المحقق الصرخي وبناء الشخصية المتكاملة روحيا وفكريا
بقلم: ضياء الراضي
ان هم الانبياء والمرسلين وهدفهم الاسمى هو بناء شخصية رسالية متكاملة روحيا واخلاقيا وفكريا، شخصية رسالية همها العدل المطلق ورضا الباري عز وجل فسعوا جاهدين وعانوا معانوه من ان يبينوا الطريق الصواب للناس والتدرج بهم نحو الخير والنجاة وتخليصهم من الظلام والظلم ومن النار وعذاب القبر فان نبينا الخاتم المصطفى _صلى الله عليه واله وسلم_ كيف بدأ مع المجتمع المكي الذي كان يسوده كل فعل مشين حيث الطبقية وعبادة الاوثان ومع هذا بُعث لهم المصطفى _ صلى الله عليه واله وسلم_ ليتدرج بذلك المجتمع القبلي الامي الذي تحكمه اعراف وقوانين الغابة فعانى _ صلى الله عليه واله وسلم_ منهم الظلم والاقصاء وتسببوا له بالاذى حتى قال : (ما أوذي نبي مثل ما أُوذيت) الا انه تدرج بهم حتى حصل على نواة المجتمع الاسلامي ليبدأ به رسالته الخالدة والتي سياتي اليوم الذي تسود على الارض بأكملها وان النبي المختار_ صلى الله عليه واله وسلم_ كما تدرج مع المجتمع كذلك مع اتباعه حتى اوصلهم الى اعلى المراتب من التكاملات الفكرية والروحية وهيأهم للتضحية في سبيل الحق فلذا كان من كلام سماحة المحقق الاستاذ في بحثه الموسوم (السير في طريق التكامل)بخصوص بناء الشخصية الاسلامية المتكاملة وكيفة مراحل التدرج في بناء تلك التكاملات حتى الوصول الى اعلى المستويات ويبتعد عن الرذائل وخط الباطل وكان من كلام سماحته قوله:
(التكاملات الروحية والأخلاقية
الإنسان الذي يريد أنْ يسير في طريق الكمال الروحي والأخلاقي وتربية النفس، عليه أنْ يجعل لنفسه مستويات متدرجة للرقيّ حتى الوصول إلى الغاية القصوى والهدف الأسمى؛ لأنَّ عدم التدرج والاقتصار على الغاية القصوى غالبًا ما يؤدي إلى الإحساس بالتعب والشعور باليأس والعجز عن السير والتكامل، ولعلاج هذه الحالة المَرضيّة، عليه أنْ يتخذ لنفسه عدة مستويات وغايات يسعى ويعمل للوصول إلى المستوى الأول القريب وحينما يصل إليه يشحذ همّته ويضاعف جهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني وهكذا حتى الوصول إلى المستوى الأعلى النهائي، فالإنسان العاصي الفاسق إذا عجز عن الوصول إلى مستوى العدالة والتكامل المعنوي والأخلاقي، فلا يترك طريق الحقّ ويرضخ وينقاد لخطّ الباطل والرذيلة؛ بل عليه أنْ يضع لنفسه مستويات متعددة من الرقيّ، فمثلًا في المستوى الأول عليه أنْ يهتمّ ويسعى للتعوّد علی ترك الكبائر فيعمل في سبيل تنمية وتصفية خاطره في سبيل الترقّي والوصول إلى مستوی يمتنع فيه عن الكبائر، وبعد ذلك يضاعف جهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني بأنْ يترك الصغائر فيعمل إلى أنْ يعوّد نفسه على ترك الصغائر، وهكذا يضع لنفسه مستويات أخرى إلى أنْ يتقرب شيئًا فشيئًا من حالة ملكة العدالة ويزداد ترقّيه حتى يصل إلى مستوى امتلاك ملكة العدالة، وهكذا بإمكانه أنْ يرتقي إلى مستويات أعلى دون مستوى ومرتبة العصمة. )
مقتبس من البحث الأخلاقي "السير في طريق التكامل" لسماحة السيد الأستاذ - دام ظله-
https://ibb.co/YNSmtN3
===
التعليقات (0)