المحقق الصرخي : نحاول أن نعطي منظومة فكرية
المهنية و الموضوعية تُعد من أولويات كل باحث أو دارس يسخر عقله أو قلمه في اكتشاف خفايا التاريخ و مكنونات عصوره المتعاقبة على الأجيال الكثيرة و التي عاشت حلاوة أيامه أو قاست مرارة طعمه وما تضمنه من نكبات مريرة و مآسي لا تقف عند حدٍ معين، وهذا ما يحتم على كل متتبع لقضايا التاريخ سواء في الماضي أو الحاضر فيستخلص منهما ما ستؤول إليه الأحداث في المستقبل من خلال القراءة الموضوعية و الحيادية و البعيد عن التحيز لفئة و أو طرف أو جماعة، بالاضافة فإن تلك الخِصال الحسنة تفرض على الباحث أن لا يتأثر بالميول العاطفية و النفسية و العرقية و القومية بل يجب عليه أن يتحلى بروح المهنية العالية وهو يغوص في أعماق التاريخ ليخرج مكنوناته المخفية ومنذ آلاف السنين حتى يصل إلى مبتغاه في إظهار الصورة الحقيقية لكل أمة و مجتمعا، فما أحوجنا اليوم إلى مثل هكذا عناوين و رجال صادقون في عملهم و إعلام يعمل بمهنية و احترافية صادقة في نقل الحقائق وكما هي و أول بأول لا أن يتماشى مع رغبات الفاسدين و المتسلطين أو أن ينبطح لإرادة أهل الدينار و الرهم فيحرف الحقيقة و يشوه صورتها الناصعة أمام الرأي العام فيخرج المنكر بزي القديس بينما المعروف بلباس الفاسد و المحتال فيقلب الامور رأساً على عقب وهذا ما لا يُحمد عقباها و قد أصبح عملة رائجةً ولا حرج في تداولها عند الكثير ممَنْ باع أخرته بدنيا و بأبخس الاثمان فحقاً هذا مما يؤسف له، لكن وفي المقابل نجد أن رجالات الحق لا زال صوتهم يودي في الخافقين و نجمهم يلمه في سماء الحقيقة و الوسطية و الاعتدال و مازالت آثارهم تعج بها الساحة العلمية و الفكرية تحدوهم القيم و المبادئ الشريفة فلا يخشون في الله – تعالى – لومة لائم فهم قد خبروا الدنيا و عرفوا كيف يقرأون الأحداث فتكون أدوات قيادة الانسانية على أحسن وجهٍ بما عرفوا من تجارب حكيمة و تعامل جيد مع الاحداث و القراءة المستفيضة لها فيخرجون بالنتائج الناجحة نظراً لما اتصفوا به من مهنية عالية و موضوعية جادة و حيادية تامة و لعل من أبرزهم في عصرنا الحالي الاستاذ المحقق الصرخي الحسني وما عُرف عنه من سعيه الجاد في تأسيس منظومة فكرية علمية تمتاز بالموضوعية و المهنية في التعامل مع التاريخ و أحداثه المختلفة التي ساهمت كثيراً في نجاح المشروع الفكري و الإصلاحي الذي أطلقه للعنان و خلال فترة وجية وهذا إن دل إنما يدلُّ على علمية و الفكر الواسع النطاق التي يمتاز به الأستاذ المحقق وقد تجسد ذلك بقوله : (( نحاول أن نعطي منظومة فكرية ولو على نحو الترويج، منظومة فكرية إلى حدٍ ما تكون متكاملة لتفسير فلسفة التاريخ ؛ للتفسير الفلسفي للوقائع التاريخية التي مرت على المسلمين و على طول التاريخ الإسلامي، لا تملقاً لهذا و لا تزلفاً لذاك )) .
بقلم /// الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)