
المجلس الاسلامي العربي: البلاد لم تعد تحتمل المزيد من التشنج والتوتير
حذر المجلس الاسلامي العربي من عودة النبرة التصعيدية الحادة الى الخطاب السياسي ، معتبرا ان البلاد لم تعد تحتمل المزيد من التشنج والتوتير .
ولفت في بيان اليوم بعد اجتماعه الاسبوعي الى ان الفرقاء السياسيين انتقلوا من مرحلة تفريغ المؤسسات الدستورية من دورها ، ومن تعطيل هيئة الحوار الوطني ، الى مرحلة جديدة من الازمة بتصعيد حدة الخطاب السياسي ، بهدف حشد التأييد ، في هذا الجانب او ذاك .ما يهدد البلد بالعودة الى الشارع للاقتتال .
ورأى المجلس ان الاستحقاقات المقبلة على لبنان ، وخصوصا ما يتعلق بالمحكمة الدولية ، وتداعيت القرار الظني تستوجب من مختلف القوى السياسية تهدئة الاجواء بدلا من توتيرها ، لان المواطن لم يعد يأبه كثيرا للشعارات المرفوعة هنا او هناك ، انما يطلب من قياداته وممثليه السياسيين العمل من اجل معالجة ازماته المعيشية .
وتوجه المجلس بأحر التهاني الى دولة الكويت ، اميرا وحكومة وشعبا ، لمناسبة الاعياد الوطنية التي احتفلت بها ، وهي اعياد الاستقلال الوطني ، وذكرى التحرير ، وذكرى تولي سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح مقاليد الحكم .
وأكد أن الكويت قدمت على الدوام نموجا يحتذى للدولة الناجحة من حيث مزاوجتها بين نظام الحكم العربي التقليدي القائم على المبايعة ، وبين التطور والحداثة من خلال ادخال الديمقراطية المدروسة الى مؤسسات البلاد .
وفي الشأن العربي ، توقف المجلس بارتياح كبير امام استقرار الوضع في مملكة البحرين الشقيقة ، حيث تجاوب الفرقاء ، وخصوصا جمعية الوفاق ، مع دعوة سمو ولي العهد للحوار ، لانه الوسيلة الفضلى للخلاص من الازمة ، والطريق الوحيد لمعالجتها .
ودعا جمعية الوفاق الى استكمال خطوتها الايجابية من خلال العودة عن استقالة النواب كبادرة حسن نية ، وكتعبير صادق عن الرغبة بانجاح الحوار مع سمو ولي العهد .
وجدد المجلس دعوته التي اطلقها منذ بداية الازمة الى المواطنين البحرينيين بالتزام الهدوء والخيار السلمي الحضاري في العمل السياسي ، لاسيما وان جلالة الملك حمد بن خليفة ضمن حق التعبير السياسي والاعلامي ، ووفى بوعوده في ترسيخ الحياة الديمقراطية في المملكة .
واستنكر المجلس استمرار مسلسل ما يسمى "الثورات" المتنقلة هنا وهناك في بلاد العرب ، مشيرا الى ان هناك ما يثير الريبة من هذا التزامن الغريب العجيب في الاضطرابات في الدول العربية .
وشدد على ضرورة التمييز في هذه التحركات الشعبية بين ما هي شرعي ومحق ، مثل تحسين بعض الاوضاع المعيشية ، وتعزيز الممارسة السياسية الحرة والمسؤولة ، وبين مطالب بعض المتطرفين المرتبطين بجهات اقليمية خارجية باسقاط الانظمة العربية في اطار مخطط يبدأ باضعاف الدول العربية وينتهي بالسيطرة الاجنبية عليها .
واعتبر المجلس ان ما يجري في ليبيا واليمن يأتي في اطار هذا المخطط الذي تتكامل فيه الجهود الايرانية مع الجهود الاميركية ، علما ان هذا المسعى تعطل في مصر بفضل وعي القيادة المصرية ، كما تعطل في البحرين بفضل حكمة جلالة الملك وسمو ولي العهد .
وسأل : بأي حق تقرر الولايات المتحدة الاميركية وايران موعد رحيل هذا القائد العربي او ذاك ؟ وهل يظنون اننا ما زلنا في عصر الاستعمار المباشر والامبراطوريات البائدة؟
وحذر من ان اعداء الامة سيبحثون في الايام والاسابيع المقبلة عن دول عربية أخرى وخصوصا في الخليج لزعزعة الاستقرار فيها من اجل اثبات وجهة نظرهم الشريرة والخبيثة ، بان العرب عاجزون عن حكم انفسهم بانفسهم ، ما يبرر لهم التدخل من الخارج .
وندد المجلس بشدة بالعدوان الاخير للنظام الايراني على المعارضة من خلال اعتقال زعيميها في الداخل مير حسين موسوي ومهدي كروبي مع زوجتيهما ، وهو انتهاك صارخ للقانون المحلي والدولي ، وخروج عن اصول الدين ، وعمل غير اخلاقي بكل المعايير .
ودعا الى الافراج الفوري عن الزعيمين ، والامتناع عن اي عمل قمعي ارهابي جديد ضد المعارضة الايرانية الشريفة التي تمتلك كل الحق بالتظاهر السلمي والتعبير عن آرائها السياسية ، تماما كما هو الحال في الدول المجاورة .
ورأى المجلس ان المضحك المبكي في سلوك نظام الملالي في طهران ، هو تلك الازدواجية في المعايير ، فمن جهة يدعو رأس هذا النظام الشعوب العربية الى الثورة على حكامها ، لغاية في نفس يعقوب ، ومن جهة ثانية ، يأمر بقتل المتظاهرين في بلاده ويعتقل تعسفا قادتهم ، ويعدم المعارضين السياسيين بالعشرات .
وختم : ان اكبر وصمة عار على جبين ملالي ايران وعملائهم في العراق ، استمرار مأساة مخيم أشرف للاجئين الايرانيين داخل الاراضي العراقية ، حيث تتواصل الاعتداءات الجسدية والنفسية عليهم يوميا ، وترتكب بحقهم جريمة مستمرة ضد الانسانية ، من خلال حرمانهم من كل حقوقهم الاساسية في الحياة الحرة والكريمة . ان احالة المسؤولين عن عذابات سكان أشرف الى بعض المحاكم الاوروبية لهو دليل اضافي على ان نظام طهران خارج عن القانون ، ولن يتأخر الشعب الايراني الابي في التخلص منه .
القسم السياسي
المجلس الاسلامي العربي
2/3/2011
http://an-lb.com/?id=10535
التعليقات (0)