المحقق المرجع : هل نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟
سليم الحمداني
إن الهدف والغاية من النهضة الحسينية المباركة التي توجها بدمه الطاهر ودم أصحابه وآل بيته-عليهم السلام- ليلتحقوا بالرفيق الأعلى و قد أدوا الرسالة وأوصلوا النصح وكانت تحيتهم لإصلاح الناس وتخليصهم من المؤامرة التي أحيكت على الإسلام من أتباع النهج التكفيري الذين شرعوا كل المحذورات ومارسوا المحارم والموبقات وتربعوا على كرسي الخلافة زورًا وبهتاناً فأراد الحسين-عليه السلام- أن يوعي الناس ويحذرهم ويجعل المجتمع الإسلامي على دراية ووعي من هذا الخطر وأن لا ينغروا بهؤلاء وأن ينهضوا على الظالمين في كل زمن وأن يجعلوا من ثورة الحسين نبراسًا لهم وهنا أشارة لسماحة المرجع المحقق مبيناً فيها أهداف الثورة الحسينية من خلال بيانه (محطات في مسير كربلاء) قوله:
(المحطة الأولى:
قال الإمام الحسين-عليه السلام-: إنّي لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا وإنما خرجت لطلب الإِصلاح في أمة جدي-صلى الله عليه وآله وسلم-، أريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب-عليهما السلام-، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين.
والآن لنسأل أنفسنا: هل نحن حسينيون؟ هل نحن محمّديون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟
ولنسأل أنفسنا : هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟ أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟ إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم، ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين-عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم- بالاتّباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين-عليه السلام- وضحّى من أجله بصَحبه وعِياله ونفسه، إنه الإصلاح، الإصلاح في أمة جدِّ الحسين الرسول الكريم-عليه وآله الصلاة والسلام-.
وهنا لا بدّ من أنْ نتوجّه لأنفسنا بالسؤال: هل أنّنا جعلنا الشعائر الحسينية، المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات، هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبّقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الأمين-عليهما الصلاة والسلام-.
إذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقًاً وعدلًا الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين- عليه السلام- ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين- عليه وعلى آله الصلاة والسلام-في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونِعَمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار.)انتهى كلام المرجع المحقق
وفي الختام ونحن نعيش أيام الثورة الحسينية فعلينا أن نكون وكما أشار المرجع الأستاذ في بيانه أعلاه على وعي وفطنة وعلم وأن نكون زينًا لآل البيت-عليهم السلام-وعلى علم ومعرفة وأن نصدق بالأقوال والأفعال وننتصر للإسلام ومقدسات الإسلام
التعليقات (0)