مواضيع اليوم

المحامي البريطاني الذي فضح تورط رامسفيلد في السماح بتعذيب المعتقلين في السجون الامريكية يستبعد ملاحق

المحامي البريطاني الذي فضح تورط رامسفيلد في السماح بتعذيب المعتقلين في السجون الامريكية يستبعد ملاحقته وتشيني قضائياً ويرجح استهداف الموظفين الأدنى رتبة

لندن - القدس العربي من سمير ناصيف:استبعد محام بريطاني شهير أن تكون هناك ملاحقات قضائية لوزير الدفاع الامريكي الاسبق دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني والمدّعين العامين جون أشكروفت والبيرتو غونزاليس وان يخضعوا للمحاكمة، مرجحاً في الوقت ذاته أن تنظر المحاكم الأمريكية في دعاوى ضد موظفين من الدرجة الثانية في ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش أمثال جيم هاينز وديفيد ادنغتون والجنرال مايرز.
وكان المحامي البريطاني فيليب ساندز فضح تواطؤ وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد ومحاميه جيم هاينز في عمليات السماح للمحققين الأمريكيين في السجون العسكرية الأمريكية في سجن أبوغريب (العراق) وغوانتانامو (كوبا) بتعذيب السجناء واستخدام وسائل ممنوعة لاستجوابهم. ويعد ساندز أحد أبرز المحامين الدوليين في بريطانيا واستاذ القانون في كلية يونيفرسيتي كوليدج بجامعة لندن، وقد ألف كتاباً حول موضوع التعذيب في السجون الامريكية والمسؤولين عنه بعنوان: فريق التعذيب.
وكان ساندز يتحدث في ندوة بعنوان: عودة حكم القانون: الدستورية والسياسة الخارجية في ظل قيادة باراك أوباما جرت في معهد للشؤون الدولية في لندن، وتحدث فيها الى جانب ساندز ديفيد كول استاذ القانون في جامعة جورج تاون الأمريكية.
واستغرب ساندز خلال حديثه في الندوة عدم اصدارالرئيس الامريكي السابق جورج بوش قرارا بالعفو الرئاسي عن رامسفيلد وتشيني وأشكروفت وأعوانهم قبيل انتهاء مدة رئاسته كما فعل بالنسبة لقضايا أخرى كقضية مساعد تشيني لويس ليبي؟.
وأوضح كول ان أوباما سيحاول إلى أقصى الدرجات تطبيق حكم القانون على قادة نظام بوش الذين تجاوزوا الشرائع الدولية، ولكن يوجد خط أحمر ليس بامكانه ان يتجاوزه إذا كان سيتعامل مع خصومه من الجمهوريين في الكونغرس وخارجه، وبالتالي سيحاول أوباما معالجة هذه القضية وقضية اقفال معتقل غوانتانامو بحذر وروية.
وأشار الى بعض المعضلات التي تواجه أوباما حاليا في شأن المعتقلين من قبيل: أين سيحاكم المتهمون بجرائم ارهابية خطيرة؟ وما نوعية الاتهامات التي ستوجه إليهم بعدما سقطت قانونية اعترافاتهم التي انتزعت بواسطة التعذيب؟ وأين سيحاكم كبار قادة نظام بوش الابن على تجاوزهم شرائع القانون (في خارج أمريكا ام بداخلها؟) وأي قائد أوروبي أو عالمي مستعد للمجازفة في تنظيم محاكمة شخصيات أمريكية نافذة على أرض بلاده؟.
وأضاف كول قائلاً: ربما اجراء المحاكمات ليس الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام أوباما، بل هناك خيار اصدار تشريعات جديدة متعلقة بممارسة القوانين والتلاعب بشرائع حقوق الانسان، وتقديم التعويضات الضخمة للذين تضرروا كما فعلت الحكومة الكندية بالنسبة للسوري الأصل ماهر عرار الذي خطفته الأجهزة الأمنية الأمريكية في أمريكا ونقلته إلى سورية حيث خضع للتعذيب.
وتحدث ساندز عن التناقض في موقف ادارة بوش الابن ازاء محكمة الجنايات الدولية التي شنت الادارة الأمريكية (في سنوات بوش الابن الأولى) حملة عنيفة عليها، ثم قررت في سنواتها الأخيرة استخدامها لمعاقبة خصومها السياسيين، كما حصل بالنسبة للسودان.
وعدّد ساندز الخطوات الايجابية التي قام بها اوباما في المجال القانوني منذ تسلمه مهامه وأولها ضرورة اعتماد القوانين والاجراءات المسموحة في الشرائع الدولية في استجواب المتهمين، ونقض كل التشريعات حول الاستجواب التي أقرّت في الفترة الفاصلة بين أيلول (سبتمبر) 2001 وكانون الثاني (يناير) 2009، ومنع الأجهزة الأمنية الأمريكية من اختطاف المتهمين من دولة ونقلهم إلى دولة أخرى للاستجواب تحت التعذيب، تحت طائلة المعاقبة، واستقطاب تعاون دول كالصين في قضية تطبيق القانون الدولي، ومحاولة نقل أي محاكمات عسكرية تجري في غوانتانامو إلى أماكن أخرى في أمريكا.
واعتبر ان كبار قانونيي العالم كانوا سيعتبرون أي قرار عفو رئاسي عن أعوان بوش الكبار، قبل انتهاء مدته خطيراً، وكان سيؤدي إلى تحقيقات وردود فعل خارجية واسعة (قد تطال بوش شخصياً). وبالتالي ما سيحدث هو ان الاتهامات قد توجّه إلى شخصيات من الصف الثاني تسلمت وظائف حساسة وعاونت اقطاب النظام السابق الرئيسيين.
وحول سؤال عن السياسات القانونية التي يمكن أن يتخذها أوباما بالنسبة للجرائم التي ارتكبتها اسرائيل في غزة من أجل معاقبة المسؤولين الاسرائيليين الذين أعطوا الأوامر بقتل المدنيين الفلسطينيين وهدم منازلهم عن قصد؟ أجاب كول: اذا أراد أوباما تطبيق حكم القانون 100 فعليه الافراج عن كل المعتقلين في السجون الأمريكية أو التابعة لأمريكا والذين انتُزِعت منهم اعترافاتهم عبر التعذيب. وفي قضية غزة، فقد ارتكبت اسرائيل جرائم حرب مستخدمة أسلحة أمريكية وعلى أوباما أن يعالج هذا الأمر.
وأشار الى أن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ألغى زيارة إلى أمريكا كان يعتزم القيام بها لتزويد جيشه بالمزيد من الأسلحة، معرباً مع ذلك عن عدم تفاؤله في خصوص قرارات صارمة تجاه اسرائيل، الا أنه أبدى تفاؤلاً كبيراً فيما يتعلق باقفال معتقل غوانتانامو في غضون عام، لافتاً الى قضايا عالقة في هذا الشأن منها العثور على مكان ملائم لمحاكمة كبار المتهمين المعتقلين في غوانتانامو وطبيعة الاتهامات التي ستوجّه إليهم واعداد الذين سيفرج عنهم ، وإلى أي دول سيرسلون.
واعتبر ساندز ان اتصال الرئيس باراك أوباما بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل اتصاله بالقادة الاسرائيليين، لدى تسلمه مهمته له دلالة ايجابية. كما رأى بأن اعطاء أوباما مقابلة لمحطة تلفزيونية عربية في هذه المرحلة يشكل خطوة ذات أهمية. واعتبار الرئيس الأمريكي أمريكا دولة للمسيحيين والمسلمين والطوائف الأخرى، ومدّ يديه إلى مسلمي العالم للحوار، كلها أمور شديدة الأهمية، وقد أقلق أوباما قادة اسرائيل وفتح صفحة جديدة في التعامل الأمريكي مع مسلمي العالم استناداً إلى الشرائع الدولية والانسانية ومن دون انحياز وتجاوزات.
ولدى سؤاله عما اذا ارتكب اوباما خطأ في اختياره محطة تلفزيونية محسوبة على السعودية بدلاً من أخرى محايدة في أول مقابلة له مع العالم العربي والاسلامي؟ قال: أوباما كان يوجّه اشارة ايجابية إلى العالم الاسلامي ولم يكن يسعى إلى تبرير أي سياسات سعودية.

 
 
 

 

 

 
 


 
 

 

 
 


 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !