المحقق الصرخي يبين ان الابتلاء والاختبار هو المحكّ في معرفة الإيمان
بقلم /ضياء الراضي
ان الغاية والهدف من خلق الانسان هي الطاعة والتسليم لله عز وجل وان هذه الدنيا ماهي الا محل اختبار وبتلاء ومحك لأجل العبور الى الحياة الدائمة وهي حياة الاخرة التي فيهااما يثاب الانسان ويجزى الجزاء الحسن لأجل افعاله الخيرة وطاعته وتسليمه للأوامر الالهية او يعاقب ويحاسب حساب عسيرا بسبب اعراضه وتعديه وعصيانه والسير بدرب الخطايا والذنوب وكما اشرنا بهذه المقدمة البسيطة لنبين ما بينه سماحة المرجع الاستاذ الصرخي الحسني بتعليقه حول قضية جيش طالوت وكيف ان هذا الجيش الذي يستعد لعدو شرس وامامه معركة قوية وان الجندي والمقاتل يجب ان يجهز نفسه ورغم التعب المعاناة ووصولهم الى النهر وهذا شيء مباح الا هنا حصل الاختبار وحصل الامتحان والمحك من يتحمل ومن يسلم لأمر القائد للأمر الالهي والطاعة للأوامر التي صدرت والتي فيها المصلحة وفيها النجاة فكان الامر بان يجب ان يغترف غرفة لا غيرها ورغم صعوبة الامر الا ان هنالك اناس مسلمة للأمر فاستجابوا وحصل على يديهم الظفر والنصر والفتح فهذا هو المحك وهذا هو الاختبار الحقيقي الذي يميز فيه الانسان الصالح عن غيره يميز فيه المؤمن عن العاصي وهنا كلام سماحة المحقق الاستاذ بهذا الخصوص خلال المحاضرة {8} من بحثه الموسوم : (الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي قوله :
(الابتلاء والاختبار هو المحكّ في معرفة الإيمان
قال تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} البقرة (249).
أقول لذوي العقول، من يدّعي أنّه يمتلك العقل، ممّن يتحدّث بالعقل، ممن يتقمّص أنّه عاقل ومن العقلاء خاصة أتباع المنهج التكفيري، أصحاب منهج المغالطات ومنهج الالتقاطية والتشويش والتشويه والمجادلة والمغالطة، الجهال المكّفرين للمناطقة ولأهل الكلام وللفلاسفة وللعقل والعقلاء، أقول: جنود طالوت عندهم معركة، حرب، قتال، تجهيز، حالة إنذار، مسير، تدريب، هجوم، دفاع، اقتحام، ويوجد نهر، هل يوجد من يأتي بجواب لماذا مُنعوا من شرب الماء ؟!! جيش وماء، وجود الماء وعدم وجوده ممكن أنْ يترتب عليه النصر والهزيمة، الماء سلاح في المعركة ممكن أنْ يحقق النصر، ممكن أنْ يقلب النصر إلى هزيمة ويقلب الهزيمة إلى نصر، لماذا يمنع هؤلاء من شرب الماء من هذا النهر؟ لا نعلم، الحكمة الله يعلم بها، العلة الله يعلم بها، على الجندي الإطاعة على المكلف الإطاعة على العبد الإطاعة لا يدخل هنا التفلسف والمغالطة والسفاهة هذا أمر الله، هذا هو كتاب الله، هذا هو قرآن الله، هذا هو كلام الله، نسلم بما جاء، ما هي الحكمة؟ ما هي العلة؟ الله- سبحانه وتعالى- أعلم بها، إذًا الابتلاء والاختبار هو المحك في معرفة الإيمان الحقيقي) .
مقتبس من المحاضرة {8} من بحث: (الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني- دام ظله-
17 صفر 1438 هـ - 18 / 11 / 2016م
https://e.top4top.net/p_1212vc0d01.jpg
التعليقات (0)