مواضيع اليوم

المحقق الصرخي : الولاية الصادقة لا تجتمع معها الولاية الباطلة

ahmad alkaldy

2019-05-06 09:44:02

0

المحقق الصرخي : الولاية الصادقة لا تجتمع معها الولاية الباطلة

تنفرد لغتنا العربية من بين لغات العالم أنها تمتاز بالكثير من الخصائص و السمات التي تجعلها في القمة دائماً، فهي بالإضافة إلى كونها لغة القرآن الكريم و لغة نبينا الكريم فهي تمتاز بالسعة و الشمولية و الإحاطة بشتى ألوان الخطاب و البلاغة و الفصاحة و كذلك تحتوي على العديد من الأساليب الرائعة التي تضفي عليها طابع الجمال و البهاء، وهذا ما يضعها في مقدمة لائحة اللغات العالمية وكما أشرنا لذلك، ولعل أسلوب التناقض اللغوي الذي يُعد واحد من أهم الأساليب اللغوية التي تتفرد ب هبه لغتنا الأم، وهو في عرف أهل الاختصاص يُعرف بأنه المخالفة أي مخالفة كل واحدة منهما، فمثلاً التناقض الحاصل بين الأشياء أو معطيات الحياة أو أساليب الحياة ومنه الحق و الباطل و ما يتبعهما من أمور و متطلبات ترتبط بهما من جهة، ولها مدخلية مهمة في حياتنا، عليه هل يمكننا أن نتصور اجتماع النقائض مع بعضها البعض من ناحية الجهة و الزمان ؟ واقع الحال يقول أن ذلك من المستحيلات التي لا يمكن أن نتصورها وفي حال من الأحوال، فهل يمكن أن نرى الحق و الباطل في مكان و زمان واحد ؟ هل يمكن أن نرى شخصاً في اتجاهين يسير ؟ وهل من الممكن أن الحلال و الحرام يجتمعان في آن واحد ؟ جملة تساؤلات تطرح نفسها للعيان لكن الإجابة عليها لا تحتاج إلى تلك المؤونة التي قد يتصورها البعض أنها تحتاج إلى الجهد المضني، فالإنسان الصالح ليس من رجاحة العقل أن نراه فاسداً، و أيضاً الفاسد لا يمتلك من مفاتيح الإصلاح أياً منها فمن غير المعقول أن نصدق بكلامه المعسول بأنه قائد الإصلاح، فمثلاً الأنبياء ( عليهم السلام ) هم قادة الإصلاح الحقيقي بينما نرى الجبابرة و المفسدين و الظلمة هم أدوات الإفساد الحقيقي ، فهل يمكن أن نتصور اجتماع بعضهما ببعض في معنى واحد، ومضمون واحد، كلا و ألف كلا قال تعالى ( ما جعل الله لرجلٍ قلبين في جوفه )، وهذا ما يضع أمام البشرية جمعاء حقيقة واحدة أن الحق و أهله هم غير الباطل و أهله وفي كل شيء، و الولاية الحقة النقية الطاهرة الخالية من الشوائب هي غير الولاية الباطلة الملوثة بالشوائب الجاهلية التي لطالما نهانا عنها ديننا الحنيف، و أمرنا بإتباع ولاية الرشد و الإصلاح و التقوى و الإيمان و الأخلاق، و بضرورة السير قدماً في طريق هذه الولاية حتى بلوغ الهدف في قيام منظومة إنسانية متكاملة من حيث العلم و الفكر و الخطاب الإنساني النبيل الذي يحمل الوسطية و الاعتدال وقد أكد المحقق الأستاذ الصرخي على ضرورة التمييز بين ولاية الحق و إتباعها و بين ولاية الباطلة و تركها جاء ذلك في المحاضرة (5) من بحث الدولة المارقة في 6 / 11 / 2016 و نظرته الخاصة في قوله تعالى ( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا ) قائلاً : ( و يُستفاد من هنا أن الولاء و الولاية الحقيقية تكون خالصة نقية لا يشوبها ولا يجتمع معها ولاية باطلة، حصر الولاية بالله و الرسول و الذين آمنوا بمواصفات خاصة ذكرها القرآن، بل لابد أن تقترن بالبراءة من الشرك و النفاق و أهل الكفر و الضلال ) .

فشتان بين الحق و الباطل، شتان بين الإصلاح الجذري و بين الفساد و الإفساد، شتان بين سعادة الدارين و بين خزي الدنيا و عذاب الآخرة .

https://www.youtube.com/watch?v=tXUZo_T_xD8

بقلم الكاتب احمد الخالدي





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !