المحرمات :
كاتب عربى حر -كما سمى نفسه -قال :إن وطننا العربى يعانى من أزمة الحرام يعنى ابتلى بأناس يفتون بأن كل شىء حرام ...
الأغانى حرام ....
الموسيقا حرام
الجنس حرام
حرية الرأى خرام
الانتخابات حرام
وأصبح على الإنسان لكى يكون مسلما أن يعيش وفق ضوابط صارمة لاتقيم وزن لإرا دته وميوله وقدراته وهذه الحال أثرت على قدرته على الإبداع ....
..............................
ونقول لهذا الكاتب ما يلى :
أولا :أى نظام قانونى أو اجتماعى أو سياسى أو أخلاقى لابد له من ضوابط تنظم مفرداته وإلا لم يكن جديرا أن يسمى نظاما
ثانيا :لكل حضارة عطاؤها الذى تساهم به فى المجرى العام للحضارة الإنسانية بل إن الشرائع السماوية ذاتها تتعدد عطاءاتها فقد أباحت شريعة سليمان عليه السلام صناعة التماثيل بينما حرمتها شريعة محمد صلى الله عليه وسلم
ثالثا:عطاءات الخضارات ليست قوانين حتمية أى أن لكل أمة أن تأخذ ما تستسيغ من عطاءات الأمم الأخرى وأن تترك مالا يلائمها ولا لوم عليها ولا تثريب وأسلافنا الأوائل رضى الله عنهم سلكوا مع الحضارات الأخرى مسلكا واضحا تبدى فى خطوات ثلاث :
أولاها:أنهم قرأوا واستوعبوا كل ما وصل إلى أيديهم من تراث الفرس والروم والمصريين واليونان
ثانيها :أنهم عكفوا على نقدها وتمحيصها وبيان الجيد والردىء فيها
وثالثها :أنهم استبعدوا ما يناقض مبادىء الإسلام ومقاصده واستفادوا من العطاء الذى لا يناكد الشريعة وقد بدأ هذا المنهج مبكرا ومن المعلوم موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من فكرة حفر الخندق يوم الأحزاب ومن فكرة تعلم اللغات الأخرى كما طلب أحدصحابته تعلم اللغة التى كتبت بها التوراة
رابعا :من الظلم كل الظلم والجهل كل الجهل أن يوصم الإسلام بأنه مكبل للحرية وهو الذى قامت دعوته أساسا على تخرير الإنسان من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد بل رفض دخول الناس فيه مكرهين وجعل العقل شرطا للتكليف
خامسا :لم يقف الإسلام أبدا أمام غرائز الإنسان فلم يشرع الرهبنة ولم يقبلها وحث على ممارسة الغرائز الطبيعية فى إطار مهذب بل علم أتباعه أن إتيان الرجل زوجته لأه عليه أجر
سادسا:كان الإسلام صريحا فى تبيان موقفه من الحياة الدنيا وأنها زينة ومتاع وأن وجود الإنسان فيها له وظيفة وحيدة هى الخلافة فى الأرض بإقامة حدود الله وأن الهدف من إقامة هذه الحدود صنع حياة سعيدو راقية تقود إلى حياة أسعد وأبقى
سابعا: بعض عطاءات الحضارة الغربية آتت أكلها السلبية فى مجتمعاتها ونتج عنها أجيال غير شرعية لاتعرف لها أبا ونتج عنها تفسخ فى الحياة الأسرية ونتج عنها أمراض لاسبيل إلى علاجها ورغم ذلك تجد من (الكتاب الأحرار ) من يصرخون بنا أن نسلك سبيل هؤلاء بدعوى الحرية وعلاج (الكبت الجنسى ) متجاهلين أن جرائم الاغتصاب من الجرائم المنتشرة فى المجتمعات الغربية ومتجاهلين أن الإسلام لم ييسر أمرا مثلما يسر أمر الزواج زولاعبرة بما يفعله جهال المسلمين من تعقيد الزواج فالدين حكم على الرجال وليس الرجال حكما على الدين
ثامنا :لاننكر أن هناك من الدعاة من ليسوا على مستوى الدعوة ويفتقرون إلى الثقافة الصحيحة وهذه مسئولية الدعاة المستنيرين ومسئولية جهاز الدعوة المهترىء الذى أكل عليه الدهر وشرب وكم دعونا إلى إقامة مجلس أعلى للدعوة يضم العلماء العاملين بعيدا عن نطاق السلطة التنفيذية ليطلع بكل مهام الدعوة ويقدمها بشكل صحيح للمسلمين أولا ثم من بعد ذلك للناس أجمعين
تاسعا:هؤلاء الكتاب (الأحرار) هم جزء من الطابور الخامس الذى يستهدف الإسلام وقد يكونون مسلحين بحسن النية ولكن النوايا الحسنةلاتكفى مع الجهل بحقائق الأمور
عاشرا: على العلماء العاملين ألا يهادنوا هاته الموجة السلبية بدعوى الخوف على الوحدة الوطنية فالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والقرب من واقع الناس ومساعدتهم على حل مشكلاتهم فى إطار الشريعة هو من أهم عوامل الاستقرار وترسيخ الوحدة الوطنية على أساس صحيح
حادى عشر :(وهو حسن الختام ) أن القاعدة الشرعية تقول :(الأصل فى الأشياء الإباحة ) أى أن الأصل (كل شىء حلال ) إلا ما ثبت تحريمه بنص صحيح صريح وبهذا وحده تنتقض دعاوى المنفرين من الإسلام ولذا قال تعالى "قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عليكم " سورة الأنعهام أى أن القليل هو المحرم وما عداه حلال هذا مع قاعدة شرعية أخرى تقول (الضرورات تبيح المحظورات ) يعنى حتى بعض المحرمات يسمح بها عند الضرورة "فبأى حديث بعده يؤمنون "؟اا
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
التعليقات (0)