مواضيع اليوم

المجلس السرى الذى يحكم مصر؟

خالد طاهر

2011-07-31 06:56:13

0

المجلس السرى الذى يحكم مصر؟
المصدر: الأهرام العربى بقلم: دينا توفيق

 

http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=460159&eid=2862


عندما آلت صلاحيات، رئيس الجمهورية إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ 11 فبراير الماضي، أصبح المشير محمد حسين طنطاوى هو بالفعل رئيس الجمهورية المؤقت بصفته كرئيس للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع ويعاونه فى ذلك قادة الأفرع الرئيسية وتشكيلات القوات المسلحة أعضاء المجلس إضافة للواء سامى عنان رئيس أركان القوات المسلحة والواضح من تشكيل المجلس أن المشير محمد حسين طنطاوى هو الرجل الوحيد فى هذا المجلس الذى إحتك بالعمل السياسى بخلاف منصبه العسكرى من جراء توليه مهام منصبه كوزير للدفاع منذ أكثر من عشرين عاما وهو الرجل الأكثر مصداقية فى الشارع والجيش اليوم ورجل المرحلة وبرغم تعفف الرجل عن الظهور فى وسائل الإعلام المختلفة مفضلا العمل فى صمت كمحارب قديم يؤدى الأمانة، واجبه المقدس ورسالته تجاه وطنه فى الظروف العصيبة التى يتشكل فيه وطن يولد من رحم ثورة 25 يناير ويبحث ثواره عن مستقبل عادل وحرية سياسية واقتصادية وعدالة اجتماعية ودولة مؤسسات وسيادة القانون، وظنا من سيادة المشير على التأكيد أنه والمجلس العسكرى الأعلى يمارسون صلاحية رئيس الجمهورية فى ظرف تاريخى وبشكل مؤقت لتحقيق مطالب الجماهير فى تغيير جذرى يحقق أهداف ثورة ميدان التحرير نحو القضاء على الفساد وملاحقة ومطاردة ذيوله مهما كان مناصبهم ومواقعهم وإقامة مجتمع مدنى جديد قوى وحر وفاعل وقادر على تولى زمام المبادرة ليكون القاطرة التى تدخل بمصر القرن الواحد والعشرين، وتواكب عصرها وتبلور رقيها السياسى وتبرز فنون حضارتها كقوة ناعمة سياسية وعسكرية وإقتصادية وثقافية وإقليمية فاعلة فى منطقة الشرق الأوسط وتعود درة الشرق وكوكبه.
وإن كانت طبيعة المهمة العارضة الملقاة على عاتق سيادة المشير وباقى معاونيه فى المجلس العسكرى خلال الفترة الانتقالية التى حددتها بيانات المجلس العسكرى فى سته أشهر، فإن هذا لايعنى سرية المداولات وقصر المشاورات التى تجرى فى الغرف الخاصة بأروقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى وإن تمت مع عينات وممثلين من القوى السياسية والتيارات التى أنتجتها الثورة والشخصيات العامة والقيادات الإعلامية والصحفية فى الصحف الرسمية والحزبية والخاصة، فلابد من قنوات اتصال مباشرة بين من استئمنوا على قيادة التغيير الانتقالى إلى مصر الجديدة بعد ثورتها ومع الجماهير، وليس النخب فقط ومن هنا على السيد المشير حسين طنطاوى أن يتخلى عن جم دماثة أدبه وتواضعه وتفانيه فى حب مصر وأن ينقل لنا رؤيته عن كيفية العبور إلى الدولة المدنية فى حديث مباشر من قلب قائد الجيش إلى أفئدة الشعب، بصفته الموكل له إحداث هذا التغيير سواء عن طريق شخصه أو عن طريق نائبه رئيس الأركان حتى تتضح الرؤية ويطمئن الشارع على صدق نوايا مرحلة التغيير وخطواته ومنهجه وحتى يكون معبرا عن طموح الجماهير بجميع طوائفهم وفئاتهم فيكونوا قد أعلموا به وشاركوا فيه بالرأى والمشاورة فالبيانات العسكرية تناسب ظروف الحروب والكوراث والمتحدث الرسمى باسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة لا تُغنى تصريحاته عن اختفاء الرجل الأول فى صناعة القرارات المصيرية التى تمر بها مصر منذ 11 فبراير الماضى فلابد من فتح قناة اتصال مباشر بين الشعب وقائده الاستثنائى دون وسيط ويحضرنى فى ذلك قول أستاذى إحسان عبد القدوس عندما خاطب مجلس قيادة الثورة بعد 23 يوليو عام 1952 فى أشهر مقالاته على الإطلاق بمجلة روز اليوسف تحت عنوان «التنظيم السرى الذى يحكم مصر» موجهاً نداءً للضباط الأحرار أن يتخلوا عن السرية التى يفرضونها على أنفسهم وكيفية اتخاذ قرارتهم بعد أن أصبح بالفعل التنظيم السرى للضباط الأحرار يحكم مصر فى فترة قيل وقتها إنها انتقالية.
ولذلك أرجو من سيادة المشير طنطاوى أن يعيد التفكير فى إنشاء مجلس رئاسى من شخصيات مدنية من طبقة التكنوقراط لم تعمل فى حكومات سابقة على أن يرأس هذا المجلس بنفسه، ويحقق عبره الانضباط العسكرى فى مرحلة انتقالية لمدة ثلاث سنوات يكون هدفها التمهيد لانتقال مصر لعصر الحرية وبناء حياة ديمقراطية سليمة، حتى لا يسرق الانتهازيون والفاسدون والمنافقون ومراكز القوى من بقايا فلول مبارك فرحة شعب مصر وثورته




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !