المجتمع حالة جفاف
حالة الجفاف التي تمر بها المجتمعات قد تتأصل في بعض أفرادها، فتختلف مظاهرها إلا أن مضمونها واحد ، لذلك الأبواق كثيرة ، تجد متسعاً للانطلاق من أي جهة لتلاؤم من حولها ، فيتربصون بالأخبار (القيل والقال) لنقلها لأسيادهم ، ويستخدمون السوء الذي يعشعش في دواخلهم ويصنعون من خلاله العنف القبيح لمواجهة ما يرونه غير صحيح ، لم يكتفوا بهذا المقدار بل نصبوا أنفسهم لمحاسبة الآخرين في أمورهم الدينية أو حتى الدنيوية والمحاسبة التي تستخدم بالطبع هي مشمئزة ، فهم يعتقدون أن التصدي هو إعلان الحرب السريع لتحذير من تسول له نفسه من هنا أو هناك فيتأثر ، ويزدادالجفاف مع قلة الوعي والسبب الإمعة الذي صنعها الأسياد التي لا يرد لهم أمرا ، واعتقد أنهم يخافون على أنفسهم من تقديم اعتراض على ما تقوله ساداتهم خشية إزاحته من جانب التصدي واستبداله بأجوف آخر ، وهذا ما جعل المجتمع يحتقن و يضرب دون تروي حتى أصبح الهدوء لا ذكر له ، بل ربما مرفوض بقرار صادر يحتفظ به ، يتم نشره شفهياً من الأعلى حتى بوقهم الصغير الأداة التنفيذية حيث أنه يفتخر بهذا المنصب كونه يعتبر المتصدي الأول ، وفي الحقيقة أنه استحمر من قبلهم دون أن يشعر و كيف يشعر والغشاوة تحيطه ؟! فلا استغراب من الضجيج الذي يصدر من نواحي عدة ، لأنهم معبئون بالقسوة حد التخمة ولا داعي لطلب المزيد ، فالمتصدر حاضر ويقوم بعملية التعبئة دون أن يطلب منه فهذه خدمة سهلة بعكس لو كانت هناك حاجة وذهبوا لهم ليقضوا حاجياتهم ، فماذا سيكون ؟ فالكثير تراه خاضع لهم على رغم المذلة و الإهانة التي تتكرر إلا أنه اعتاد عليهم ولا غنى عنهم ، فيا للعجب لهؤلاء ، وبهذا تبقى الحالة المجتمعية متقهقرة جامدة لا تتحرك ، والأعجب حين يرون بأم أعينهم تلك الحقارة ، فيرددون ما يرددون ، وترديدهم دفاع من غير قناعة ، ولكن بحكم اعتقادهم أن عقولهم لا يحق لها التفكير في وجود غيرهم ولا قيمة لها أساساً فمن الطبيعي أن يكونوا هكذا ، وإلا سترتفع أصواتهم للقذف ، وما أتعسهم في مثل هذه الحالات ، فإذا كان السائد بهذه الطريقة ، فكيف ينتهي الجفاف ؟!
حسين علي الناصر
التعليقات (0)