المجلس الإسلاميّ العربيّ أيد صرخة بري في مواجهة المراوحة القاتلة :
تأجيل القمة العربية يضر بالأمة في هذه المرحلة الخطيرة
أيد المجلس الاسلاميّ العربيّ الصرخة المدوية التي أطلقها دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مواجهة حالة المراوحة القاتلة على صعيد تشكيل الحكومة ، واعتبر ان واجب جميع الفرقاء السياسيين التنازل من اجل تحقيق ما يصبوا اليه اللبنانيون .
ورأى في بيان اليوم بعد اجتماعه الدوري في مقر الامانة برئاسة امينه العام العلامة السيد محمد علي الحسيني ، ان المصلحة الوطنية تقتضي التفاف الجميع حول المؤسسات الدستورية بعد احيائها ، لكي تتمكن من معالجة المشكلات العويصة التي تعيشها البلاد .
ورحب المجلس بالاجراءات التي اتخذتها القوى الامنية لازالة الكثير من المخالفات والتعديات على الاملاك العامة ، لا سيما وانها من فعل تجار بناء وليس مواطنين يبحثون عن مسكن ، وقد جرت بتغطية سياسية من هذه الجهة او تلك وباتت مكشوفة للرأي العام ، مؤكدا ان حل ازمة السكن للفقراء يجب ان تتم في اطار سياسة شاملة للدولة .
وجدد المجلس ترحيبه بتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية التي تأتي في توقيت ممتاز لتذكر العرب من المحيط الى الخليج بان القضية المركزية لهم كانت وستبقى قضية فلسطين ، بحيث يجب تعزيز الاستقرار العربي وتركيز كل الجهود والطاقات في الصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني الغاصب .
واشاد بمواقف القيادة المصرية في تبني ودعم هذه المصالحة ، كما في الاعلان عن فتح معبر رفح بشكل دائم . وقد جاء تصريح رئيس أركان القوات المسلّحة المصرية الفريق سامي عنان أن "إسرائيل لا تملك الحق في التدخل في القرار المصري بفتح المعبر " ،، ليثلج الصدور التي تنتظر موقفا عربيا حازما في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية .
واستنكر المجلس استهداف القوات الاطلسية للمدنيين في ليبيا حيث تم في الايام الاخيرة اغتيال سيف العرب القذافي وثلاثة اطفال بالاضافة الى الكثير من المدنيين وفي اماكن مدنية . الامر الذي يوجب السؤال عن مدى التزام هذه القوات بتفويض مجلس الامن لها بحماية المدنيين وليس قتلهم .
وأكد ان التطورات الميدانية على الساحة الليبية تثبت ان ما تفعله القوى الغربية هو محاولة لاحياء الاستعمار القديم من خلال السطو على ثروات الشعب الليبي العربي والتي تقدر بمئات مليارات الدولارت ، حتى لو أدى ذلك الى تقسيم البلاد وتفتيتها .
وجدد المجلس تأييده للمبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية ، داعيا الفرقاء المعنيين الى عدم تفويت هذه الفرصة كي لا يقع اليمن في محظور الانقسام الدائم ، فيصبح فريسة الاقتتال الداخلي المدمر .
وأسف المجلس لاعلان أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى أن "القمة العربية المقبلة في بغداد ستؤجل، معتبراً ذلك نكسة للعمل العربي المشترك في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها الامة .
ولفت الى ان قول موسى ان ما يجري في الدول العربية هو ثورات شعوب وليس تدخلات خارجية ، هو كلام يحتاج الى تدقيق وتمحيص ، وذلك لا يحقق الا بتشكيل لجان تقصي حقائق عربية اسلامية ، لاستكشاف حقيقة ما يجري في كل دولة على حدة ، ومن ثم البناء على تقارير هذه اللجان لاتخاذ الموقف المناسب . لذلك فان تأجيل القمة العربية الى اجل غير مسمى يحبط الآمال بقيام هكذا لجان ، ليستمر التخبط العربي على المستوى القيادي تماما كما يحصل في الشارع .
وذكر المجلس الرأي العام العربي والاسلامي والدولي الى ان ذيول المجزرة الوحشية التي ارتكبتها القوات العراقية بأمر من نوري المالكي بحق سكان مخيم اشرف للاجئين الايرانيين في محافظة ديالى، لا تزال قائمة حيث تمنع هذه القوات دفن الجثامين الطاهرة للشهداء وعددهم اربعة وثلاثون ، وتمنع المعالجة عن الجرحى وهم بالعشرات .
وأكد المجلس ان الهجوم العسكري على المخيم هو جريمة حرب ، كما ان الممارسات ضد القتلى والجرحى هي جريمة حرب ، لان سكان المخيم هم لاجئون سياسيون فروا من بلادهم بسبب الإضطهاد والقمع، وهم بالتالي محميون بالقانون الدولي ومعاهدة جنيف الرابعة، لذلك يجب احالة مرتكبي هاتين الجريميتين الى القضاء الدولي .
اضاف : بانتظار ذلك يجب اجبار القوات العراقية على الانسحاب من المخيم ، ووضعه تحت المراقبة الدولية الدائمة لمنع تكرار هذه الجرائم ، بالتزامن مع اجراءات رفع الحصار عنه وتأمين الامدادات اللازمة لساكنيه . وفي هذا الاطار اكد المجلس انه سيقوم بواجبه الانسانيّ والاسلاميّ من خلال تسيير قوافل إغائة انسانية الى اشرف، تشمل أدوية ومستلزمات طبية ويرافقها اطباء من لبنان، مطالباً الحكومة العراقية بتسهيل هذه المهمة الانسانية، وداعياً جميع المؤسسات والجمعيات العربية والدولية للوقوف الى جانب قضية سكان اشرف الانسانية.
ورأى المجلس ان الاهمال العربي والدولي المستمر لقضية الاحواز يشجع النظام الايراني على تصعيد ممارسته القمعية ضد ابناء هذه المنطقة المنكوبة بالقهر والاضطهاد والقتل منذ عقود طويلة .
وجدد دعوته الى قادة الامة والى كل احرار العالم ليلتفتوا جديا الى المأساة التي يعيشها ابناء الاحواز داخل وطنهم او خارجه ، واتخاذ الخطوات اللازمة لدعم جهادهم ضد طغيان نظام ولاية الفقيه ، وتامين مسلتزمات صمودهم اينما حلوا.
وختم : في الوقت الذي يشمت حكام طهران بالعرب لما يواجهونه من اضطرابات في بلدانهم ، فانهم يحاولون اخفاء الازمات العديدة التي يعيشها نظامهم المتهالك ، والقائم اساسا على البطش والتزوير ، وقد كشفت الازمة الاخيرة بين اركان هذا النظام مدى الوهن الذي ينخر بنيان هذا الحكم الدكتاتوري بسبب صراع النفوذ والفساد المستشري .وكل ذلك يعطي الامل للشعب الايراني بان انتفاضته المباركة ستؤتي أكلها قريبا جدا ، وتعطي الامل للشعوب العربية التي تعاني من التدخل الايراني ، بان حقبة هذا الظلام لن تطول .
المجلس السياسي
لبنان / بيروت :4/5/2011
http://an-lb.com/index.php?id=11186
التعليقات (0)