على جميع القوى الوطنية فى مصر أن أن تقرأ ما يحدث جيدا . , على جميع محبى مصر من العرب , بل ومن المنظمات العالمية أن تحتشد فكرا وإعلاما لوقف الكارثة المحتمل حدوثها فى مصر والتى يمكن أن يكون لها انعكاسات كارثية على أمن المنطقة والعالم بأسره . إننى أخشى أن يكون المجلس العسكرى الذى كان هو من دعم حكم مبارك لمدة ثلاثين عاما , وأنه إنما تخلى عنه اعتراضا على مشروع التوريث من ناحية , وأنه لم يكن ليستطيع أن يواجه أكثر من عشرة ملايين مواطن ملئوا ميادين الوطن من الاسكندرية إلى أسوان . أخشى أنه قد قرر تصفية الثورة وأجهاضها تماما فى ذكرى قيامها فى 25 يناير القادم . , واقرءوا معى البيان الذى نشره المجلس اليوم على موقعه حيث يحذر من أن هناك مخططا لتخريب الوطن والوقيعة بين الجيش والشعب , ونشر الفوضى وذلك يوم 25 يناير . والمجلس العسكرى هنا يستبق ما لا بد من حدوثه حيث سيقوم الثوار بمظاهرات غاضبة بسبب مرور عام كامل على ثورتهم السلمية النبيلة دون ان يتم عقاب أى من القتلة حتى الآن , والأخطر من ذلك أنه تم قتل حولى مائة من شباب الثورة وجرح واعتقال الآلاف ابتداء من ماسبيرو الى التحرير الى شارعى محمد محمود والقصر العينى دون أن يوجه الاتهام لأحد وإنما جرى تلفيق مفضوح وساذج لإلقاء التهمة على البلطجية والعناصر المندسة , رغم ظهور فيديوهات يظهر عليها أفراد من الجيش وهم يوجهون رصاصهم الى المتظاهرين , ولو افترضنا جدلا أن هناك بلطجية أو مندسين فعلى من تقع مسئولية توقيفهم ومعاقبتهم . أخشى أن المجلس العسكرى أصبح يشعر أن الثورة صارت شوكة حادة فى جنبه , وأن الأحداث جاءت بما لم يتوقعه . ربما كان يحسب أن الثوار سيكتفون بمجرد خلع مبارك ويعتبرون ذلك نصرا كان عزيز المنال , ثم تسير مصر كما كانت قبل الثورة بالمزايا الطبقية الهائلة للعسكر وجماعة رجال أعمال مبارك , لقد حاول المجلس أن يلتف حول أهداف الثورة طيلة الأشهر الماضية , ولما سالت الدماء على يديه ابتدأ يشعر بموقفه الحرج , ورأى أن النجاح الكامل للثورة سيقتضى فتح ملفات خطيرة ليست فى صالحه , ومن هنا كان إعلانه الاستباقى اليوم عن مخطط تخريبى يجرى الاعداد له ليهئ الرأى العام لمذبحة يقوم بها ضد الثوار بعد أن يدس بينهم نفس العناصر التى ليست خفية عليه وبذلك يقضى على الثورة بإعلان أحكام عرفية للتصدى للشغب الذى صنعه عملاء النظام لتدفع مصر ثمنا غاليا . إننى أضع يدى على قلبى من هذا السيناريو المحتمل والمخيف وأدعو جميع القوى الوطنية أن تكون يقظة تماما بل وأدعو المجلس العسكرى أن يدرك أن الثوار لن يفرطوا فى دماء رفاقهم وأن سفك المزيد من الدماء لن يزيد الأمور إلا اشتعالا وتعقيدا , وأ دعوه أن يرتفع إلى مستوى المسؤولية التاريخيه , وقبل ذلك وبعده أدعو الله ان يرعى مصر وأن يكون معها عونا وحماية وتأمينا وسندا
التعليقات (0)