...وعلامات ذلك طرده الفلسطينيين بطريقة لا انسانية ودعواته المريبة الى زيارة القدس وحروبه العبثية ضد مصر(1977) وتشاد(1980-1987).
وتدميره لكافة الاسلحة التي انفق عليها مبالغ طائلة من الثروة الليبية لغرض البقاء في السلطة من خلال التوسل للغرب لابقاءه!.
مساعدته لزملائه الطواغيت وحسرته العلنية على فقدان بعضهم المخلوعين من قبل شعوبهم!...
ادعائه العيش ببساطة ثورية وكأن الثورية هي قول وليس فعل!...وامامنا عائلته التي تعيش ببذخ فاحش وفضائحها منتشرة في كل مكان! وتكفي حالة العلاقات المتوترة مع سويسرا لاجل مسألة شخصية لابنه مع القضاء والذي يتصور انه في ليبيا عندما يعامل خدمه بوحشية!.
ادعاءه الحرص على ثروة بلاده!...وامامنا جيش من المنافقين الاوغاد العاطلين الذين يسبحون بحمده ليل نهار ويصرف عليهم الموارد الطائلة وينفق ببذخ لاحدود له للدعاية لنفسه ولكتيبه السخيف بشتى الطرق الدالة على استهانة بتلك الثروة التي كدسها بين يديه وحرم شعبه طويلا منها!.
لقد تجاوزت واردات البلاد من النفط واردات النرويج بكثير الا ان الفارق في مستوى الدخل الفردي هو لصالح النرويج بستة مرات على الاقل!.
ادعاءه الالتزام الديني!...وامامنا سلسلة طويلة من خزعبلاته التي يعتقد بها والتي تدل على استهانة تامة بالدين واحكامه الشرعية واحتقاره لكل الذين يخالفون ترهاته التي تدل على ضحالة فكرية او ادبية او انعدام ثقافة دينية!.
حقيقة القذافي المعتوه واضحة لا لبس فيها...ولكن وحشيته العلنية فاقت التصور اثناء الثورة الليبية الكبرى ضده لان الطغاة عادة يحاولون التغطية على جرائمهم بدلا من الاشارة اليها!وهذا قمة الحماقة والغباء.
اصبح القذافي الان رمزا للغباء والحماقة والسفاهة...والامل في الشعب الليبي الجريح ان يسحقه الى الابد مع زمرة الممسوخين التابعين له وان يضعونهم في المكان المثالي لامثالهم وهو مزبلة التاريخ!...
المجد والخلود للشهداء والاحرار ...اتبعوهم الى قلب المعركة التاريخية الكبرى التي يندر وجودها...
والخزي والعار لكل الطغاة واتباعهم...
التعليقات (0)