مواضيع اليوم

المحبة في القلوب تعني السلام في العالم

nasser damaj

2010-11-09 12:02:35

0

فيض الخاطر 
المحبة في القلوب تعني السلام في العالم 
بقلم: د. كلثم جبر 

العلاقات الإنسانية هي من أهم المكاسب الذاتية للإنسان، وهي علاقات لا تحكمها المصالح ولا تتدخل فيها الأهواء ولا توجهها عوامل جنسية أو عرقية، فالعامل المشترك بينها هو المشاعر الإنسانية بما تعنيه من شفافية وتلقائية وصدق، وقد تبدأ صدفة ولكنها قد تستمر طويلا، تتخطى الأزمنة والأمكنة إذا قدرت لها فرص البقاء، وقد حمل لنا التاريخ الكثير من قصص الوفاء بين الإنسان وأخيه الإنسان، مما هو جدير بالتقدير لأنه قائم على صدق المشاعر التي تتعمق مع الزمن وتتجذر إذا ارتوت بالتواصل لتورق علاقة شفيفة وصادقة.
أثناء تواجدي للعلاج في مدينة هايدلبرج الألمانية قبل أشهر.. قادتني الصدف للتعرف على امرأة فرنسية، تسكن في نفس الفندق الذي أسكن فيه، وكغرباء في بلاد غريبة، تجاذبنا أطراف الحديث في الأمور العامة، من خلال أسئلة روتينية عادية، أوصلتنا للحديث عن تفاصيل لا تكون إلا بين الأصدقاء، والعلاقة بين الإنسان والإنسان غالبا ما تكون جميلة ورائعة إذا لم تتدخل فيها تلك العناصر التي تشوهها، وهي عناصر ربما كونتها السياسة أو التاريخ أو الأوهام المتوارثة، وما يتحكم في العلاقات بين الدول هي المصالح السياسية التي قد لا تعني الشعوب في تفاصيلها الدقيقة، لذلك يمكن القول دون تردد إن الشعوب قابلة لأن تتعايش بمحبة، إذا لم تتحكم فيها السياسة والسياسيون، وإذا لم تتحكم فيها الأطماع والسيطرة الغاشمة والإيديولوجيات المضللة، والإصرار على التحكم في أوضاع الشعوب والعبث بمقدراتها واستغلال ثرواتها، ظلما وعدوانا واستكبارا، وهي عوامل تسهم بشكل كبير وأساسي في تشويه العلاقة بين الشعوب، وتعمق هوة الخلاف بينها، ما يزيد من تمزق العالم إلى كتل وكيانات إقليمية تحكمها وتتحكم في مسار علاقاتها المصالح، ولا شيء غير المصالح.
الصديقة الفرنسية سيدة محبة للثقافة العربية، كان برفقتها أطفالها الثلاثة، وكان برفقتي طفلي ابراهيم، وكنت أحادثه أحيانا بالانجليزية، في حين كانت هي تلقن أطفالها العربية، وتدفعهم للنطق ببعض الكلمات والأرقام العربية، وقد خجلت من نفسي أمام تباهيها بأن أطفالها يتحدثون العربية، في حين كنت أحادث طفلي أحيانا بالانجليزية، ولأن المشرف على رسالتها في الجامعة لبناني، فقد أحبت اللغة العربية وتحاول تعلمها وتعليمها لأبنائها، وهي معجبة بالحضارة العربية، وما قدمته للبشرية من منجزات عبر العصور، والحديث معها ممتع وجميل، يبعث الراحة والطمأنينة في النفس، والثقة بأن شعوب الأرض كلها يمكن أن تتجاوز محنها بالنية الصادقة والمحبة والرغبة في تجنب الحروب، ليتحقق أمنها الإقليمي وسلامها العالمي الذي تنشده كل الدول، لكن بعض هذه الدول مع الأسف لا تتورع عن خرق ذلك كله إذا تعارض مع مصالحها، وسحق كل القيم الرائعة بالمجنزرات والدبابات، وتدمير الإنسان بكل ما يحمل من العواطف والمشاعر بالمدافع والرشاشات.
ما احرانا أن نتذكر:
المجد لله في الأعالي، وفي الناس المحبة، وعلى الأرض السلام.

جريدة الراية القطرية/ الاثنين 20/6/2010ِ

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات