المحقق الصرخي : علي لم ينتقم من قاتله فكيف تفجرون انفسكم بين الأبرياء وتقتلون الاطفال والنساء.
بقلم: محمد جابر
عندما نقول أنَّ عليًّا هو الكمال كلًّه، وكلُّ الكمال علي..
وعندما نقول أنَّ عليًّا رمز الإنسانية..
وقمة الرحمة والرأفة والعطف والشفقة..
فإنَّ كلامنا صادر عن دليلٍ وأثرٍ حسيٍّ علميٍّ شرعيٍّ أخلاقيًّ إنسانيًّ..
تعال معي لنقف أمام جانبٍ مِن جوانب إنسانيةِ ورحمةِ ورأفةِ وعطفِ وشفقةِ علي...
لكن مع من؟!!!
رحمةُ ورأفةُ وشفقةُ عليٍّ مع قاتله!!!:
انظر كيف تعامل عليه السلام مع قاتله:
لمّا قبض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام على ابن ملجم وساقوه إلى موضع للإمام فقال له الحسن عليه السلام: « هذا عدو الله وعدوك ابن ملجم قد أمكن الله منه وقد حضر بين يديك »،
ففتح أمير المؤمنين عليه السلام عينية ونظر إليه وهو مكتوف وسيفه معلق في عنقه ، فقال له بصوت رأفة ورحمة: « يا هذا لقد جئت عظيماً وخطباً جسيماً أبئس الإمام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء»،
ثم التفت عليه السلام إلى ولده الحسن عليه السلام وقال له: « إرفق يا ولدي بأسيرك وارحمه وأحسن إليه وأشفق عليه ، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أمّ رأسه ، وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً »،
فقال له الحسن عليه السلام: « يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق به ؟!»،
فقال له: « نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلاّ كرماً وعفواً، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته ، بحقي عليك فأطعمه يا بني مما تأكله ، واسقه مما تشرب ، ولا تقيد له قدماً ، ولا تغل له يداً ، فإن أنامتّ فاقتص منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة ، ولا تمثل بالرجل فإني سمعت جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ، وإن عشت فأنا أولى بالعفو عنه ، وأنا أعلم بما أفعل به ، فإن عفوت فنحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلاّ عفواً وكرماً ».
الله أكبر..
عليُّ يُشفق على قاتله لمَّا رأى عينيه طارتا من الخوف!!!
عليُّ يرفض أنْ يُقيَّد، أو يُكتَّف قاتله!!!
عليُّ يأمر ولده أنْ يُطعم قاتله مما يأكل، ويُسقيه مما يشرب!!!
عليُّ يرفض أنْ يُمثَّل بجثة قاتله!!!
عليُّ... عليُّ... عليُّ...يأبى الا أنْ يكون رمز الإنسانية وقمة الرحمة والرأفة والشفقة حتى مع قاتله...!!!
أيُّ عظيمٍ أنت ياعلي...!!!
هنا يأتي حفيد علي.. المرجع المُعلم الصرخي..
ليُلقم التكفيريين والنواصب والدواعش حجرًا علميًا.. فيلجم أفواههم.
ويحتجّ عليهم بالبرهان الساطع والدليل الدامغ فيقول:
« يا من تتبعون التكفيريين والخوارج والنواصب والدواعش، التفتوا إلى أنّ حبّ عليّ المقرون بالعمل الصالح والتقوى هو المنجي، وحبّ عليّ يعني اتّباع نهجه وأخلاقه ورحمته وعطفه وعدالته وأبوّته- عليه السلام-، فإذا كان عليّ لم ينتقم من قاتله فكيف تفجّرون أنفسكم بين الأبرياء وتقتلون الأطفال والنساء، التفتوا إلى أنفسكم ولا يُخدع أحدكم بكلمات يُراد بها التغرير والانحراف والضلال، التفتوا إلى هذا».
#عليٌّ_رمزُ_التقوى_والإنسانيةِ
التعليقات (0)